الشيخ : رأينا بقطع النظر عن صحة هذا الكلام عن شيخ الإسلام أو لا لأنني لم أعثر عليه ، ولكني لم أحطت بما كتبه شيخ الإسلام رحمه الله .
لكن أقول إن الدعوة إلى الخير خير ، من أي أحد جاءت ، وقبول الحق واجب من أي أحد كان ، حتى إن الله عز وجل أقر الحق الذي قاله المشركون ، في قوله تعالى : { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء } . فأنكر قولهم : { والله أمرنا بها } ، وسكت عن قولهم : { وجدنا عليها أباءنا } لأنه حق .
ولما قال الشيطان لأبي هريرة : ألا أدلك على آية في كتاب الله إذا قرأتها في ليلة لم يزل عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فأخبر -أعني أبا هريرة- بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال له : "صدقك وهو كذوب" .
ولما جاء حبر من اليهود -أي : عالم من علمائهم- إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقال : إنا نجد أن الله تعالى يجعل السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ... الحديث ، ضحك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تصديقاً لقول الحبر وقرأ : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } .
فالحق مقبول ، لكن أنا أخشى أن هذا الداعي -الذي لديه بدع- أخشى أن ينقل الناس إلى بدعته ، لاسيما إذا كان عنده فصاحة وبيان ، وحينئذ يعيش الناس على بدعة ، وهذه هي المشكلة ، ولا شك أن نقل الناس من الكفر إلى البدعة التي لا تكفر أحسن ، لكني أخشى أن تبقى هذه البدعة في قلوبهم ويعتقدون أنها هي السنة .