تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الجمع بين قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعم... - اللجنة الدائمة س42: كيف نجمع بين هذين الدليلين:  الدليل الأول: قال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّه...
العالم
طريقة البحث
الجمع بين قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية وقوله تعالى فمن عفي له من أخيه شيء الآية
اللجنة الدائمة
س42: كيف نجمع بين هذين الدليلين:
الدليل الأول: قال تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا . والدليل الثاني: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ . الدليل الأول بيّن أن القاتل المتعمد قاتل المسلم خالد مخلد في النار ، وفي الدليل الثاني جعل من القاتل أخًا لولي القصاص يعني أخوة الإسلام؟

ج42: لا يختلف العلماء بأن القتل العمد كبيرة من كبائر الذنوب ولا يخرج من الملة، وأما الجمع بين الدليلين المذكورين في السؤال فإن قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ، معنى ذلك: أن القاتل عمدًا مستحق للخلود المؤقت في النار ثم يخرج منها كعصاة الموحدين فهو خلود دون خلود، فإن الخلود خلودان: خلود دائم أبدًا لا ينتهي وهذا هو خلود الكفار في النار ، كما قال الله سبحانه في شأنهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ .
وخلود مؤقت ينتهي بالخروج من النار وهذا لعصاة الموحدين كقاتل النفس عمدًا بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون فهؤلاء وأشباههم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيده وإخلاصهم العبادة لله وكونهم مسلمين أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم. وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها. ومما يؤكد ذلك أن الله قد جعل القاتل عمدًا أخًا للمقتول في قوله: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ، أي: أنه أخ له في الإسلام كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ، فدل ذلك على أنه لا يخرج من الإسلام بالقتل العمد،
وأنه يستحق العذاب على هذه الكبيرة، ولكن لا يخلد في النار كخلود الكفار. وكذلك قال سبحانه وتعالى في الطائفتين من المؤمنين إذا اقتتلتا قال: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ، فوصف الله الطائفتين المقتتلتين بالإيمان وجعلهما إخوة للطائفة الثالثة المصلحة مع أن قتال المؤمن كفر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر متفق عليه، وهذا كفر دون كفر لأن الله أثبت الإيمان للطائفتين مع الاقتتال وجعلهما إخوة للطائفة المصلحة فدل هذا على أن إطلاق الكفر على من قاتل أخاه يراد به كفر دون كفر، فالأخوة الإيمانية لا تنتفي إلا بالخروج من الدين بالكلية.


Webiste