التوسل إلى الله سبحانه بذوات الأنبياء والصالحين والأولياء أو جاههم
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 18461 )
س: يسأل أحد طلبة العلم في إندونيسيا عن مدى صحة جواز التوسل بجاه أصحاب القبور من الأنبياء والصالحين ، ويريد ردًا على كتاب ذُكر فيه مختصرًا أنه يجوز التوسل بهم، بل مندوب إليه، وهو من فعل الأنبياء والمرسلين والسلف الصالح، ويقول المؤلف: إنه لم ينكره أحد سوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويزعم صاحب هذا الكتاب أنه من أهل السنة والجماعة، وقال: إنه يجوز التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل حياته وفي حياته وبعد مماته، واستدل بأحاديث لكل فترة، وزعم أن أحمد يتوسل بالشافعي ، وأن الشافعي يتوسل بأبي حنيفة ، واستدل بأقوال ينسبها إلى بعض العلماء والصالحين، وذكر أن الدعاء يستجاب عند أصحاب القبور الصالحين. أرجو من فضيلتكم الرد على ذلك، ومدى صحة الأحاديث التي ذكرها مثل حديث خطيئة آدم، وحديث التوسل بالعباس ، وهل هو في حياة العباس أم بعد مماته؟ علمًا أن هذا الأخ الإندونيسي يعمل سائقًا ويصلي معي في المسجد يوميًا، وقد صور لي صفحات من هذا الكتاب، وعددها 16 صفحة. أرجو الإفادة.
ج: أولاً: التوسل إلى الله سبحانه بذوات الأنبياء والصالحين والأولياء أو جاههم - بدعة، ومن وسائل الشرك. أما
التوسل بدعاء الأنبياء والصالحين في حياتهم للشخص المتوسل بهم، فهو جائز ولا بأس به، كما توسل المسلمون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وقت الجدب ليستسقي لهم، وكما توسل به - صلى الله عليه وسلم - الأعمى ليدعو الله له لرد بصره فدعا له فرد الله عليه بصره. أما التوسل بالإيمان بهم ومحبتهم واتباعهم، فهذه قربة وطاعة لله سبحانه وتعالى في حياتهم وبعد مماتهم، وأما التوسل بطلب دعائهم بعد موتهم فهو شرك؛ لأن الميت لا يُطلب منه شيء لا دعاء ولا غيره. وأما التوسل بجاههم أو بالإقسام بهم أو بحقهم على الله، فهذا توسل بدعي لا يجوز، وقد صدر منا فتوى في ذلك هذا نصها: ( هل يجوز للمسلم أن يتوسل إلى الله بالأنبياء والصالحين، فقد وقفت على قول بعض العلماء: أن التوسل بالأولياء لا بأس به؛ لأن الدعاء فيه موجه إلى الله، ورأيت لبعضهم خلافًا لما قال هذا، فما حكم الشريعة في هذه المسألة؟ وأجابت: الولي كل من آمن بالله واتقاه ففعل ما أمره سبحانه به وانتهى عما نهاه عنه، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ .
والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع: 1- أن يطلب إنسان من الولي الحي أن يدعو الله له بسعة رزق أو شفاء من مرض أو هداية وتوفيق ونحو ذلك - فهذا جائز، ومنه طلب بعض الصحابة من النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما تأخر عنهم المطر أن يستسقي لهم، فسأل - صلى الله عليه وسلم - ربه أن ينزل المطر، فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر، ومنه استسقاء الصحابة بالعباس في خلافة عمر رضي الله عنهم وطلبهم منه أن يدعو الله بنزول المطر فدعا العباس ربه وأمن الصحابة على دعائه، إلى غير هذا مما حصل زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طلب المسلم من أخيه المسلم أن يدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر. 2- أن ينادي الله متوسلاً إليه بحب نبيه واتباعه إياه، وبحبه لأولياء الله بأن يقول: اللهم إني أسألك بحبي لنبيك واتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا - فهذا جائز؛ لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح، ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم
الصالحة. 3- أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسين مثلاً، فهذا لا يجوز؛ لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيمًا عند الله وخاصة نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، غير أن ذلك ليس سببًا شرعيًا لاستجابة الدعاء، ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه - صلى الله عليه وسلم - في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس ، مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته، وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له. 4- أن يسأل العبد ربه حاجته مقسمًا بوليه أو نبيه، أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول: اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان، أو بحق نبيك فلان - فهذا لا يجوز، فإن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع، وهو على الله الخالق أشد منعًا، ثم لا حق واجب لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله. هذا هو الذي تشهد له الأدلة، وهو الذي تُصان به العقيدة الإسلامية، وتسد به ذرائع الشرك. وصلى الله على
نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ثانيًا: دعاء الله عند الأضرحة والقبور بدعة، وهو من وسائل الشرك؛ لأن تحري دعاء الله عند القبور وسيلة إلى الشرك بالله؛ لإفضائه إلى دعاء الأموات، ولهذا أنكر علي بن الحسين على الرجل الذي كان يأتي إلى فرجة عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتحرى الدعاء عندها، وساق له حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم رواه في ( المختارة ). فإذا كان هذا فيمن يتحرى الدعاء عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكيف بغيره من الناس. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
س: يسأل أحد طلبة العلم في إندونيسيا عن مدى صحة جواز التوسل بجاه أصحاب القبور من الأنبياء والصالحين ، ويريد ردًا على كتاب ذُكر فيه مختصرًا أنه يجوز التوسل بهم، بل مندوب إليه، وهو من فعل الأنبياء والمرسلين والسلف الصالح، ويقول المؤلف: إنه لم ينكره أحد سوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويزعم صاحب هذا الكتاب أنه من أهل السنة والجماعة، وقال: إنه يجوز التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل حياته وفي حياته وبعد مماته، واستدل بأحاديث لكل فترة، وزعم أن أحمد يتوسل بالشافعي ، وأن الشافعي يتوسل بأبي حنيفة ، واستدل بأقوال ينسبها إلى بعض العلماء والصالحين، وذكر أن الدعاء يستجاب عند أصحاب القبور الصالحين. أرجو من فضيلتكم الرد على ذلك، ومدى صحة الأحاديث التي ذكرها مثل حديث خطيئة آدم، وحديث التوسل بالعباس ، وهل هو في حياة العباس أم بعد مماته؟ علمًا أن هذا الأخ الإندونيسي يعمل سائقًا ويصلي معي في المسجد يوميًا، وقد صور لي صفحات من هذا الكتاب، وعددها 16 صفحة. أرجو الإفادة.
ج: أولاً: التوسل إلى الله سبحانه بذوات الأنبياء والصالحين والأولياء أو جاههم - بدعة، ومن وسائل الشرك. أما
التوسل بدعاء الأنبياء والصالحين في حياتهم للشخص المتوسل بهم، فهو جائز ولا بأس به، كما توسل المسلمون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وقت الجدب ليستسقي لهم، وكما توسل به - صلى الله عليه وسلم - الأعمى ليدعو الله له لرد بصره فدعا له فرد الله عليه بصره. أما التوسل بالإيمان بهم ومحبتهم واتباعهم، فهذه قربة وطاعة لله سبحانه وتعالى في حياتهم وبعد مماتهم، وأما التوسل بطلب دعائهم بعد موتهم فهو شرك؛ لأن الميت لا يُطلب منه شيء لا دعاء ولا غيره. وأما التوسل بجاههم أو بالإقسام بهم أو بحقهم على الله، فهذا توسل بدعي لا يجوز، وقد صدر منا فتوى في ذلك هذا نصها: ( هل يجوز للمسلم أن يتوسل إلى الله بالأنبياء والصالحين، فقد وقفت على قول بعض العلماء: أن التوسل بالأولياء لا بأس به؛ لأن الدعاء فيه موجه إلى الله، ورأيت لبعضهم خلافًا لما قال هذا، فما حكم الشريعة في هذه المسألة؟ وأجابت: الولي كل من آمن بالله واتقاه ففعل ما أمره سبحانه به وانتهى عما نهاه عنه، قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ .
والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع: 1- أن يطلب إنسان من الولي الحي أن يدعو الله له بسعة رزق أو شفاء من مرض أو هداية وتوفيق ونحو ذلك - فهذا جائز، ومنه طلب بعض الصحابة من النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما تأخر عنهم المطر أن يستسقي لهم، فسأل - صلى الله عليه وسلم - ربه أن ينزل المطر، فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر، ومنه استسقاء الصحابة بالعباس في خلافة عمر رضي الله عنهم وطلبهم منه أن يدعو الله بنزول المطر فدعا العباس ربه وأمن الصحابة على دعائه، إلى غير هذا مما حصل زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طلب المسلم من أخيه المسلم أن يدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر. 2- أن ينادي الله متوسلاً إليه بحب نبيه واتباعه إياه، وبحبه لأولياء الله بأن يقول: اللهم إني أسألك بحبي لنبيك واتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا - فهذا جائز؛ لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح، ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم
الصالحة. 3- أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسين مثلاً، فهذا لا يجوز؛ لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيمًا عند الله وخاصة نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، غير أن ذلك ليس سببًا شرعيًا لاستجابة الدعاء، ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه - صلى الله عليه وسلم - في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس ، مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته، وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له. 4- أن يسأل العبد ربه حاجته مقسمًا بوليه أو نبيه، أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول: اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان، أو بحق نبيك فلان - فهذا لا يجوز، فإن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع، وهو على الله الخالق أشد منعًا، ثم لا حق واجب لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله. هذا هو الذي تشهد له الأدلة، وهو الذي تُصان به العقيدة الإسلامية، وتسد به ذرائع الشرك. وصلى الله على
نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. ثانيًا: دعاء الله عند الأضرحة والقبور بدعة، وهو من وسائل الشرك؛ لأن تحري دعاء الله عند القبور وسيلة إلى الشرك بالله؛ لإفضائه إلى دعاء الأموات، ولهذا أنكر علي بن الحسين على الرجل الذي كان يأتي إلى فرجة عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتحرى الدعاء عندها، وساق له حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم رواه في ( المختارة ). فإذا كان هذا فيمن يتحرى الدعاء عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكيف بغيره من الناس. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفتاوى المشابهة
- التوسل بجاه الله أو بجاه الأنبياء والصالحين - ابن باز
- التوسل بحق الأنبياء والأولياء والسؤال بهم - اللجنة الدائمة
- ما حكم التوسل بجاه الأنبياء؟ - ابن باز
- حكم التوسل بجاه النبي وقبور الصالحين - ابن باز
- حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم - ابن باز
- التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم وب... - اللجنة الدائمة
- حكم التوسل بجاه الأنبياء والأولياء ونحوهم - ابن باز
- التوسل بالأنبياء والأولياء - اللجنة الدائمة
- التوسل بالأولياء - اللجنة الدائمة
- التوسل بذوات المخلوقين أو جاههم أو حقهم - اللجنة الدائمة
- التوسل إلى الله سبحانه بذوات الأنبياء وا... - اللجنة الدائمة