تم نسخ النصتم نسخ العنوان
توبة تارك الصلاة - اللجنة الدائمة الفتوى رقم (  3404  )   س: لقد مرت علي خمسة أعوام - يا شيخنا الكريم - وأنا في العصيان، حيث أذلني الشيطان ووسوس علي قبل أن يهديني ربي إلى صراطه المستقيم...
العالم
طريقة البحث
توبة تارك الصلاة
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 3404 )
س: لقد مرت علي خمسة أعوام - يا شيخنا الكريم - وأنا في العصيان، حيث أذلني الشيطان ووسوس علي قبل أن يهديني ربي إلى صراطه المستقيم، علمًا بأنني في هذه المدة الطويلة ما كنت أصلي ولا أصوم، بل كنت أفعل فيها جميع الأشياء التي حرمها الله علينا حتى في شهور رمضان، من خمر ونساء وما أشبه ذلك، لكن الله يهدي من يشاء ويدخل من يشاء في رحمته، لقد تبت هذا العام قبل مجيء شهر رمضان بأسبوعين، وأنا عزمت أن
أقضي هذه الشهور الخمسة،لكن كيف؟ لا أدري؛ لأن المسألة أكبر من الكفارة وإطعام المساكين، هذا الذي أريد من فضيلتكم أن تشرحوا لي، وتفسروا لي تفسيرًا كاملاً من أي نوع يعتبر قضاء هذه الشهور؟ علمًا بما كنت أفعله سابقًا، وإن كان علي قضاؤها فكيف أقضيها؟ هل بصيام خمسة شهور متتالية مع إطعام المساكين، أم شهر بعد شهر، وكم عدد من المساكين الذين يجب علي إطعامهم؟ هذه هي المسألة التي وجدت الإشكال فيها، فأرجو أن أجد نورًا يوضح لي أمشي به في طريقي إلى الله إلى يوم يبعثون. فجزاكم الله عنا خير الجزاء.

ج: الصحيح من أقوال العلماء أن ترك الصلاة عمدًا كفر أكبر مخرج من الملة، وأن تاركها إذا تاب لا يجب عليه قضاء ما تركه منها ولا قضاء ما أفطره أثناء تركه لها من رمضان، ولا تجب عليه كذلك كفارة لما اقترفه من المعاصي أثناء تركه لها، وإنما يجب عليه أن يصدق في توبته مع الله سبحانه الذي يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ويقول: وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ
أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا وحقيقة التوبة: أن يندم على ما اقترفه من ذنب، وأن يقاطعه مقاطعة تامة، وأن يعزم عزمًا صادقًا على عدم العودة فيه، والتخلص من حقوق الخلق. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Webiste