تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أحق الناس بحضانة الطفل - اللجنة الدائمة الفتوى رقم (  14806  )  الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة...
العالم
طريقة البحث
أحق الناس بحضانة الطفل
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 14806 )
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من سعادة وكيـل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (3748) وتاريخ 10 \ 9 \ 1411 هـ، وقد سأل سعادته سؤالاً هذا نصه: أفادت سفارة المملكة في أثينا بأن دار الإفتاء بشمال اليونان أبلغتها أن خلافًا دب بين زوج وزوجته أدى إلى الطلاق، ولهما ثلاثة أولاد: بنت (5 سنوات) وولد (9 شهور)، ويطلـب الأب بتسليمهم من مطلقته، إلا أنها ووالديها يرون أنهم ما زالوا قصارًا، ومن مصلحتهم أن يكونوا في حضانة الأم؛ لأن والدهم مشغول بوظيفته وعمله بعد الدوام في بيع وشراء العقارات، وفي المساء ينشغل مع زملائه ولا يعود إلى منزله إلا وقـت متأخر من الليل، مع سوء معاملته لهم، الأمر الذي يجعل حضانته لأولاده غير مفيد لهم، أما والدتهم فإنها تعمل مدرسة للأطفال وتقاضي
راتبًا وتعلم أولادها في نفس المدرسة، وتقوم برعايتهم وكل ما يلزمهم منذ تركت منزل الزوجية، لذلك ترجو دار الإفتـاء تزويدها بفتوى توضـح مدة حضانتها لأولادها بالنسبة للذكر والأنثى ، وهل من الشرع أن تحتفظ والدتهم بهم بدلاً من أبيهم؛ لأنها أنفع لهم من والدهم الذي له أكثر من نصف سنة لا يسأل عنهم ولا يراهم ولا يساعد في معيشتهم وكسوتهم، وتطبيبهم وتعليمهم، وتود دار الإفتاء أن تكون الفتوى على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله؛ لتصبح فتوى ثابتة تسير على هديها دار الإفتاء في الحاضر والمستقبل، آمل الإفادة. مع أطيب تحياتي.

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت: أحق النـاس بحضانة الطفل أمه إذا افترق الزوجـان، فـإن تزوجت انتقلـت الحضانة إلى أم الأم، فـإن عدمت انتقلت إلى أم الأب؛ لأن الحضانة للنساء، وأمه أشفق عليه من غيرها، وقد أخرج أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأم: أنت أحق به ما لم تنكحي وإذا بلغ الغلام سبع سنين خُـّير بـين أبويه فكـان عنـد من اختـار
منهما، وإذا بلغت البنت سبعًا فأبوها أحق بهـا؛ لأنها تحتـاج إلى الحفظ والصيانـة، والأم تحتـاج إلى من يصونهـا ولا يقر المحضون ذكرًا كان أو أنثى بيد من لا يصونه ولا يصلحه هـذا هو مذهـب الإمام أحمد رحمه الله. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


Webiste