تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ... - ابن عثيمينالشيخ :  وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ  مع كونهم يبيتون لله سجداً وقياماً يخافون من النار.  يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِ...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ...)).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ مع كونهم يبيتون لله سجداً وقياماً يخافون من النار. يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ، لأنهم لا يفخرون بعملهم على الله. ولا يمنون بعملهم على الله. يؤمنون بأن العمل لهم : مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ . يرون أن لله المنَّة عليهم حينما هداهم لهذا العمل. ولهذا وصفهم الله تعالى في آية أخرى بأنهم وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ . شوف يقومون في الليل في آخر الليل يستغفرون الله ، لأنهم يرون أنهم مقصرون. مهما عمل الإنسان من العبادة والطاعة فلم يؤدِ حق الله عز وجل عليه. إذا عملت بالطاعة فلله عليك حق أن تشكره عليها ، لأن الطاعة نعمة. وإذا شكرت الله على هذه النعمة لزمك حق آخر تشكره مرة ثانية على هذا الشكر. وإذا شكرته الثالثة إيش؟ حق رابع. ولهذا قال الشاعر قولاً حميداً قال :
" إذا كان شكري نعمة الله نعمةً *** عليَّ له في مثلها يجب الشكر.
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله *** وإن طالت الأيام واتصل العمر "
.
اللهم نسألك شكر نعمتك، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ جهنم اسم من أسماء النار. ولها أسماء كثيرة. أعاذني الله وإياكم ووالدينا ومشايخنا منها إنه على كل شيء قدير.
رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ كأن عذاب جهنم مقبل علينا. فيقولون : رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً ، أي : كان لزاماً بمنزلة لزوم الغريم للمدين ، يعني : ملازم. - أجارنا الله وإياكم -. وهذه الملازمة إنما هي لمن يستحق الملازمة وهم الكفار. أما المؤمن فهو وإن فعل معاصيَ يستحق بها أن يعذب في النار فهناك شيء آخر وراء هذا وهو رحمة الله عز وجل. قال الله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ بعدها؟ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ . أبشر يا أخي المؤمن ، أمِّل بربك خيراً. مهما عظمت الذنوب ولكنها دون الشرك فهي تحت المشيئة. لكن لا يغرنك هذا فتأمن من مكر الله وتستمر على المعاصي. وتقول : الحمد لله. الله غفور رحيم. إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، لأن بعض الناس يغرهم هذا الحلم من الله عز وجل. ولكننا نقول لهؤلاء : إن الله تعالى لم يقل : ويغفر ما دون ذلك بدون أن يقول : لمن يشاء. فهل أنت على يقين أنك تحت المشيئة أن الله يشاء أن يغفر لك؟ لا. ما أنتم على يقين. هذا أمر مبهم ما نعلمه. فلا تأمن مكر الله ولا تقنط من رحمة الله.

Webiste