تم نسخ النصتم نسخ العنوان
خصائص شهر رمضان. - ابن عثيمينالشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن ل...
العالم
طريقة البحث
خصائص شهر رمضان.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد :
فإننا كنا نسير على تفسير آخر سورة الفرقان. وانتهينا فيه إلى! امتحان ، امتحان لكم. إلى إيش؟ قرأنا هذا. وقرأنا ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق . وتكلمنا على قوله : ولا يزنون . لكن المدة طويلة ويبدو أنكم نسيتم. على كل حال سنرجئ الكلام على التفسير لمناسبة قرب شهر رمضان المبارك.
فأولاً : شهر رمضان له مزايا عظيمة. منها: أن الله تعالى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان كما قال الله تعالى : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ . ومن ثم أوجب الله صيامه ليكون صيامه شكراً لله عز وجل على هذه المنة العظيمة وهي إنزال القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
ومنها : أن الله فرض صومه فرضاً. وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة. وكان أول ما فرض يخير الناس بين أن يصوم الصائم أو يفذي. ثم بعد هذا تعين الصوم وصارت الفدية لمن لا يستطيع الصوم على وجه مستمر. وعلى هذا فيكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صام كم سنة؟ نعم؟ تسع سنين عليه الصلاة والسلام.
ومنها - أي من خصائص هذا الشهر- أن الله تعالى سن قيامه على وجهٍ خاص. وهو أنه يسن فيه أن يكون القيام جماعة ، جماعة مع الإمام. ثبت هذا في سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فإنه صلى بأصحابه ثلاث ليال ثم ترك القيام. وقال : إنه تركه خوفاً من أن يفرض علينا. وبقي الناس يصلون أوزاعاً. الرجل وحده، والرجل مع الرجلين والثلاثة والأربعة حتى كان زمان عمر رضي الله عنه. ولما كان زمان عمر قال : أرى أن يجمع الناس على إمام واحد . فأمر رجلين : أبي بن كعب وتميماً الداري، أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة. - انتبه لهذا -! أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة. وعلى هذا فصلاة التراويح إحدى عشرة ركعة بسنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أما سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت : -اسمع الجواب- ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة . ثم فصلت فقالت : يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً . ومعنى قولها : يصلي أربعاً يعني : يجعلها في وقت واحد لا في تسليم واحد. بل الأربع بتسليمتين كما جاء ذلك مفصلاً في حديثها رضي الله عنها. ثم يستريح، ثم يصلي أربعاً بتسليمين ثم يستريح، ثم يصلي ثلاثاً . ومن ثم سمي هذا القيام تراويح ، لأن الناس يتروحون فيه ويستريحون. قيام غيره سنة ولا شك. ينبغي للإنسان أن لا يدع قيام الليل ولو كان يسيراً ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن الله جل وعلا ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر . لكن كونها جماعة في المساجد هذا خاص بإيش؟ بايش؟ برمضان.
ومن خصائص هذا الشهر: أن صيامه سبب لمغفرة الذنوب ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه . كل ما تقدم إذا صمته إيماناً بالله واحتساباً لثواب الله يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك. كل ما تقدم والحمد لله.
ومن خصائصه : أن من قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه. كل ما تقدم يغفر لك إذا قمت إيماناً - أكمل - واحتساباً، إيماناً بالله واحتساباً لثوابه ، فإنه يغفر لك ما تقدم من ذنبك.
ومنها - أي من فضائل هذا الشهر المبارك - : أن فيه ليلة القدر. الدليل : أن الله تعالى قال في القرآن العظيم : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وقال : شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ . فإذا جمعت بين الدليلين صارت النتيجة أن ليلة القدر في رمضان. وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعتكف يتحرى ليلة القدر. اعتكف العشر الأول، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم قيل له: إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر.
ومنها - أي من خصائص هذا الشهر - : أنه يسن اعتكاف العشر الأواخر منه، يسن اعتكاف العشر الأواخر من رمضان. غيره من الشهور لا يسن فيه الاعتكاف. لكن لو اعتكف فلا بأس. إنما لا يطلب من الناس أن يعتكفوا في غير رمضان. وفي أي شيء منه؟ في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر.
ومن خصائص هذا الشهر : أن العمرة فيه تعدل حجة. العمرة في رمضان تعدل حجة . حتى لو اعتمرت طفت وسعيت وقصرت ومشيت تعدل حجة. يعني ليس بلازم أن تبقى يوماً أو يومين أو أكثر. لا. عمرة واحدة تعدل حجة.
وبهذه المناسبة أقول : إن العمرة في رمضان سنة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : عمرة في رمضان تعدل حجة وهذا يعني الحث عليها. ولكن إذا كان الإنسان إمام مسجد أو مؤذن مسجد هل من حقه أن يذهب من أول يوم من رمضان ويبقى هناك إلى آخر الشهر؟ لا. لا يجوز له ذلك ، لأن قيامه بواجب الإمامة وواجب الأذان حتم ، واجب، حتم واجب عليه. فكيف يليق بالمؤمن أن يقدم النفل على الواجب؟ بعض الناس يعبدون الله تعالى ويريدون الخير لكن يجهلون. يقول : أروح هناك في رمضان أستأنس والحرم والعالم. نقول: لا بأس. هذا طيب. لكن بقاؤك لأداء الوظيفة أفضل ، لأنك إذا ذهبت وتركت الوظيفة أثمت. وبعض الناس يذهب بأهله إلى هناك، وليس له وظيفة. لكن ذهب بأهله ويترك أهله الفتيات والفتيان لا يبالي بهم. يخرجون إلى الأسواق يتسكعون فيها وربما ينالهم أذىً من السفهاء. وهو جالس في المسجد الحرام وتاركٌ ما يجب عليه. ما الذي يجب عليه؟ رعاية أهله. يجب عليه رعاية أهله وتحصينهم من سوء الأخلاق. لكن أكثر الناس كما أقول بل كثير من الناس، عمرتهم عاطفة فقط. ما ينظرون إلى الأمور ويزنون بعضها ببعض حتى يعرف ما هو الأحسن والأفضل. هذا الشهر من خصائصه أيضا : أنه إذا دخل شهر رمضان تفتّح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران. تفتح أبواب الجنة استقبالاً للعاملين عملاً صالحاً. وهذا يعني حثّ الناس على العمل الصالح حتى يدخلوا من هذه الأبواب. وتغلق أبواب النار حتى ينكف الناس عن الأعمال الموجبة للنار ، لأن أبوابها أغلقت. ومن خصائص هذا الشهر : أنه تصفد فيه أي : تغلُّ فيه مردة الشياطين، فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره. وله مزايا .

Webiste