تم نسخ النصتم نسخ العنوان
إخلاص النية لله عز وجل في الدراسة. - ابن عثيمينالشيخ : أولاً : ما الذي جاء بنا إلى حقل التعليم من مدرسة أو معهد أو جامعة؟ ما الذي جاء بنا؟ هل نحن جئنا لننال حظاً من الدنيا أو جئنا لننال حظاً من الدين...
العالم
طريقة البحث
إخلاص النية لله عز وجل في الدراسة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أولاً : ما الذي جاء بنا إلى حقل التعليم من مدرسة أو معهد أو جامعة؟ ما الذي جاء بنا؟ هل نحن جئنا لننال حظاً من الدنيا أو جئنا لننال حظاً من الدين؟ يختلف الناس. بعض الناس لا يأتي إلا من أجل أمر الدنيا. وبعض الناس يأتي لأمر الدين، ليتعلم أمور الدين فيقيم نفسه ثم يقيم غيره. ولا غرو ولا عجب في هذا. فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : "من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه". وهذا مثال وإلا فجميع الأعمال على هذا المنوال. الذي يريد أن يتعلم الدين ليعمل به ويعلِّم الناس هل يفوته شيء من العلم؟ الجواب : لا. والذي يتعلم للدنيا إن لم يفته شيء من العلم وصار كالأول فقد اختلفا اختلافاً عظيماً في الثواب والأجر. لذلك أحث إخواني طلبة العلم أن تكون نيتهم خالصةً لله. وأعني بذلك : طلبة العلم الشرعي ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : "من طلب علماً مما يبتغى به وجه الله يريد عرضاً من الدنيا لم يرح رائحة الجنة". والعياذ بالله. وتأمل قوله : "مما يبتغى به وجه الله" لأن العلوم أنواع. فما هي العلوم التي يبتغى بها وجه الله؟ أجب. أجب. العلوم الشرعية التي يحيا بها دين الله عز وجل. أما الأمور الدنيوية كعلوم الحساب والهندسة وما أشبهها فهذه للدنيا من أصلها وفرعها. عليك يا أخي بالإخلاص لله عز وجل في طلب العلم. يقول بعض الناس : إنكم إذا قلتم هذا منعتمونا من دخول المدارس والمعاهد والجامعات التي تمشي على النظام. يتدرج فيها الإنسان حتى يصل إلى الغاية ، لأن كثيراً من الناس يريدون أن يقرؤوا ليأخذوا الشهادة. فما الحل؟ أنترك هذه المدارس ونقول : عليكم بالدراسة في المساجد وفي البيوت. اتر كوا. أما هذه المدارس والمعاهد والجامعات فاتركوها أم نصحح النية ونقرأ في هذه الجامعات؟ أيهما أولى يا جماعة. الثاني أن نصحح النية. وكيف تصحيح النية؟ استمع. من المعلوم في الوقت الحاضر أن الإنسان لا يمكن أن يرتقي إلى مكان ينفع به الناس إلا إذا كان معه؟ الأخ. أنت أي نعم قم. لا يمكن أن يرتقي إلى منزلة ينفع بها الناس إلا إذا كان معه؟ شهادة. ولهذا إذا قال : ليس معي شهادة ركلوه. فإذا طلبت العلم في هذه المدارس والمعاهد والجامعات من أجل أن تنال الشهادة التي ترتقي بها إلى مكان تنفع الناس به. فهل هذه النية نية صحيحة يثاب عليه العبد أو نية فاسدة؟ الجواب : الأول لا شك. الأول. فأنت يا أخي : ادخل المدارس ادخل المعاهد ادخل الجامعات بنية أنك تريد شهادة تتمكن بها من نفع الناس، تكون مديراً ، تكون وزيراً ، تكون أستاذاً ، -لأنه ما في مرتبة - ليس فيه مرتبة كهذه إلا إذا كان معاك الشهادة.

Webiste