التنبيه على خطأ يقع فيه المصلين عند موضع التأمين إذا قال الإمام آمين.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وبهذه المناسبة أيضٌا لا بد من التذكير بخطأ يقع فيه جماهير المصلين المقتدين وراء الإمام، فإن الإمام لا يكاد ينتهي من قراءة غير المغضوب عليهم ولا الضالين إلا وضج المسجد بآمين قبل أن يشرع الإمام بآمين، وهذا ضرب كما يقول العلماء في بعض االمناسبات للحديث في الصدر أي مخالفة صريحة : لأنه يقول إذا أمن فأمّنوا ليس إذا انتهى من غير المغضوب عليهم ولا الضالين لا يقول آمين! لا ، يقول الحديث الثاني يصرّح بذلك، ولذلك يقول أهل العلم بالحديث وطرق استنباط الأحكام الشرعية منها : يجب ضم الأحاديث في المسألة الواحدة بعضها إلى بعض ثم استخلاص الحكم من مجموعها وليس من فرد من أفرادها، لولا حديث: إذا أمن الإمام فأمنوا ووقفنا عند اللفظ الأول : إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين أي أن الإمام لا يؤمّن ، وفعلا ذهب بعض العلماء القدامى إلى ظاهر هذا الحديث وهو معذور، ولكن بعد أن سخر الله تبارك وتعالى أئمة الحديث كالإمام أحمد في *مسنده* والبخاري ومسلم في *صحيحيهما* فجمعوا لنا السنة من أطراف البلاد أقاصيها وأدانيها فتجاورت السنة بعضها مع بعض صار من السهل حينئذ أن نكون في الفقه والاستنباط أقرب فيما لو اعتمد الفقيه على حديث واحد.
لذلك إذا جمعنا بين هذين الحديثين لنعود بعد ذلك إلى المسألة بنخرج بنتيجة أن قول الرسول عليه السلام : إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين لا ينفي ما ثبتت شرعيته في حديث آخر وهو: إذا أمّن الإمام فأمنوا كذلك نقول قوله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد لو لم يكن في الباب إلا هذا الحديث لقلنا كما قلنا آنفاً في حديث : إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين لا يقول الإمام آمين، لكن لما جاء الحديث المصرّح بشرعية قول الإمام آمين ضممنا أحدهما على الآخر خرجنا بنتيجة واحدة هي أن المقتدي يؤمّن كما يؤمن الإمام لكن لا يسبقه بآمين كما ذكرت آنفاً، كذلك إذا نظرنا إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد لا ينفي أن يقول المقتدي أيضًا سمع الله لمن حمده، وإنما الغاية عدم مسابقة الإمام وهذه الغاية تتحقق بأكملها فيما إذا اتبعنا الإمام .
الإمام يقول أول ما يقول حينما يرفع رأسه من الركوع سمع الله لمن حمده فإذا قلنا نحن بعده سمع الله لمن حمده جاء قولنا ربنا ولك الحمد بعد أن يقول الإمام، وبذلك نكون قد حققنا أمر الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: صلوا كما رأيتموني أصلي بعمومه وإطلاقه وشموله ، وثانيا : نكون قد حافظنا على السنة التي تلقينا عن الرسول عليه السلام ولا نخالف بين صلاة وصلاة فالسنة التي تلقينا عنه كما شرحت آنفاً -وبهذه الكلمة الأخيرة أختم هذا الجواب عن هذا السؤال- تعلمنا أن الرسول عليه السلام سن لنا عن الله تبارك وتعالى أن ورد الانتقال من الركوع سمع الله لمن حمده، وورد الانتصاب والقيام من الركوع هو ربنا ولك الحمد ، وإن لم نفعل هكذا خالفنا هذه السنة وخالفنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ثم جعلنا الورد الثاني مكان الورد الأول، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
لذلك إذا جمعنا بين هذين الحديثين لنعود بعد ذلك إلى المسألة بنخرج بنتيجة أن قول الرسول عليه السلام : إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين لا ينفي ما ثبتت شرعيته في حديث آخر وهو: إذا أمّن الإمام فأمنوا كذلك نقول قوله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد لو لم يكن في الباب إلا هذا الحديث لقلنا كما قلنا آنفاً في حديث : إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين لا يقول الإمام آمين، لكن لما جاء الحديث المصرّح بشرعية قول الإمام آمين ضممنا أحدهما على الآخر خرجنا بنتيجة واحدة هي أن المقتدي يؤمّن كما يؤمن الإمام لكن لا يسبقه بآمين كما ذكرت آنفاً، كذلك إذا نظرنا إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد لا ينفي أن يقول المقتدي أيضًا سمع الله لمن حمده، وإنما الغاية عدم مسابقة الإمام وهذه الغاية تتحقق بأكملها فيما إذا اتبعنا الإمام .
الإمام يقول أول ما يقول حينما يرفع رأسه من الركوع سمع الله لمن حمده فإذا قلنا نحن بعده سمع الله لمن حمده جاء قولنا ربنا ولك الحمد بعد أن يقول الإمام، وبذلك نكون قد حققنا أمر الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: صلوا كما رأيتموني أصلي بعمومه وإطلاقه وشموله ، وثانيا : نكون قد حافظنا على السنة التي تلقينا عن الرسول عليه السلام ولا نخالف بين صلاة وصلاة فالسنة التي تلقينا عنه كما شرحت آنفاً -وبهذه الكلمة الأخيرة أختم هذا الجواب عن هذا السؤال- تعلمنا أن الرسول عليه السلام سن لنا عن الله تبارك وتعالى أن ورد الانتقال من الركوع سمع الله لمن حمده، وورد الانتصاب والقيام من الركوع هو ربنا ولك الحمد ، وإن لم نفعل هكذا خالفنا هذه السنة وخالفنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ثم جعلنا الورد الثاني مكان الورد الأول، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
الفتاوى المشابهة
- الكلام على مسألة متابعة المأمومين إمامهم في قو... - الالباني
- تنبيه الشيخ رحمه الله على مسابقة المأمومين للإ... - الالباني
- تنبيهات على بعض أخطاء المأمومين في صلاتهم ، مع... - الالباني
- موضع قول: (آمين) في الصلاة - ابن عثيمين
- تنبيه الشيخ رحمه الله على خطأ شائع بين المسلمي... - الالباني
- تنبيه الشيخ على ما يقع فيه كثير من الناس في مس... - الالباني
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإما... - الالباني
- التنبيه على مخالفة يقع بها جماهير المصلين ، وه... - الالباني
- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا قال... - الالباني
- تنبيه عن خطأ يقع فيه المصلين بأن يسابقوا الإما... - الالباني
- التنبيه على خطأ يقع فيه المصلين عند موضع التأم... - الالباني