السائل : فضيلة الشيخ. كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم : في آخر الزمان عند كثرة الفتن يكون عمله عن ستين من عمل الصحابة .

الشيخ : خمسين ، خمسين.

السائل : خمسين من عمل الصحابة . وحديث : لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ؟

الشيخ : نعم. يجب أن نعلم أن الفضل نوعان : فضل مطلق وهذا لا يمكن أن يباري أحد الصحابة فيه. وفضل مقيد، فهذا قد يكون الإنسان فيه أفضل من الآخرين وإن كان دونهم في الفضيلة. في أيام الصبر الذي يكون فيه الإنسان غريباً لا يجد من يساعده ولا من يعينه. بل ربما يجد من يستهزئ به ويسخر به ويضيق عليه ويؤذيه. من أجل هذه المعاناة ضوعف له الأجر. أما الفضل المطلق فهو للصحابة رضي الله عنهم. نظير ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد يخص بعض الصحابة بشيء وغيره من الصحابة أفضل منه. لما قال في خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . دعا علي بن أبي طالب. فقيل له : إنه يشكو عينيه. فجيء به فبصق صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع ثم أعطاه الراية. ومن المعلوم أن محبة الله ورسوله بالنسبة لأبي بكر أشد من علي رضي الله عنه. فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل : أي الرجال أحب إليك؟ قال: أبو بكر . فهذه ينبغي لطالب العلم أن يتفطن لها. فضل مطلق وفضل مقيد. الفضل المطلق هذا للصحابة لا يساويهم أحد فيه. والمقيد بحسب الحال. نعم.