تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان الشيخ أن الواجب الآن هو التصفية والتربية... - الالبانيالشيخ : وأنا أذكر بهذه المناسبة أنني دُعيت أكثر من مرة إلى المخابرات السورية، كانت إحداها مناقشة، هناك مشايخ كما تعلمون مع الأسف الشديد يتهموننا بالوهاب...
العالم
طريقة البحث
بيان الشيخ أن الواجب الآن هو التصفية والتربية وأن العمل السياسي من الدين لكن ليس هذا أوانه.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وأنا أذكر بهذه المناسبة أنني دُعيت أكثر من مرة إلى المخابرات السورية، كانت إحداها مناقشة، هناك مشايخ كما تعلمون مع الأسف الشديد يتهموننا بالوهابية، لأن كل إنسان يدعو إلى العمل بالكتاب والسنة يعتقدون أن هذا وهابي مبغض للرسول لا يحب الرسول لا يصلي على الرسول، فيتخذون هذه الفرية تكأة لهم في الوشاية بنا إلى الحكام هناك، والحكام هناك كما تعلمون علمانيون لا يهتمون بدين سواء كان إسلامًا أو غيره، المهم لما جرى التحقيق والاستجواب والاستنطاق من رئيس المخابرات هناك، أنا أجبت بأن دعوتنا قائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وأننا جماعة إصلاح الأفكار والعقائد التي دخلت للمسلمين بدءً من التوحيد إلى تطهير كتب السنة مِن الأحاديث الضعيفة والموضوعة وبعضًا من الأحكام الفقهية إلى آخره، بعد ذلك الرجل لما سمع مني الجواب قال: كانت الشكوى أن هذا يقيم دروس، وفعلًا أنا كنت أقيم دروسًا لكن ليس في المساجد وإنما في مقر لنا كان هناك، فكانوا يريدون منعنا مِن التدريس حتى في بعض البيوت، لأن الشباب ما شاء الله كان مقبلًا مثل هذا العدد أحيانًا أو أكثر، فلما سمعوا ما أنا عليه، قال لي هذا المستنطق: إذن أنت اذهب ودرّس، لكن نحو السياسة لا تقرب، هو قال هذه الكلمة، وأنا عدتها، قلت له: أنا قلت لك آنفًا: أننا لا نشتغل بالسياسة لا لأن السياسة ليست من الدين، لأنه يكفينا أن شيخ الإسلام ابن تيمية ألف رسالته المعروفة بـــ *السياسة الشرعية* لكن -هنا الشاهد- الشاهد قلت: لكن أرى أنا رأيي الآن لكثرة ما أحاط بالمسلمين من الانحراف عن العقيدة وعن السنة أن من السياسة الآن -هذا رأيي- ترك السياسة، ليس لأن السياسة ليست من الدين، السياسة من الدين، لكن أرى الآن في وضعنا في هذه البلاد -أعني هناك- من السياسة ترك السياسة، فقال لي: مع السلامة.
فالشاهد: أنا لا أعتقد أن العمل السياسي مخالف للشرع، وإلا كيف تساس الأمم والشعوب إلا بالسياسة الشرعية، ولكن لكلٍ سبيله ولكلٍ أوانه، فالآن نحن بحاجة إلى تفهيم المسلمين، على أمرين اثنين أنا أدندن دائمًا حولهما:
على ما أسميه بالتصفية والتربية.
وفي اعتقادي أنَّ هذين الواجبين لا يستطيع علماء المسلمين اليوم لو توجهت هممهم وجهودهم إلى تحقيق هذين الأساسين أو هاتين الركيزتين إلا بعد سنين طويلة، لأن إصلاح ما فسد على مرّ السنين والقرون ليس من السهل تجديد بنائه، وذلك مما يحثنا على الدأب والمواصلة على ما كان أخونا عليه، أخونا عبد الرحمن وهو كما تعلمون متخرج من الجامعة الإسلامية، وكان مِن تلامذتي أيضًا، فكان ينبغي أن يلتزم الدعوة، وأن يربي من حوله على هذا الأساس ولا يُشغل نفسه بالعمل بالسياسة وبخاصة أنه يعيش تحت حكمٍ لم يعلن عمليًّا تحكيم شريعة الإسلام، أما أنه يُتخذ كشعار أن الدولة دولة إسلامية حتى الدولة السورية تقول هذا الكلام في الدستور، ولكن كما يقال: " إنما هو حبر على ورق "، لهذا ما أرى العمل السياسي هذا إطلاقًا لما فيه من خطورة الإضرار بالعاملين به عن كثير من الأحكام الشرعية وبخاصة بعد تصريحه بذاك الكلام، هذا ما يحضرني الآن من الجواب حول ذاك السؤال.

Webiste