تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان ما جاء في السنة في كيفية رد المصلي للسلام. - الالبانيالشيخ : أن أدندن حوله بعض الشيء إنما هو سلام أهمله كثير من الناس اليوم ألا وهو على صورتين اثنتين: إحداهما تتعلق بالصلاة على المصلي والأخرى تتعلق بالسلام...
العالم
طريقة البحث
بيان ما جاء في السنة في كيفية رد المصلي للسلام.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أن أدندن حوله بعض الشيء إنما هو سلام أهمله كثير من الناس اليوم ألا وهو على صورتين اثنتين: إحداهما تتعلق بالصلاة على المصلي والأخرى تتعلق بالسلام عند الخروج من المجلس، أما المسألة الأولى وهي إلقاء السلام على القائم في الصلاة أو على القائمين في الصلاة فهذه سنة مهجورة علماً وعملاً ولذلك فأحببت أن أذكر بها والذكرى تنفع المؤمنين.
إن من إفشاء السلام ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زار يوما الأنصار في مسجدهم مسجد قباء فكان كلما دخل جماعة للسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم يصلي وألقوا السلام عليه رد السلام عليهم إشارة بيده يقول راوي الحديث وهو جعفر بن برقان: فقلنا كيف كان يرد السلام وهو يصلي ؟ فأجاب بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يشير بكفه يجعل بطن كفه إلى الأرض وظهرها إلى السماء كلما دخل مصلي عليه قال هكذا هكذا هذه الحركة هي رد المشتغل بالصلاة سلام المسلم عليه لفظا، ولما كان المصلي مشغولاً بما هو فيه من تلاوة القرآن أو التسبيح المناسب لكل ركن كان لا يستطيع أن يرد السلام بلفظه وإن كان ذلك مشروعاً في أول الأمر في أول الإسلام، فقد جاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه لما رجع من الهجرة إلى الحبشة وكان أول ما لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة وجده يصلي فألقى عليه السلام لفظا كما هو الواجب، ولكنه رضي الله عنه فوجئ بما لم يكن في حسبانه وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عليه السلام لفظاً وإنما أشار إليه برأسه إشارة هكذا، قال عبد الله بن مسعود: " فأخذني ما قرب وما بعد " يحدث نفسه يتساءل يقول : ترى ماذا جنيت ماذا ارتكبت حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد علي السلام، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الصلاة قال: إن الله يحدث في أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا كلام في الصلاة فقد كان هذا الكلام بين المسلم على المصلي وبين رد المصلي للسلام كان رده لفظا هكذا فارق عبد الله نبيه صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلى الحبشة، فلذلك فكانت مفاجأة ما رآه من النبي صلى الله عليه وسلم لأول مرة بعد أن فارقه وهو عهده بأن النبي صلى الله عليه وسلم يرد السلام في الصلاة لفظا، ذلك أن الكلام من الأحكام التي لم يحرم في الصلاة فورا أي لم يكن من المحرم في الصلاة حينما أمروا بالصلاة، وإنما حرم الكلام فيما بعد حتى لقد كان المصلي يدخل المسجد فيجد الصلاة قائمة ولا يدري هذه الركعة هي الأولى ولا الثانية فيقف في الصف ويسـأل من كان قائما يصلي أي ركعة هذه؟ هذا قبل تحريم الصلاة فيجيبه هذه الركعة الأولى أو هي الركعة الثانية، فإذا كان قد فاته ركعة ماذا يفعل هذا المسبوق بركعة إنه يأتي بالركعة الفائتة ثم يشارك الإمام في صلاته هكذا كان في أول الأمر قبل تحريم الكلام في الصلاة، إلى أن دخل ذات يوم معاذ بن جبل رضي الله عنه فلم يفعل كما كانوا يفعلون، لم يسأل من كان على جانبه وإنما أحرم واقتدى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم لما قضيت الصلاة قام وجاء بالركعة الفائتة فقال عليه الصلاة والسلام: لقد سن لكم معاذ سنة فافعلوا ما فعل أي لم يبق حاجة إلى أن يأتي المسبوق بالركعة الفائتة كما كانوا يفعلون من قبل بعد سؤال المصلين وإنما أن يفعل كما فعل معاذ رضي الله عنه وهذا مما أكده عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه بين الشيخين البخاري ومسلم حيث رويا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار ولا تأتوها وأنتم تسعون فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا أي كما فعل معاذ رضي الله عنه، وأنزل الله عز وجل في إلغاء الحكم السابق الذي كان هو مكالمة الرجل لأخيه في الصلاة فأنزل الله قوله تبارك وتعالى : وقوموا لله قانتين أي: ساكتين لا كلام في الصلاة .
ويبدوا أن بعض الصحابة الذين لم يدركوا هذا الحكم الجديد ألا وهو منع المصلى أن يتكلم في الصلاة بقي على معرفته القديمة التي ذكرناها آنفا والتي عليها فارق ابن مسعود الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك لما ألقى عليه السلام كان يأمل أن يسمع رد السلام من لفظه صلى الله عليه وآله وسلم وبقية الحديث عرفتموه.

Webiste