كذلك مثلا جاء في سنن أبي داود من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم زار الأنصار في قباء في مسجدهم فأخذوا يتوافدون عليه فكانوا يلقونه في الصلاة فكانوا يلقون عليه السلام فيرد السلام عليهم إشارة بيده وقد وصف أحد رواة هذا الحديث هذه الإشارة فقال جعل بطن كفه إلى الأرض وظهرها إلى السماء، عليه الصلاة والسلام وهو يصلي فيقول له الداخل عليه في المسجد السلام عليك يا رسول الله فما يكون منه إلا أن يفعل هكذا، السلام عليك يرفع يده هكذا بطن الكف إلى الأرض وظهرها إلى السماء إذًا نأخذ من هذه الأحاديث وهي بحمد الله كلها صحيحة أمرين اثنين الأول جواز إلقاء السلام على المصلي الأمر الثاني وجوب رد السلام إشارة باليد أو بالرأس وهذا أي تنويع الرسول عليه السلام الإشارة باليد أو بالرأس فيه حكمة ذلك أن الإيماء بالرأس بلا شك أوفق من حيث أنه حركة من رفع اليد هكذا المصلي حينما يسمع السلام إنسان يشعر بأنه يقوم بالإشارة بالرأس مقام الإشارة باليد يستغني بذلك لأنه الصلاة مبنية على الاطمئنان وعلى الهدوء والسكون ولذلك فلا يجوز العبث في الصلاة والإتيان فيها بحركات لم يشرعها الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وقد كان من عادة بعض الصحابة في أول الإسلام أنهم كانوا إذا خرجوا من الصلاة بالتسليم أنهم بأيديهم هكذا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله فقال لهم عليه الصلاة والسلام "ما لي أرى أيديكم كأنها أذناب خيل شمس" الخيل الشمس يعني ... النفران تلعب بذيلها فهو يشبه هذه الأيادي حينما ترفع بذنب الخيل حينما ترفعها وهي ... هذا معناه إنكار هذا الفعل وأكد ذلك بقوله "اسكنوا في الصلاة" لذلك فالأصل أن المصلي لا يأتي بحركة إما إلا بحاجة أو لشرع كما نحن الآن في صدده فهذا يسلم عليه وليس حولك مصلون مثلا فمجرد أن تعمل هكذا يفهم عليك انتهى الأمر، لا أنت بين جماعة لا يظهر ردك للسلام بالإيماء بالرأس فحينئذ ترفع يدك ويكون الرفع أيضا بالمقدار الذي يحقق الغاية من الرفع ألا وهو إفهام المسلِّم بأنه قد تلقى سلامه وأنه رده عليه.