تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان الشيخ حكم السلام على المصلي والسنة في كيف... - الالبانيالشيخ : فمثلا السلام على المصلّي، الذين يذهبون إلى كراهة هذا الإلقاء ليس لهم دليل منصوص عليه في السنة فضلا عن الكتاب وإنما يستدلون على ذلك بالفهم والرأي...
العالم
طريقة البحث
بيان الشيخ حكم السلام على المصلي والسنة في كيفية ردها حال الصلاة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فمثلا السلام على المصلّي، الذين يذهبون إلى كراهة هذا الإلقاء ليس لهم دليل منصوص عليه في السنة فضلا عن الكتاب وإنما يستدلون على ذلك بالفهم والرأي وكل ذلك معرض للخطأ بينما هناك أحاديث صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ألقي عليه السلام وهو يصلي غيرما مرة وأنه رد السلام الملقى عليه دون أن ينكر ذلك ولا مرة فهناك مثلا في صحيح مسلم، حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسله لحاجة له فلما رجع جابر لقي النبي عليه السلام يصلي فألقى عليه السلام فرد عليه السلام إشارة برأسه وهناك حديث مثل هذا الحديث وفيه فائدة أخرى لا بأس من أن تسمعوها ذلك هو حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وكان من الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة وغاب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما غاب من المدة فلما رجع كان أول ما لقي النبي لقيه وهو يصلي فألقى عليه السلام فما رد عليه السلام يعني لفظا وإنما أيضا إشارة برأسه، قال ابن مسعود فأخذني ما قرب وما بعد يعني أخذ ابن مسعود يفكر من قريب ومن بعيد ترى لماذا لم يردّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه وعهده به قبل أن يغادر إلى الحبشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرد السلام في الصلاة باللفظ ، كان في أول الإسلام إذا سُلّم على المصلي فرد السلام باللفظ وهو يصلي كان هذا أمرا جائزا وعلى هذا فارق ابن مسعود النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحبشة لذلك داخله شيء في نفسه حينما لم يقابله الرسول عليه السلام بالسلام الذي كان يعهده منه أي باللفظ فأخذ يفكر لعله أخطأ مع الرسول عليه السلام فغضب منه فلما سلم عليه الصلاة والسلام من الصلاة ولا شك أنه علم إما بفراسته عن السلام فهو بوحي ربه ما حدثت ابن مسعود نفسه فقال له مجيبا بما ساورته نفسه قال "إن الله عز وجل يحدث في أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا كلام في الصلاة" فإذا المصلي سلم عليه رجل فرد عليه السلام ... فهذا رفع كان من قبل جائزا ثم رُفع حينئذ طابت نفس ابن مسعود وعرف أنه لم يكون هناك شيء يتعلق به وإنما هو ... الله عز وجل ينزّل كما تقتضيه حكمة الله عز وجل ففي هذا الحديث أيضا إقرار الرسول عليه السلام إلقاء السلام عليه وهو يصلي مع إلغائه لرد السلام من المصلي على من سلم عليه وقد كان من قبل مشروعا.
كذلك مثلا جاء في سنن أبي داود من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم زار الأنصار في قباء في مسجدهم فأخذوا يتوافدون عليه فكانوا يلقونه في الصلاة فكانوا يلقون عليه السلام فيرد السلام عليهم إشارة بيده وقد وصف أحد رواة هذا الحديث هذه الإشارة فقال جعل بطن كفه إلى الأرض وظهرها إلى السماء، عليه الصلاة والسلام وهو يصلي فيقول له الداخل عليه في المسجد السلام عليك يا رسول الله فما يكون منه إلا أن يفعل هكذا، السلام عليك يرفع يده هكذا بطن الكف إلى الأرض وظهرها إلى السماء إذًا نأخذ من هذه الأحاديث وهي بحمد الله كلها صحيحة أمرين اثنين الأول جواز إلقاء السلام على المصلي الأمر الثاني وجوب رد السلام إشارة باليد أو بالرأس وهذا أي تنويع الرسول عليه السلام الإشارة باليد أو بالرأس فيه حكمة ذلك أن الإيماء بالرأس بلا شك أوفق من حيث أنه حركة من رفع اليد هكذا المصلي حينما يسمع السلام إنسان يشعر بأنه يقوم بالإشارة بالرأس مقام الإشارة باليد يستغني بذلك لأنه الصلاة مبنية على الاطمئنان وعلى الهدوء والسكون ولذلك فلا يجوز العبث في الصلاة والإتيان فيها بحركات لم يشرعها الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وقد كان من عادة بعض الصحابة في أول الإسلام أنهم كانوا إذا خرجوا من الصلاة بالتسليم أنهم بأيديهم هكذا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله فقال لهم عليه الصلاة والسلام "ما لي أرى أيديكم كأنها أذناب خيل شمس" الخيل الشمس يعني ... النفران تلعب بذيلها فهو يشبه هذه الأيادي حينما ترفع بذنب الخيل حينما ترفعها وهي ... هذا معناه إنكار هذا الفعل وأكد ذلك بقوله "اسكنوا في الصلاة" لذلك فالأصل أن المصلي لا يأتي بحركة إما إلا بحاجة أو لشرع كما نحن الآن في صدده فهذا يسلم عليه وليس حولك مصلون مثلا فمجرد أن تعمل هكذا يفهم عليك انتهى الأمر، لا أنت بين جماعة لا يظهر ردك للسلام بالإيماء بالرأس فحينئذ ترفع يدك ويكون الرفع أيضا بالمقدار الذي يحقق الغاية من الرفع ألا وهو إفهام المسلِّم بأنه قد تلقى سلامه وأنه رده عليه.

Webiste