تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم اتخاذ التمثيليات وسيلة من وسائل الدعوة... - الالبانيالشيخ : نعمالسائل : فضيلة الشيخ حفظك الله يستخدم بعض الشباب اليوم ما يعرف بالتمثيل كأسلوب من أساليب الدعوة فما رأيك بهذا الموضوع وهل كان النبي صلى الله ...
العالم
طريقة البحث
ما حكم اتخاذ التمثيليات وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نعم

السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله يستخدم بعض الشباب اليوم ما يعرف بالتمثيل كأسلوب من أساليب الدعوة فما رأيك بهذا الموضوع وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم هذا الأسلوب في الدعوة أرجوا التفصيل في ذلك وجزاكم الله خيراً ؟

الشيخ : التمثيل آفة من آفات العصر الحاضر تسربت إلى بعض المسلمين الذين يغلب عليهم الجهل باحكام الشريعة، والتمثيل إنما يحتاجه الكفار لأنه لا بديل عندهم من آيات عن رب العالمين وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ترقق القلوب وتحسن الأخلاق لا يوجد شيء من هذه المواعظ والمذكرات عند الكفار، ولذلك هم لجؤوا إلى اتخاذ التمثيليات كتعويض لهم عن ما فاتهم من الهدى والنور بسبب كفرهم بالإسلام، فجاء بعض الشباب الذين لا يقدرون دينهم الإسلامي حق قدره وأخذوا هذه التمثيليات من عادات الكفار غير ملاحظين الفرق بين الكفار والمسلمين من هذه الحيثية التي أشرت إليها آنفاً أن الكفار قد يستفيدون من التمثيليات، أما المسلمون فليسوا بحاجة إليها لأن الله عز وجل قد أرسل إليهم نبيناً فيه في شريعته كل ما يصلحهم يصلح أمور دينهم ودنياهم وبخاصة أننا إذا تذكرنا حقيقة مُرة في هذه التمثيليات أنها لا تخلوا من أمور منكرة منها مثلاً أن فيها كثير من التزوير أو قليل من التزوير والكذب لأن التمثيلية لا تصلح عرضها إلا بزخرفتها لبعض الكلمات التي لا تمثل الواقع، وقد يكون فيها اختلاط بين النساء والرجال وإذا كان بعض الشباب لا يزالون على تمسكهم بهذا الحكم الشرعي وهو أنه لا يجوز اختلاط الرجال النساء لأن التمثيلية قد يكون فيها رجال ونساء قد يكون فيها شباب وشابات فالتمثيلية تتطلب الجمع بين الجنسين، وحينئذ يقع ولا بد الاختلاط خاصة أن التمثيلية تحتاج إلى ما يسمونه بروفات يعني تمرينات متعددة فكم وكم سيكون الاختلاط هناك بين الجنسين، فإذا فرضنا أن بعض المسلمين لا يزالون من المحافظين على بعض الأحكام الشرعية ومنها حرمة الاختلاط بين الجنسين فسيضطر القائمون على الرواية التمثيلية بالاستعاضة عن الجنس الآخر من النساء بأن يمثل دورهن بعض الرجال وهنا يقعون في مخالفة للشرع مخالفة أخرى وهي التشبه بالنساء، وقد جاء في * صحيح البخاري * من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال فإذن التمثيليات مهما حرص القائمون عليها أن لا يقعوا في مخالفة الشريعة فهي لا تخلو من الأمور التالية : من التشبه بالكفار لأن هذه التمثيليات منهم خرجت
ثم لا تخلو من اختلاط الرجال بالنساء فإن خلت فلا تخلو من تشبه الرجال بالنساء لأن هذه طبيعة التمثيليات، ولذلك فلا يجوز التمثيل كعمل لأنه مخالف للشرع فكيف يجوز اتخاذ التمثيل وسيلة لدعوة الناس إلى الإسلام ذلك من باب معالجة الأمور على خلاف مذهب الرسول عليه السلام، وإنما هي معالجة على طريقة بعض الفساق السكارى الذين تذكر قصصهم في بعض كتب الأدب كمثل أبي نواس الذي كان يقول : " وداوني بالتي كانت هي الداء " فالداء لا يصلح دواءً والحرام لا يصلح علاجاً فاتقول الله واستقيموا كما أمرتم، نعم.

Webiste