تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم إذاعة إقامة الصلاة وقراءة الإمام بمكبرات ا... - الالبانيالسائل : عن مكبرات صوت الإمام وقلت أن في بحث في الموضوع هذا قديم وتكلمت عنه من قبل وكان المجال ما هو مجال الكلام عنه بودنا لو تتكلم عنها الآن .الشيخ : أ...
العالم
طريقة البحث
حكم إذاعة إقامة الصلاة وقراءة الإمام بمكبرات المسجد .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : عن مكبرات صوت الإمام وقلت أن في بحث في الموضوع هذا قديم وتكلمت عنه من قبل وكان المجال ما هو مجال الكلام عنه بودنا لو تتكلم عنها الآن .

الشيخ : أحسنت ، لا يخفى على كل فقيه حقاً وعليم بالسنة الصحيحة أن الأذان الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختلف عن الإقامة، فقد كان الأذان على ظهر المسجد أما الإقامة كانت داخل المسجد، فهذا اختلاف عملي وحكم من النبي صلى الله عليه وسلم بالتفريق بين الأذان فيكون في مكان مرتفع يسمعه الناس الخارجين عن المسجد البعيدين عنه، أما الإقامة فهي أذان لمن كان داخل المسجد، الآن بسبب مكبر الصوت عكسوا هذه السنة فسسووا الإعلان بين الأذان والإقامة فكما أنهم يعلنون الأذان بمكبر الصوت فهم أيضاً يعلنون الإقامة بمكبر الصوت هذه مخالفة للسنة، وكما نقول دائماً في كثير من خطبنا : وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم .
وشيء آخر من مخالفة السنة بالأذان لم يسبق أني ذكرته في هذه الأيام أن الأذان يشرع أن يكون المؤذن في مكان مرتفع يشخص ببدنه وليس فقط بصوته الآن قنعوا بتبليغ الصوت إلى أبعد مكان ممكن بمكبر الصوت وأن يؤذن في مكان من المسجد، فشخوص المؤذن ببدنه سنة لا ينبغي أن يستغنى عنها بالآلة الحديثة التي تبلغ الصوت مسافات أضعاف مضاعفة لأن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام يجب أن نحافظ عليها كتقليد واتباع لما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه، فبروز المؤذن بشخصه في أذانه هذه سنة وأن يكون صيتاً جهوري الصوت هذه سنة أخرى، وهذه الآلة تؤكد رفع الصوت وهو غاية مسموعة لكن كتمان المؤذن شخصه بين جدران المسجد هذا خلاف السنة، فالآن نزلوا من الأذان من أعلى مكان فجعلوه في المسجد هذا خلاف السنة ثم رفعوا صوت الإقامة فسووه مع صوت الأذان وهذا خلاف السنة .
وكذلك نبهت في بعض البلاد التي مررنا عليها وهذا موجود في كل البلاد مع الأسف على أنه من الخطأ بمكان إذاعة الصلاة الجهرية وبخاصة يوم الجمعة فإن القرآن له آداب فيجب على السامعين له أن ينتبهوا لها، منها : أن يتفرغوا للاستماع والإصغاء إليه عملاً بالآية المعروفة: { فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون } فحينما يذاع القرآن ويسمع الآخرون الذين خارج المسجد فهؤلاء بين أحد أمرين إما أن يعطلوا ما هم في صدده وقد يكون أحدهم في قضاء حاجته فلا يستطيع أن يقوم بالأدب تجاه هذه التلاوة، وإما أن يستمر في عمله ولا يلتفت للقرآن ولا يصغ إليه، فمن يكون السبب في إيقاع الناس إما في الحرج أو في تعطيل المصالح؟ رفع الصوت في المسجد وتسميع من لا يشرع تسميعهم القرآن الكريم.
ولهذا أقول : لا بد من التفصيل في جواز استعمال مكبر الصوت في المسجد ، إذا فرضنا كما لاحظنا في بعض المساجد في صلاة الفجر ما يكمل عشرة أشخاص مع ذلك مكبر الصوت يلعلع خارج المسجد، لماذا ؟ هؤلاء العشر أشخاص يسمعون صوت الإمام بالقراءة وبالصوت الطبيعي فلا مسوغ لتشغيل مكبر الصوت لأن هؤلاء يسمعون فهو تحصيل حاصل من جهة وتخريب من جهة أخرى، لأن في هذه الإذاعة تشغيل الناس الآخرين بالإصغاء وهم غير مستعدين لذلك، أو بالانصراف فيقعون في إثم مخالفة النص القرآني، ولذلك فينبغي أن لا نكون أتباع التقاليد وأن نفرق بين المصلحة المرسلة الجائزة والمصلحة المرسلة الغير جائزة، فالآن استعمال مكبر الصوت هذه وسيلة حدثت في العصر الحاضر يمكن أن تدخل في المصالح المرسلة ، لكن صارت قاعدة كأنها سنة تستعمل حيث في ذلك مصلحة وحيث لا تكون هذه المصلحة وهذا هو المثال ، إذاعة الإقامة خلاف السنة ، إذاعة القرآن لا وجه لذلك أبداً لأن المقصود تسميع من كان في المسجد ، فإذا كان في المسجد صفوف كثيرة وصوت الإمام لا يصل فيرفع صوت المكبر بحيث يسمعون، أما أن يلعلع ويسمعون من بعد كيلوات من الأمتار فهذا بلا شك مما ينافي الأدب مع تلاوة القرآن الكريم ، هذا الذي أشرت إليه بالأمس القريب وهذا بيان للناس أرجو أن ينتبهوا لذلك وأن يضعوا كل شيء في محله المناسب له.

السائل : وممكن يا شيخ يعني يعملوا مكبرات الداخلية تفصل الخارجية وقت الإقامة ووقت القراءة وتعمل الداخلية فقط داخل المسجد .

الشيخ : كل شيء ممكن الآن، لكن أين من يفهم ويطبق ؟

Webiste