تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان الحث على اتباع السنة والتحذير من البدعة . - الالبانيالشيخ : وإذا كان العمل قصده قصد فاعله حسن لكن عمله ليس مشروعا فقصده الحسن لا يفيده شيئا ما دام أن عمله على خلاف سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جا...
العالم
طريقة البحث
بيان الحث على اتباع السنة والتحذير من البدعة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وإذا كان العمل قصده قصد فاعله حسن لكن عمله ليس مشروعا فقصده الحسن لا يفيده شيئا ما دام أن عمله على خلاف سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في حديث البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وكذلك جرى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذم كل المحدثات ولو كانت عند الناس حسنة كما صح عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " هكذا يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " فمحدثات الأمور هي من المهلكات للناس لأنها من تلك الطرق التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك ننصح ونكرر النصيحة بالعودة إلى السنة ففيها الكفاية كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة " " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة " لا شك أن هؤلاء الذين يخرجون ذلك الخروج إنهم يجتهدون فكثير منهم يعطّل أعماله يعطّل مصالحه يعطّل تجارته يترك أهله وأولاده خارجا في ما يزعمون في سبيل الله فهذا اجتهاد لو كان على السنة فما أحسنه ولكنه كما قال عبد الله بن مسعود " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة "
وإليكم أخيرا قصة وقعت لهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يطبّق فعله على قوله السابق " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة " لقد روى الإمام الدارمي في سننه بسنده الصحيح أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه وهو صحابي جليل كما تعلمون جاء ذات صباح إلى بيت دار ابن مسعود فوجد الناس عنده ينتظرونه فلما خرج قال " يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت آنفا في المسجد شيئا أنكرته والحمد لله لم أر إلا خيرا " انظروا كيف جمع بين إنكاره للشيء مع أنه لم ير إلا خيرا ذلك هو الاجتهاد في البدعة " قال: ماذا رأيت يا أبا موسى، قال: رأيت في المسجد أناسا حلقا حلقا وفي وسط كل حلقة منها رجل يقول لمن حوله سبحوا كذا، احمدوا كذا ، كبروا كذا، وأمام كل رجل منهم حصى يعد به التسبيح والتكبير والتحميد، قال ابن مسعود رضي الله عنه: أفلا أنكرت عليهم أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وأنا الضامن لهم ألا يضيع من حسناتهم شيء، قال: لا انتظار أمرك أو انتظار رأيك" هذا خلق من أخلاق سلفنا الصالح يعترف العالم بفضل أخيه الأعلم منه ولا يتقدم بين يديه بتصرف إلا بعد أن يستأذنه هذه جملة معترضة لنقيس أنفسنا اليوم مع أدب ذلك السلف الصالح بعضهم مع بعض ففي كثير من المجالس لا يكاد يطرح سائل ما سؤالا ما إلا ويبتدر بالجواب بعض الأقزام الضعاف العلم وهم يرون هناك علماء فحولا لا يسكتون ليتكلم من يحق له الكلام انظروا الفرق بين هذا الزمان وبين ذاك الزمان إن أبا موسى لما رأى ما أنكره قال حتى أستشير من هو أعلم مني وهو عبدالله بن مسعود لذلك لما قال ابن مسعود له: " أفلا أنكرت عليهم أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم شيء قال له لا انتظار أمرك أو انتظار رأيك فرجع ابن مسعود إلى داره وخرج متلثما لا يرى منه إلا عيناه حتى دخل المسجد ورأى ما وصف له حينئذ كشف عن وجهه القناع واللثام وقال: ويحكم ما هذا الذي تصنعون أنا عبد الله بن مسعود صحابي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " قالوا وصدقوا فيما قالوا وهذا شأن كثير من الذين يكونون مخلصين في ابتداعهم لكن يكونون متبعين على غير هدى من ربهم قالوا لما سمعوا إنكار ابن مسعود البالغ عليهم " قالوا: والله يا أبا عبدالرحمن ما أردنا إلا الخير " هنا الشاهد من هذه القصة أن مجرد قصد الخارج في سلوك طريق ما من يسلكه ... أن يكون على الكتاب والسنة لهذا قال ابن مسعود ردا عليهم في قولهم والله يا أبا عبد الرحمن كنية عبدالله بن مسعود " يا أبا عبدالرحمن ما أردنا إلا الخير قال: وكم من مريد للخير لا يصيبه " حكمة بالغة " وكم من مريد للخير لا يصيبه " هذا كما قيل قديما :
" ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس " .
لا بد للسفينة من ماء سائل تسير وتمشي فيه هكذا لا بد للمسلم من أن يكون طريقه السنة حتى يصل به إلى الجنة قال ابن مسعود: " وكم من مريد للخير لا يصيبه " لماذا لأنه لم يسلك طريقه ثم قال ابن مسعود مؤكدا قوله: " إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا فقال: إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم " كناية عن أنهم يقرؤون القرآن بألسنتهم فقط ولكن ما يقرؤونه لا يصل إلى قلوبهم حدثنا يقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال شاهد هذه القصة " فلقد " وهنا العبرة البالغة قال الشاهد المشار إليه " فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان " انتهت القصة التي رواها الدارمي في سننه بسنده الصحيح عن ابن مسعود ما معنى نهاية هؤلاء الأقوام الذين جلسوا يذكرون الله ولكن بطريقة ما جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كانت عاقبة أمرهم قال الراوي " فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا مع الخوارج يوم النهروان " حينما قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه تعالى عنه فاستأصل شأفتهم وكان منهم أصحاب الحلقات يعني أصحاب النوايا الطيبة ولكن بالأعمال الصالحة ولذلك قال تعالى في القرآن الكريم وبذلك أختم هذا الجواب وقد طال بعض الشيء فأرجو المعذرة والجواب يتحمل إطالة أكثر فأكثر وحسبنا أن نختم هذا الجواب بقوله تعالى: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال علماء التفسير: فليعمل عملا صالحا على السنة ولا يشرك بعبادة ربه أحدا أي فليكن في عبادته مخلصا لله. فإذا اختل أحد هذين الشرطين ذهب العمل هباء منثورا نسأل الله عز وجل أن يحيينا على السنة وأن يميتنا عليها .

Webiste