تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الحديث عن منهج الإخوان المسلمين في تعاملهم مع... - الالبانيالشيخ : وهذا ما أَصابني منهم هنا في عمَّان وليس هناك في سوريا ، ففي سوريا كان الأمر يعني مِن صالح الدعوة وقد ظهر آثارُه في كبار المسؤولين في الإخوان الم...
العالم
طريقة البحث
الحديث عن منهج الإخوان المسلمين في تعاملهم مع دعوة الألباني في عمان الأردن ودعوتهم لمقاطعته.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وهذا ما أَصابني منهم هنا في عمَّان وليس هناك في سوريا ، ففي سوريا كان الأمر يعني مِن صالح الدعوة وقد ظهر آثارُه في كبار المسؤولين في الإخوان المسلمين ، مثل مثلًا عصام العطار وزهير الشاويش ، فهذان كانا ممَّن يحضرون ولو أحيانًا دروسنا ، لأن التزامهم بنظام ومنهج خاص إخواني لا يفسح لهم المجال أن يكونوا معنا في كل دروسنا أو اجتماعاتنا ، بل إنهما وأمثالَهما يعتبرون أنفسهم أنهم مِن تلامِذتي ، وكذلك كان الأمر في أول ما بدأت بالتردُّد إلى هنا ، فقد فُتح لي باب إلقاء بعض المحاضرات في مركز الإخوان المسلمين في الزرقاء ، وبِلا شك كانت هذه المحاضرات فتحًا كبيرًا جدًّا بالنسبة لبعض الشباب الإخواني التَّائق والمتشوِّق إلى سماع كلمة الدعوة السلفية التي تميِّز الخبيث من الطيب، فكان إقبال الشباب غريبًا جدًّا هناك ، هنا بقى تظهر أثر الحزبيات ، يبدو أنه لما لمسَ هذا الإقبال بعضُ الرؤوس هناك قلبوا لنا ظهر المجنِّ كما يُقال ، ولم يعودوا يعرضون علينا كلما زرناهم أن نُلقي محاضرة هناك فعرفنا الأمر ، فبطبيعة الحال أنا لستُ بالرجل الذي يطمع في أن يُلقي في مثل هذه المجتمعات ، لكن إن تيسر لي لم أمتنع ، لأن الشرع هكذا يأمُرُني ، فانتقلت بدعوتي إلى مسجد مِن مساجد الزرقاء وبخاصة مسجد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، فكان هناك أيضاً يحضر كثير من الشباب ومنهم الإخوان المسلمين ، وكان هذا قبل أن أستوطن عمان .

السائل : نعم.

الشيخ : ثم لما استوطنت عمان أيضًا كان هناك إقبال عليَّ شخصيًّا بالأسئلة ومن بعض رؤوسهم أيضًا كالدكتور عبد الله عزام ، فقد كان حريصًا جدًّا على التقاط كل ما يسمع ، فيكتب رؤوس أقلام في دفتر صغير يحمله معه عادةً ، المهم ثم بدأ انزجار الإخوان عن الدعوة بصورة عامة وعن الداعية إليها بصورة خاصة لما وجدوا بعض الشباب من إخوانهم أصبحوا سلفيين ، فأرسلوا وراء اثنين منهم وأنذَروهم بعدم حضور حلقات الشيخ الأَلباني ، وجرى نقاش بينهم وبين المسؤول عنهم ، أنّه ما السبب ؟
فكان الجواب غريبًا جدًّا : أنّه لا يمكن أن يجتمع في العضو مِن الإخوان في نفسه ولاءان ، ولاء للدعوة يعني دعوة الإخوان ، وولاء للشيخ الألباني ، هذان أمران لا يجتمعان .
كان جوابهما : أنه يا جماعة أنتم تعرفون أن الألباني ليس عنده حزب ولا عنده تكتل ، بل هو لا يرى هذه التكتلات كلها ، لأنها تفرِّق جماعة المسلمين ، فنحن حينما نحضر عنده فلِنستفيد من علمه ، فأيُّ شيء يعني تخافونه منه ما دام لا يدعو لتكتل ضد تكتلكم ؟ !
وأصروا على الموقف ولاءان لا يجتمعان ، فإما نحن وإما الشيخ ، وأمهلوهم حسب نظامهم ستة أشهر حتى يراجعوا أنفسهم ويتوبوا إلى ربِّهم !

السائل : سبحان الله !

الشيخ : جاء الموعد ، طلبوهم استدعوهم ، وجدوهم مكانك راوح يعني كما هم ، يعني تلطفوا بهم ، أنو يا جماعة خليكم معنا ، نحن معكم يا شيخ ، بس أنتم مش رضيانين نكون معكم ، نحن نريد أن نستفيد من الشيخ وهذا ما يضرُّكم ، ففصلوهم .
ثم جاء دور الألباني فأصدروا قرارًا بمقاطعة الألباني وكلُّ من يلوذ به ، محاضراته وجلساته وإلى آخره ، حتى السلام عليه في الطريق .

السائل : يمنعونهم ؟

الشيخ : آه ، قرار في هذا قرار !

السائل : سبحان الله !

الشيخ : إي نعم ، وكان ممن شمله القرار بطبيعة الحال هذا الرجل الطيب عبد الله عزام .

السائل : نعم ، يعني أيضًا ؟

الشيخ : فكان يلقانا في الطريق ولا يُسلّم ، مرَّة فوجئ بي في مسجد عمر عبد الفتاح ، المهم وجهًا لوجه .
إيش هذا يا شيخ عبد الله ؟ ما هذا ؟
قال : " هذه -إن شاء الله، أظن هذا أو معناه- سحابة صيف عمَّا قريب تنقشع " ، وراحت أيام وكنا نحن نشيطين أكثر في إقامة السهرات من الآن ، فلمَّا ضُيِّق علينا من حيث عدم الاجتماعات قلَّت هذه الاجتماعات ، ففي اجتماع من تلك الاجتماعات كان يحضر الشباب الممنوعين قرارًا من الجلوس مع الشيخ ومحاضراته ودروسه .

السائل : نعم.

الشيخ : فأٌثير هذا الموضوع ، وقلنا لهم يا جماعة : إيش معنى أنتم دعوتهم قائمة على التجميع ، فشو معنى إصدار قرار بمنع الشباب المسلم أن يلتقوا مع الألباني ؟ ! أليس هذا أولًا مخالفة للإسلام وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ؟!
وثانيًا : هذا القرار لا يمكن تطبيقه ، وهذا الدليل أنتم الآن ، فأنتم فُرض عليكم هذا القرار وهَيْ ما تستغنون عن حضور الشيخ ، دروس الشيخ ، ولا أقول هذا افتخارًا ، بل أقوله مضطرًّا بيانًا ، مضى على هذا القرار تقريبًا سنتان مع الأسف ، لكن كلما تأخر الزمن كلما بدأ يضمحل يعني ، يتحلل.

Webiste