تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مقدمة الشيخ وبيانه لحقيقة النجاة في الآخرة وال... - الالبانيالطالب : إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إ...
العالم
طريقة البحث
مقدمة الشيخ وبيانه لحقيقة النجاة في الآخرة والسعادة في الدنيا .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الطالب : إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه واستنَّ بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد : فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الطالب : أرجو من الإخوة الكرام ألَّا يكون هناك تدخلاً وتعارضاً للأسئلة الشفوية ، أرجو أن تكون مكتوبة حتى لا يضيع الوقت وحتى لا تكون الإجابة أو السؤال محدودة على واحد منا ، حيث إن الإخوة كلهم محتجون بكتابة أسئلتهم ، وإذا تدخل أحد فاحتجوا بأن الأسئلة مكتوبة ونكون في حرج ولا نريد أن نكون سبباً في إقلاق أحدٍ من إخواننا .

الشيخ : إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقَّ تُقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون ، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم مِن نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا ، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشرَّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
مما يحبُ أنْ يعلَمه كلُّ مسلم أن النجاة عند الله تبارك وتعالى في الآخرة ، والسَّعادَة في الدنيا إنما تكون على أساسين اثنين :
أحدهما : العلم النافع ، والآخر : العمل الصالح .
وأما العلم النافع فلا يمكن الوصول إليه والتعرُّف عليه إلا مِن طريق واحدة لا ثانية لها أَلَا وهي : طريق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ذلك الطريق الذي أشار ربُّنا تبارك وتعالى إليه بمثل قوله عز وجل في القرآن الكريم : وأنَّ هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُل فتفرق بكم عن سبيله ، ففي هذه الآية الصراط والسبيل وجمع السبيل حيث قال تعالى : وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السُّبُل فَتَفرَّق بكم عن سبيله فالآية تنص نصًا صريحاً على أن الهداية إنما تكون لمن سار على طريق واحدة وليس على طرق متعددة ، وهذا الطريق الواحد لا يشك مسلم في ملايين من المسلمين في كل زمان ومكان مِن حيث العقيدة أنها طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- وإن كانوا قد تفرَّقوا عملياً إلى مذاهب شتى وطرائق قِددًا ، فإذا أرادوا أن يكونوا كما ذكرت آنفًا سعداء في الدنيا ناجيين في الآخرة فعليهم أن يسلكوا عمليًا هذا الطريق الواحد ألا وهو الصراط المستقيم .
وقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو عبدالله الحاكم في *مستدركه* من حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- : أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطَّ يومًا وهو بين أصحابه خطًّا مستقيماً على الأرض وقرأ تلك الآية : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، فخطَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جانبي الصراط المستقيم خطوطًا قصيرةً ، فتلا الآية السابقة وهو يمر بيده الشريفة على الخط المستقيم : وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ثم قال عليه الصلاة والسلام هذا صراطُ الله ، وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه :
فهذا الحديث يبين مع هذا التصوير الجميل المجسد لمعنى الآية الكريمة أن هناك طرقاً متفرعةً عن هذا الطريق لكن سار عليها ، كلما سار عليها ابتعد عن الطريق المستقيم ، ولذلك الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم يحض أمته على أن يسلكوا طريقه عليه الصلاة والسلام مستقيمًا وينهاهم أن يتبعوا تلك الطرق المتفرقة عنه ، هذه الطرق المتفرقة عنه ليست هي الموصِلة إلى طريق الله عز وجل التي قد جاء في نصّ بعضها ممن سلكه كقوله عليه الصلاة والسلام : من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة فهذا الطريق هو من يمشي سويًّا على ذاك الصراط المستقيم .

Webiste