التلبية أيام منى وعرفة والجمرات الكيفية ، وما هي ألفاظها وصفاتها ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الحويني : كيف تكون التلبية أيام منى وعرفة والجمرات بدءًا وانتهاءً ؟ وما هي ألفاظها ؟
الشيخ : عفوًا ماذا يقصد بالكيفية ؟
الحويني : يعني قد يكون يقصد جماعة ولَّا كل بمفرده مثلًا ؟
الشيخ : التلبية التي وردت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لها صيغتان : الأولى : وهي التي تسمعونها ، وهي - والحمد لله - من الأذكار المحفوظة ؛ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، هذه كانت تلبية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على الغالب ، أقول هذا : لأن هذه التلبية أخرجها الشيخان في " صحيحهما " من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - ، لكن أخرج أبوداود في " سننه " والإمام أحمد في " مسنده " وغيرهما بإسناد قوي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : " كان من تلبية النبي " - انتبهوا - : " كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : لبيك اللهم إله الحق ، لبيك إله الحق ، لبيك إله الحق " هذا - يقول أبي هريرة - " كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - " السنة التامة أن يردِّد المسلم في الأكثر التلبية الأولى ، وأن يأتى بالتلبية الأخرى ، وبخاصة أنها مجهولة ؛ حتى في كتب المناسك ورسائل المناسك على كثرتها وكثرة الأوراد المذكورة في بعضها ممَّا لا أصل لها في السنة ، أما هذه التلبية التي رواها أبو هريرة لبيك إله الحق فلا تُذكر في شيء من هذه الرسائل ، وهي ثابتة في السنة الصحيحة ، ولذلك فعلى الحريصين على اتباع السنة على إحيائها أن - إذا صحَّ التعبير - أن يطعِّموا في تلبيتهم الأولى بهذه التلبية الأخرى لبيك إله الحق ، لبيك إله الحق ، لبيك إله الحق .
ثبت هناك تلبيات أخرى : لبيك ذا الفواضل ، لبيك ذا المعارج ، الرغباء إليك والعمل ، سمع هذا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من بعض الملبِّين الذين كانوا يلبُّون معه فلم ينكر ذلك ، فكان عدم إنكاره إقرارًا ، ولا يسعنا بطبيعة الحال إلا أن نقرَّ ما أقرَّ الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، ولكن الراوي - وهو جابر بن عبد الله الأنصاري - قال وهو الذي يروي لنا هذه الفائدة أن بعض الناس لبُّوا هذه التلبية الأخيرة ، قال جابر : " أما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد لزم تلبيته " ، فنحن نلتزم - أيضًا - تلبيته - عليه السلام - انطلاقًا من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : وخير الهدي هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا ننكر على من جاء بالتلبية الأخيرة التي أقرَّها الرسول - عليه السلام - ، هذا من هيئة ألفاظ التلبية .
أما الصفة التي شرحت أخيرًا فنقول : لا يوجد فيما علمت في السنة في كل الأذكار الواردة ذكر جماعي بصوت واحد ؛ في أيِّ ذكر سواء كان ذلك عقب الصلوات أو في التلبية أو في نحو ذلك ، وإنما كل إنسان يلبِّي بنفسه دون أن يربطَ تلبيته بتلبيه صاحبه أو جاره ، نعم ؛ قد تلتقي تلبيته مع تلبيته الآخرين ويمشون مع بعض لا بأس من ذلك ، لكن بقصد أن لا يتقصَّدوا الذكر الجماعي ، لأننا لاحظنا كثيرًا في كثير من الأحيان خطأً فاحشًا يقع بعض الناس الذين يلتزمون الذكر الجماعي ، لأن نَفَسَ الناس يختلف بعضهم البعض طولًا وقصرًا ، فقد ينقطع نَفَس الذاكر عند قوله : " لا إله " ، فيريد أن يلحق الركب ، فيقطع كلامه ، هنا ويأخذ وحده لا شريك له مثلًا ، أو نحو ذلك ، فيقع في إيهام ما لا يريده هو لذلك ، فعلى كل مسلم أن يذكر الله تلبية وتهليلًا وتسبيحًا ، وفي كل ذكر لوحده ، ولا يربط نفسه بالآخرين ، هذا الذي نعرفه من كيفية التلبية والتهليل ، سواء كان التهلية في الحج أو في غيره . نعم .
الحويني : طيب ، السائل - يا شيخنا - ... كيف تكون التلبية حرصًا يعني يوضِّح مرَّاته متى تكون أوقاتها ؟
الشيخ : التلبية حينما يُحرم الإنسان بالعمرة أو الحج ، وقد ذكرت آنفًا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يقطع التلبية إلا حينما رمى جمرة العقبة ، أما تلبية المعتمر فحينما تبدو له مكة ، هذا وقت انتهاء التلبية بالنسبة للمعتمر وبالنسبة للحاج .
الحويني : بالنسبة لبعض الأشخاص يلبِّي بقول : لبيك حقًّا حقًّا ، تعبدًا ورقًّا ، هل هذه صيغة واردة ؟
الشيخ : جاءت هذه اللفظة في بعض الروايات في " مجمع الزوائد " وغيرها ، لكني ما جرى لي أن درستُ أسانيدها . نعم .
سائل آخر : البدع في التلبية إيش هي ؟
الشيخ : هو ما سمعت من ذكر آنفًا .
سائل آخر : بالنسبة للصيغة كيف تكون ؟ كيف تنطق ؟
الشيخ : كيف إيش ؟
سائل آخر : مثلًا إن الحمد والنعمة هل النَّصُّ ... ؟
الشيخ: كله مستقل كما سمعت آنفًا ؛ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .
الحويني : ورد في حديث جابر في صفة حجِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي ليلة المزدلفة أنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع بعد صلاة العشاء حتى صلى الفجر ؛ فهل الوتر وركعتا الفجر خارجة عن هذا ؟ أم أنه لم يصلِّها تللك الليلة ؟
الشيخ: لم يُنقل عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه صلى شيئًا بعد فريضة العشاء ، ونحن نفعل كما فعلوا ، ولا نزيد على ذلك شيئًا .
نعم .
الشيخ : عفوًا ماذا يقصد بالكيفية ؟
الحويني : يعني قد يكون يقصد جماعة ولَّا كل بمفرده مثلًا ؟
الشيخ : التلبية التي وردت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لها صيغتان : الأولى : وهي التي تسمعونها ، وهي - والحمد لله - من الأذكار المحفوظة ؛ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، هذه كانت تلبية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على الغالب ، أقول هذا : لأن هذه التلبية أخرجها الشيخان في " صحيحهما " من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - ، لكن أخرج أبوداود في " سننه " والإمام أحمد في " مسنده " وغيرهما بإسناد قوي عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : " كان من تلبية النبي " - انتبهوا - : " كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : لبيك اللهم إله الحق ، لبيك إله الحق ، لبيك إله الحق " هذا - يقول أبي هريرة - " كان من تلبية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - " السنة التامة أن يردِّد المسلم في الأكثر التلبية الأولى ، وأن يأتى بالتلبية الأخرى ، وبخاصة أنها مجهولة ؛ حتى في كتب المناسك ورسائل المناسك على كثرتها وكثرة الأوراد المذكورة في بعضها ممَّا لا أصل لها في السنة ، أما هذه التلبية التي رواها أبو هريرة لبيك إله الحق فلا تُذكر في شيء من هذه الرسائل ، وهي ثابتة في السنة الصحيحة ، ولذلك فعلى الحريصين على اتباع السنة على إحيائها أن - إذا صحَّ التعبير - أن يطعِّموا في تلبيتهم الأولى بهذه التلبية الأخرى لبيك إله الحق ، لبيك إله الحق ، لبيك إله الحق .
ثبت هناك تلبيات أخرى : لبيك ذا الفواضل ، لبيك ذا المعارج ، الرغباء إليك والعمل ، سمع هذا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - من بعض الملبِّين الذين كانوا يلبُّون معه فلم ينكر ذلك ، فكان عدم إنكاره إقرارًا ، ولا يسعنا بطبيعة الحال إلا أن نقرَّ ما أقرَّ الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، ولكن الراوي - وهو جابر بن عبد الله الأنصاري - قال وهو الذي يروي لنا هذه الفائدة أن بعض الناس لبُّوا هذه التلبية الأخيرة ، قال جابر : " أما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد لزم تلبيته " ، فنحن نلتزم - أيضًا - تلبيته - عليه السلام - انطلاقًا من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : وخير الهدي هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا ننكر على من جاء بالتلبية الأخيرة التي أقرَّها الرسول - عليه السلام - ، هذا من هيئة ألفاظ التلبية .
أما الصفة التي شرحت أخيرًا فنقول : لا يوجد فيما علمت في السنة في كل الأذكار الواردة ذكر جماعي بصوت واحد ؛ في أيِّ ذكر سواء كان ذلك عقب الصلوات أو في التلبية أو في نحو ذلك ، وإنما كل إنسان يلبِّي بنفسه دون أن يربطَ تلبيته بتلبيه صاحبه أو جاره ، نعم ؛ قد تلتقي تلبيته مع تلبيته الآخرين ويمشون مع بعض لا بأس من ذلك ، لكن بقصد أن لا يتقصَّدوا الذكر الجماعي ، لأننا لاحظنا كثيرًا في كثير من الأحيان خطأً فاحشًا يقع بعض الناس الذين يلتزمون الذكر الجماعي ، لأن نَفَسَ الناس يختلف بعضهم البعض طولًا وقصرًا ، فقد ينقطع نَفَس الذاكر عند قوله : " لا إله " ، فيريد أن يلحق الركب ، فيقطع كلامه ، هنا ويأخذ وحده لا شريك له مثلًا ، أو نحو ذلك ، فيقع في إيهام ما لا يريده هو لذلك ، فعلى كل مسلم أن يذكر الله تلبية وتهليلًا وتسبيحًا ، وفي كل ذكر لوحده ، ولا يربط نفسه بالآخرين ، هذا الذي نعرفه من كيفية التلبية والتهليل ، سواء كان التهلية في الحج أو في غيره . نعم .
الحويني : طيب ، السائل - يا شيخنا - ... كيف تكون التلبية حرصًا يعني يوضِّح مرَّاته متى تكون أوقاتها ؟
الشيخ : التلبية حينما يُحرم الإنسان بالعمرة أو الحج ، وقد ذكرت آنفًا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يقطع التلبية إلا حينما رمى جمرة العقبة ، أما تلبية المعتمر فحينما تبدو له مكة ، هذا وقت انتهاء التلبية بالنسبة للمعتمر وبالنسبة للحاج .
الحويني : بالنسبة لبعض الأشخاص يلبِّي بقول : لبيك حقًّا حقًّا ، تعبدًا ورقًّا ، هل هذه صيغة واردة ؟
الشيخ : جاءت هذه اللفظة في بعض الروايات في " مجمع الزوائد " وغيرها ، لكني ما جرى لي أن درستُ أسانيدها . نعم .
سائل آخر : البدع في التلبية إيش هي ؟
الشيخ : هو ما سمعت من ذكر آنفًا .
سائل آخر : بالنسبة للصيغة كيف تكون ؟ كيف تنطق ؟
الشيخ : كيف إيش ؟
سائل آخر : مثلًا إن الحمد والنعمة هل النَّصُّ ... ؟
الشيخ: كله مستقل كما سمعت آنفًا ؛ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك .
الحويني : ورد في حديث جابر في صفة حجِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي ليلة المزدلفة أنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع بعد صلاة العشاء حتى صلى الفجر ؛ فهل الوتر وركعتا الفجر خارجة عن هذا ؟ أم أنه لم يصلِّها تللك الليلة ؟
الشيخ: لم يُنقل عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه صلى شيئًا بعد فريضة العشاء ، ونحن نفعل كما فعلوا ، ولا نزيد على ذلك شيئًا .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- هل المحرم يبقى على تلبيته حتى مكة.؟ - ابن عثيمين
- هل النية تكون بالنطق بالتلبية ؟ - ابن عثيمين
- باب التلبية وصفتها ووقتها - ابن عثيمين
- ما هي بدع التلبية ؟ - الالباني
- كيفية الإحرام والتلبية - ابن عثيمين
- هل يشرع الزيادة على التلبية التي رواها جابر.؟ - ابن عثيمين
- باب : التلبية . - ابن عثيمين
- متى تكون أوقات التلبية ؟ - الالباني
- ما صفة التلبية ؟ - الالباني
- كيف تكون التلبية أيام منى وعرفة والجمرات بدءً... - الالباني
- التلبية أيام منى وعرفة والجمرات الكيفية ، وما... - الالباني