الشيخ : ومن أسباب الخشوع أن يدع الإنسان ما يفعله بعض الناس من حمل المصحف ومتابعة الإمام فإن حمل المصحف والإمام يقرأ ينافي الخشوع في الواقع وفيه عدة محاذير : المحذور الأول : أنه يحول بينك وبين رؤية محل سجودك والمشروع للإنسان إذا كان يصلي أن ينظر إلى محل سجوده وهذا الذي بيده المصحف لا ينظر إليه. ثانيا : يحول بينك وبين اتباع السنة في وضع اليدين لأن المشروع للمصلي في حال القيام قبل الركوع وبعد الركوع أن تكون يده اليمنى على يده اليسرى وهذا الذي أخذ المصحف لا يتمكن من ذلك كما هو معلوم. المحذور الثالث : أن فيه حركة لا داعي لها والحركة في الصلاة مكروهة لأنها عبث وهذا يحرك المصحف في تقليبه وفي حمله وفي وضعه حركة لا داعي لها. رابعا : أنه يشغل بصره بحركات كثيرة فهو ينظر إلى الآيات كل كلمة وكل حرف وكل حركة وكل سطر وكل صفحة ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن الإنسان المصلي إذا قرأ بالمصحف بطلت صلاته وعللوا ذلك بكثرة الحركات وهذا المتابع لا شك أن حركات عينيه تكثر كثرة عظيمة. خامسا : أنني أشعر أن الذي يتابع الإمام سوف يذهب عن قلبه أنه في صلاة يعني ينشغل بمتابعة الإمام عن كونه يصلي يشعر كأن أمامه رجل يقرأ أو كأن أمامه رجل يقرأ وهو يتابعه ويمسك عليه ما كأنه في صلاة لكن إذا كان الإنسان قد وضع يده اليمنى على اليسرى وأخبت لله ووضع بصره موضع سجوده فإنه يجد من الإنابة إلى الله والخشوع ما لا يجده عند تقليب هذا المصحف ولهذا أنصح إخواني بترك هذه العادة اللهم إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك كما لو كان الإمام غير حافظ فطلب من بعض المأمومين أن يكون خلفه يتابعه ليرد عليه الخطأ هذه حاجة ولا بأس بها.