تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم العمل في الخدمة الوطنية (العسكرية) ؟ - الالبانيالسائل : ... يريد تغيير المنكرات ، ولكن قصده حسن يا شيخ ، يعني هو يرى أن الشباب يعني قد دخلوها بكثرة ، وإذا نظر الرجل إلى بعض الأوضاع مثل ما كان في سوري...
العالم
طريقة البحث
ما حكم العمل في الخدمة الوطنية (العسكرية) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ... يريد تغيير المنكرات ، ولكن قصده حسن يا شيخ ، يعني هو يرى أن الشباب يعني قد دخلوها بكثرة ، وإذا نظر الرجل إلى بعض الأوضاع مثل ما كان في سوريا يا شيخ ، كان أهل السنة يرغبون عن العسكرية مع ما فيها من بلاء ، فلما عزفوا دخل العلويون ، وحصل ما حصل ، فهو هذا قصده يا شيخ ، أن يعمرها الشباب ؛ فهل ترون يعني حرج يا شيخ ؟

الشيخ : فهل أرى حرجًا في ؟

السائل : في دخولها ، مع وجود العزف والتحية وهو يمقت هذا .

الشيخ : هل بإمكانهم أن لا يدخلوا ؟ إن كان بإمكانهم أن لا يدخلوا ؛ فلا .

السائل : بإمكانهم .

الشيخ : إي لا يجوز أن يدخلوا ، لأن درء المفسدة قبل جلب المصلحة ، درء المفسدة قبل جلب المصلحة ، وبعدين كثير من الناس يعرِّضون أنفسهم للبلاء بقصد دفع البلاء ، وإذا بهم ينصبُّ عليهم البلاء قبل غيرهم ؛ لأنهم لا يصبرون على دفع البلاء الذي من أجله دخلوا فيه ، وأنا أعرف شابًّا في دمشق كانت الحكومة - وأنتم تعرفون وضعها - أعلنت بأنها تريد شبابًا بمواصفات معيَّنة لإرسالهم إلى روسيا ، من أجل أن يتمرَّنوا على بعض الأسلحة الحربية الحديثة ، وجاءني أحدهم من إخواننا السلفيين يستشيرني فنصحته أن لا يفعل ، ولكنه ركب رأسه وما قبل نصيحتي .

السائل : الله يهديه .

الشيخ : ثم انطلق - الأرض مسكونة ! نحن عم نستر على الناس - يا شيخ - الله يهديك ، نحول ... على المظهر [ يضحك الشيخ - رحمه الله - ] .
فكما قلت آنفًا ركب رأسه وما أطاع نصيحتي ، وذهب إلى روسيا ، وكما هي طبيعة النظام العسكري ؛ شمخَ بأنفه ، وصار ضابط ، ومدري إيش ، وأرسلوه رئيسًا على بعض الفرق ، صار الرجل بقى بدُّو يطبِّق الشريعة التي تفقه فيها ، صار الإسماعيلي والنصيري إلى آخره لا يعبأ به ، فلما كشفوا عنه أخذوا يضايقونه ، ويضايقونه ، واتهموه في دينه ، في خلقه ، صاروا كل يوم يجيبوه من مسافة مائة كيلو - ما أدري كم - إلى دمشق بحكم المحاكمة ، إيش المحاكمة ؟ اتُّهم باللواط ، لكن أصابه الندم ، ولات حين مندم ! ثم لم يستطع أن يتخلَّص من المصيبة التي أتاها بنفسه إلا بالفرار .
فأنا لا أنصح لمسلم أن يتقوَّى في ظنِّه بأنه يستطيع أن يُصلح ما أفسد الناس ، وكما قال - تعالى - إيش الآية ؟ قال - تعالى - : يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ، فإذا استطاع الإنسان الإصلاح دون أن يعرِّض نفسه للبلاء ؛ فليفعل ، وهذا واجبه ، وإلا فكما يقولون عندنا في الشام " ابعد عن الشر وغنِّي له " ، وهذا مأخوذ من قوله - عليه السلام - : ألا و إن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، هذا جواب ما سألت ، وشكرًا .

Webiste