السائل : ... في الكويت خمسين في المائة من اللحم المستهلك مستورد ... ، وقد يكون في تسعين بالمائة من هذا اللحم المستورد ليس مذبوح ، أما طريقة الذبح في أماكن الذبح معروفة هي بالكهرباء ، وبالتالي أصبح في حكم المؤكد أنُّو تقريبًا خمسة وأربعين في المائة من اللحوم اللِّي تستهلك في الكويت ليست مذبوحة ، هل هذا يدعينا إلى منع هذي اللحوم ؛ مع معرفة أنُّو منع هذه اللحوم من دخول الكويت سيقطع يعني مصدر غذاء رئيسي بالنسبة للناس ، أم المصلحة الشرعية تتطلَّب أن نتدرَّج ونمهِّد الطريق للذبيح أو للحلال قبل أن نصل إلى مرحلة المنع ؟

الشيخ : لا ، ما فيه منها مصلحة ، لا مصلحة هنا في استباحة ما حرَّم الله أبدًا ، وفيما أحلَّ الغنية عما حرَّم ، لكن المسألة ينبغي النظر إليها فيما عرضت من التفصيل ، نظرة فيها دقة ، إذا افترضت أنُّو في المائة خمسين قتيل ، في المائة خمسين ذبيح ؛ لا نزال نحن في نقطة الشك ، هذه النقطة التي لا تجعل العالم المسلم يُفتي بالتحريم ، إلا إذا وقف أمام ذبيحة معيَّنة ، وعلم بطريقة ما أنُّو هذه ... قتيلة وليست ذبيحة ؛ فهناك يأخذ حكم التحريم ، أما حينما تبحث في الموضوع بحثًا عامًّا ، وبتصور أنُّو بالمائة خمسين حلال ، يعني بعضها بالمائة خمسين حلال ، والبعض الآخر بالمائة خمسين حرام ، وهذا غير متميِّز عن هذا ؛ فكما قلت آنفًا لا نزال في نقطة الشك ، أما إذا ترجَّحت كفَّة إحدى النِّسبتين ؛ فتأخذ الحكم الغالب ، إما الإباحة وإما التحريم ، إذا قلنا مثلًا بالمائة خمسة وخمسين قتيل ، وبالمائة خمسة وأربعين ذبيح ؛ أخذ حكم التحريم ؛ لأنُّو غلب الحرام على الحلال .

السائل : في تفصيل أكثر .

الشيخ : تفضَّل .

السائل : ... تمييز من المجمد ، اللحوم المجمدة تسعين في المائة منها مقتول ، معناه هناك طريقة للتمييز ، الخمسين في المائة هو ذبح داخل البلد ، وإنما كثير كميات كبيرة من اللحوم تُستورد مثلَّجة مجمَّدة مذبوحة في الخارج ، أما المذبوح فيُذبح في الكويت ، يعني يُحضر حي إلى الكويت .

الشيخ : يعني تقصد أنو ما يذبح في البلد فهو كلُّه ذبيح ، لكن نسبته بالنسبة للمستورد بالمائة خمسين ؟

السائل : تقريبًا .

الشيخ : والذي يُستورد بالمائة تسعين ؟

السائل : الذي يُستورد لو فرضنا أن اللحوم اللِّي تحضر إلى الكويت مائة طن ، خمسين طن منها يذبح محلي ، وخمسين طن يُستورد مجمَّد ، من الخمسين طن المستورد مجمَّد ، خمسة وأربعين طن قتيل ، وخمسة طن قد يكون ذبح ، ففي الحالة هذه صفة القتل غالبة على المجمَّد ؟

الشيخ : إي صفة القتل غالبة على الجنس المستورد المجمَّد ، طيب ، بس هل هو متميز عن الحلال المذبوح البلدي ؟ متميز ؟

السائل : متميز ، إي نعم ، يُشترى طازج هذا ، وهذا يشترى مجمَّد من الأسواق ؟

الشيخ : طيب ، حينئذٍ لا يجوز أكله هذا .

السائل : لا يجوز أكله ، بس هل نفتح يعني نفتح المجال .

الشيخ : لا ، لا هَيْ الخطوة الأولى ، بعدين نأتي هنا ، هذا لا يجوز أكله ، طيب ، الشك اللِّي عرضو لصاحبنا هناك فيما إذًا إذا كانت النسبة هكذا !

السائل : بالنسبة للمطاعم شيخ ؟
سائل : لأ مو المطاعم ، نحن نتكلم الآن من ناحية .

الشيخ : لا ، هو أنا ما ذكرت مطاعم ، فأنت لا تعلِّق على كلمة مطاعم الصَّادرة من هنا ، هَيْ صاحبنا هنا قال : أنُّو مشكوك فيها ، فإذا كانت النسبة كما تقول ، لمَ الشك ؟

السائل : أنا ما عندي شك .

الشيخ : إي فخلصو لنا الموضوع إذا أنتو الاثنين لحتى نتبيَّن من الحقيقة !

السائل : هو قد يكون عنده شك في دخوله مطعم معيَّن ، إنَّما نتكلم على مستوى الدولة .

الشيخ : لأ لأ ، بس هو يقول يدخل المطعم وفيه الذبائح مستوردة مجمَّدة ، فعنده شك في هذا .