تم نسخ النصتم نسخ العنوان
معنى قول السلف : المجسِّم يعبد صنمًا ، والمعطّ... - الالبانيالسائل : الأخ يسأل يعني يطلب توضيح عبارة : " المجسِّم يعبد صنمًا " ؛ إيش معنى المجسِّم يعبد صنمًا ؟الشيخ : يعني الذين يشبِّهون الله - عز وجل - ببعض مخلو...
العالم
طريقة البحث
معنى قول السلف : المجسِّم يعبد صنمًا ، والمعطِّل يعبد عدمًا .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : الأخ يسأل يعني يطلب توضيح عبارة : " المجسِّم يعبد صنمًا " ؛ إيش معنى المجسِّم يعبد صنمًا ؟

الشيخ : يعني الذين يشبِّهون الله - عز وجل - ببعض مخلوقاته ، ما أدري - مثلًا - إذا كنتم رأيتم أو ابتُليتم ، النصارى - مثلًا - أحيانًا يصوِّروا ربهم معبودهم بصورة شيخ شايب لحيته كبيرة ، وهكذا ، هذا إلههم !! واليهود ينصُّون في توراتهم المحرَّفة قطعًا بأن يعقوب - عليه الصلاة والسلام - لَقِيَ الله - تبارك وتعالى - فصارعَه فصرعَه ، يعقوب صرعَ ربَّه !! وما أطلق سبيله حتَّى أخذ العهد منه بأن يُبارك له في أولاده ؛ فهذا النوع هو تجسيم ، ولا يوجد في المسلمين خاصَّة الذين يدعون إلى اتباع الكتاب والسنة مَن يدور في ذهنه نوع من التشبيه أو التجسيم ، فالمقصود المجسمة هذه طائفة انقرضت ، كانوا يعتقدون بأن الله - عز وجل - يشبه خلق من خلقه ، كشخص كبير وطويل وجسيم وإلى آخره ، فهذه هو التجسيم ، وهذا في الحقيقة - بفضل الله انقرضَ - ، فبقي أولئك الذين كانوا يُحاربون هذا التجسيم ، يعيشون في التأويل الذي هو أخو التعطيل . فلو قلنا كما قرَّرنا آنفًا في كل صفة من صفات الله - تبارك وتعالى - ليسَ كمثلِه شيءٌ ، وهو كذا وهو كذا في كل أسمائه - تبارك وتعالى - وصفاته .
والآن تذكَّرت كلمة لبعض العلماء من المحدِّثين ؛ ألا وهو الخطيب البغدادي صاحب " تاريخ بغداد " ، له رسالة صغيرة ، لكنها مفيدة جدًّا في مخطوطات المكتبة الظاهرية يقول : " القول في الصفات كالقول في الذات " ، فكلُّ المختلفين هؤلاء من سلفيِّين وخلفيِّين ومفوضين كلُّهم متفقون أن الله - عز وجل - ذات له كل الصفات - صفات الكمال - ، لكن هل أحد منهم يقول أحد شيئين : الله ليس بذات ؟ لأنه لو قلنا ذات شبَّهناه ، ما أحد يقول هذا الكلام ، كذلك هل يقول أنُّو ذات الله كذات خلق من خلق الله ؟ لا أحد يقول ذلك ، إذًا الله - تبارك وتعالى - له ذات ، وإن شئتم ألَّا تقولوا : ذات قولوا : له وجود ، ولا يمكن أن نقول إلا هذا ، فلله وجود ، ولله ذات ، فما نقوله عن ذات الله ووجوده ؛ نقول كذلك عن كلِّ صفات الله وأسمائه إثباتًا ونفيًا ، نثبت ما أثبت ، وننزِّه أو ننفي ما نفى ، ولا نقول إلا ما قال ربُّنا ، نقول في الذات ما يُقال في الصفات ، هل ندري كيف الذات ؟ لا أحد ، هل ندري كيف الصفات ؟ لا أحد يدري ، هل ننفي الذات خشية التشبيه ؟ لأ ، هل ننفي صفة من صفات خشية التشبيه ؟ لأ ، هذا من أوجز ما قيل في هذا الموضوع ؛ أن نعتقد في ذات الله ما نعتقد في صفاته ، أن نعتقد في صفاته ما نعتقد في ذاته سلبًا وإيجابًا ، ننفي عنه ما نفاه من التشبيه ، ونثبت له ما أثبته من الصفات ، وكفى الله المؤمنين القتال .

Webiste