باب :
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا اليوم في الباب السادس والتسعين بعد المئة وهو قول المؤلف - رحمه الله - . " باب من كره أمثال السوء " . ثم روى بإسناده الصحيح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : لَيس لَنا مَثلُ السَّوءِ ، العَائِدُ فِي هِبتِه كالكَلبِ يَرجعُ فِي قَيئِه .
معنى هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول متحدِّثًا عن أمته لَيس لَنا مَثلُ السَّوءِ أي : لا يجوز أن تضرب فينا الأمثال السيئة التي تدل على الأخلاق الرديئة فيقول المثل السوء ما هو قال - عليه السلام - : العائدُ في هِبَتِه كالكلبِ يرجِعُ في قَيْئِه ؛ أي : لا يجوز للمسلم إذا ما أعطى عطاء أو منح منحة أو وهب هبة لأحد أن يسترجع هذه الهبة ويعيدها إلى نفسه بعد أن أخرجها طيبة بها نفسه فلا يجوز والحالة هذه أن يرجع هذا المسلم لما وهب لغيره فضرب الرسول - عليه السلام - لذلك مثلًا فقال إن الذي يفعل ذلك كالكلب يرجع في قيئه وهذا مثل سيء جدًّا ذلك لأن فيه تشبيها قبيحا من ناحيتين : الناحية الأولى : تشبيه العائد والراجع بالهبة بالكلب . والقبح الثاني : أن التشبيه لهذا الكلب كان في عمل سيء له وهو أنه يرجع في قيئه وما معنى يرجع في قيئه هذا أمر طبيعي إنه الإنسان فضلًا عن الحيوان أحيانا بيستفرغ لمرض في معدته لامتلاء المعدة بطعام أكثر مما تتحمل المعدة فهناك يستفرغ هذا الاستفراغ يجب أن يخرج إلى خارج الفم لأنه قبيح في نفسه وفي كثير من الأحيان يشاهد من بعض الناس الذين يستقيئون يخرج مع القيء رائحة قبيحة جدًّا وفي بعض الأحيان إذا ما اشتد القيء ربما يخرج مع القيء شيء من النجس فمع إنه هذا القيء قبيح ومع أنه قد يكون فيه شيء من النجاسة فهذا الكلب الذي شبه به العائد في هبته يرجع في هذا القيء أي يبلعه يعني بيأكله من جديد فهذا مثل الذي يرجع في الهبة التي أعطاها للإنسان فشبهه - عليه الصلاة والسلام - بالكلب فالتشبيه بالكلب يكفي ذمًّا وقدحًا في المشبه بهذا الكلب .كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : اعتدلوا في السجود ، ولا يبسُطْ أحدكم ذراعيه بسط الكلب ، اعتدلوا في السجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ، ما معنى هذا وهذا كثير من الرجال فضلًا عن النساء يتشبه بالكلب في أثناء سجوده فما هي هذه الصورة المذمومة والتي شبَّهَ صاحبها بالكلب . السنة في الصلاة أن المسلم كما قال - عليه الصلاة والسلام - : يسجد ابن آدم على سبعة آراب ، يسجد ابن آدم على سبعة آراب ، آراب يعني أعضاء وهذه الأعضاء ذكرها الرسول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث نفسه الجبهة هذا العضو الأول الذي ينبغي أن يسجد عليه المصلي كل مصلٍ سواء كان ذكرًا أو أنثى الجبهة ثم أمر الرسول - عليه الصلاة والسلام - يده من الجبهة إلى الأنف أشار هكذا يعني أن الجبهة والأنف عضو واحد أي لا يجوز أن يسجد فقط على جبهته وإنما جبهته وأنفه فالأرض لازم يكون هيك مش هيك يسجد ابن آدم على سبعة آراب سبعة أعضاء العضو الأول الجبهة والأنف ثم الكفين هن صاروا ثلاثة ثم الركبتين هي صاروا خمسة ثم رؤوس القدمين البحث الآن في وضع الكفين على الأرض حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : اعتدلوا في السجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ؛ أي : ليسجد هكذا ولا يسجد هكذا لأنه هيك بيعمل الكلب إذا ما تصوَّرتوا الآن الكلب منبطح على الأرض شو بيساوي بيمد ذراعيه على الأرض وبطنه كله ورجليه الأماميات كلهم في الأرض فهذا الانبطاح وبسط الذراعين هو صنيع الكلب فنهى الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - المصلي أي مصلٍ كان ذكرا أو أنثى أن يتشبَّهَ في سجوده بهذا الكلب لأنه يضرب به مَثَل السوء . فإذا ما لاحظنا هذا الحديث : ولا يبسط بسط الكلب نهى الرسول - عليه السلام - عن وضع ذراعين على الأرض لأنه فيه تشبه بالكلب فأولى وأولى ألا يعود الإنسان بما وهب لغيره من هبة لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - شبَّه هذا العائد في هبته كالكلب وليس فقط كالكلب ، وإنما كالكلب يرجع في قيئه ، فالشيء اللي استفرغه رد إيش بيبلعه فهنا في تشبيه ذميم من ناحيتين : الناحية الأولى : أنه شبه الراجع في هبته بالكلب . والناحية الأخرى : أنه شبَّهه بصنيع للكلب هو فوق أنه صنيع الكلب هو ذميم في نفسه ؛ لأنه الإنسان لو رجع في قيئه فهو عيب ، فكيف هو يشبه الراجع في هبته بالكلب يعود ويرجع في قيئه ؟!
إذًا الشاهد من هذا إنه البخاري - رحمه الله - وضع هذا الباب " باب من كره أمثال السوء " يعني إنه المسلم لازم يكون له قدوة المثل الحسن وليس المثل السيء كالكلب يرجعُ في قيئِه . إذن هذا الحديث يفيدنا فائدة فقهية وهي أن المسلم يحرم عليه أن يرجع في هبة أعطاها لغيره يحرم على المسلم أن يرجع في هبة أعطاه لغيره مهما كانت هذه الهبة ثمينة أو حقيرة يعني إنسان أعطى حبة برتقال أو مشمش أو غير ذلك لآخر فلا يجوز أن يسترجعها حينئذٍ مثله مثل الكلب يرجع في قيئه أعطى ما هو أكثر من ذلك فأولى وأولى أنه لا يجوز أن يرجع في قيئه فالتحريم أخذ من هذا التشبيه الذي شرحناه لكُنّ كالكلب يرجع في قيئه إذا كان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى المصلي أن يبسط ذراعيه في سجوده بسط الكلب كان ذلك دليلًا على تحريم هذا البسط فكيف وهو شبّه الراجع في هبته في عطيته بالكلب يرجع في قيئه فدل الحديث على تحريم الرجوع في الهبة والعطية .
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا اليوم في الباب السادس والتسعين بعد المئة وهو قول المؤلف - رحمه الله - . " باب من كره أمثال السوء " . ثم روى بإسناده الصحيح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : لَيس لَنا مَثلُ السَّوءِ ، العَائِدُ فِي هِبتِه كالكَلبِ يَرجعُ فِي قَيئِه .
معنى هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول متحدِّثًا عن أمته لَيس لَنا مَثلُ السَّوءِ أي : لا يجوز أن تضرب فينا الأمثال السيئة التي تدل على الأخلاق الرديئة فيقول المثل السوء ما هو قال - عليه السلام - : العائدُ في هِبَتِه كالكلبِ يرجِعُ في قَيْئِه ؛ أي : لا يجوز للمسلم إذا ما أعطى عطاء أو منح منحة أو وهب هبة لأحد أن يسترجع هذه الهبة ويعيدها إلى نفسه بعد أن أخرجها طيبة بها نفسه فلا يجوز والحالة هذه أن يرجع هذا المسلم لما وهب لغيره فضرب الرسول - عليه السلام - لذلك مثلًا فقال إن الذي يفعل ذلك كالكلب يرجع في قيئه وهذا مثل سيء جدًّا ذلك لأن فيه تشبيها قبيحا من ناحيتين : الناحية الأولى : تشبيه العائد والراجع بالهبة بالكلب . والقبح الثاني : أن التشبيه لهذا الكلب كان في عمل سيء له وهو أنه يرجع في قيئه وما معنى يرجع في قيئه هذا أمر طبيعي إنه الإنسان فضلًا عن الحيوان أحيانا بيستفرغ لمرض في معدته لامتلاء المعدة بطعام أكثر مما تتحمل المعدة فهناك يستفرغ هذا الاستفراغ يجب أن يخرج إلى خارج الفم لأنه قبيح في نفسه وفي كثير من الأحيان يشاهد من بعض الناس الذين يستقيئون يخرج مع القيء رائحة قبيحة جدًّا وفي بعض الأحيان إذا ما اشتد القيء ربما يخرج مع القيء شيء من النجس فمع إنه هذا القيء قبيح ومع أنه قد يكون فيه شيء من النجاسة فهذا الكلب الذي شبه به العائد في هبته يرجع في هذا القيء أي يبلعه يعني بيأكله من جديد فهذا مثل الذي يرجع في الهبة التي أعطاها للإنسان فشبهه - عليه الصلاة والسلام - بالكلب فالتشبيه بالكلب يكفي ذمًّا وقدحًا في المشبه بهذا الكلب .كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : اعتدلوا في السجود ، ولا يبسُطْ أحدكم ذراعيه بسط الكلب ، اعتدلوا في السجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ، ما معنى هذا وهذا كثير من الرجال فضلًا عن النساء يتشبه بالكلب في أثناء سجوده فما هي هذه الصورة المذمومة والتي شبَّهَ صاحبها بالكلب . السنة في الصلاة أن المسلم كما قال - عليه الصلاة والسلام - : يسجد ابن آدم على سبعة آراب ، يسجد ابن آدم على سبعة آراب ، آراب يعني أعضاء وهذه الأعضاء ذكرها الرسول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث نفسه الجبهة هذا العضو الأول الذي ينبغي أن يسجد عليه المصلي كل مصلٍ سواء كان ذكرًا أو أنثى الجبهة ثم أمر الرسول - عليه الصلاة والسلام - يده من الجبهة إلى الأنف أشار هكذا يعني أن الجبهة والأنف عضو واحد أي لا يجوز أن يسجد فقط على جبهته وإنما جبهته وأنفه فالأرض لازم يكون هيك مش هيك يسجد ابن آدم على سبعة آراب سبعة أعضاء العضو الأول الجبهة والأنف ثم الكفين هن صاروا ثلاثة ثم الركبتين هي صاروا خمسة ثم رؤوس القدمين البحث الآن في وضع الكفين على الأرض حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : اعتدلوا في السجود ، ولا يبسط أحدكم ذراعيه بسط الكلب ؛ أي : ليسجد هكذا ولا يسجد هكذا لأنه هيك بيعمل الكلب إذا ما تصوَّرتوا الآن الكلب منبطح على الأرض شو بيساوي بيمد ذراعيه على الأرض وبطنه كله ورجليه الأماميات كلهم في الأرض فهذا الانبطاح وبسط الذراعين هو صنيع الكلب فنهى الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - المصلي أي مصلٍ كان ذكرا أو أنثى أن يتشبَّهَ في سجوده بهذا الكلب لأنه يضرب به مَثَل السوء . فإذا ما لاحظنا هذا الحديث : ولا يبسط بسط الكلب نهى الرسول - عليه السلام - عن وضع ذراعين على الأرض لأنه فيه تشبه بالكلب فأولى وأولى ألا يعود الإنسان بما وهب لغيره من هبة لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - شبَّه هذا العائد في هبته كالكلب وليس فقط كالكلب ، وإنما كالكلب يرجع في قيئه ، فالشيء اللي استفرغه رد إيش بيبلعه فهنا في تشبيه ذميم من ناحيتين : الناحية الأولى : أنه شبه الراجع في هبته بالكلب . والناحية الأخرى : أنه شبَّهه بصنيع للكلب هو فوق أنه صنيع الكلب هو ذميم في نفسه ؛ لأنه الإنسان لو رجع في قيئه فهو عيب ، فكيف هو يشبه الراجع في هبته بالكلب يعود ويرجع في قيئه ؟!
إذًا الشاهد من هذا إنه البخاري - رحمه الله - وضع هذا الباب " باب من كره أمثال السوء " يعني إنه المسلم لازم يكون له قدوة المثل الحسن وليس المثل السيء كالكلب يرجعُ في قيئِه . إذن هذا الحديث يفيدنا فائدة فقهية وهي أن المسلم يحرم عليه أن يرجع في هبة أعطاها لغيره يحرم على المسلم أن يرجع في هبة أعطاه لغيره مهما كانت هذه الهبة ثمينة أو حقيرة يعني إنسان أعطى حبة برتقال أو مشمش أو غير ذلك لآخر فلا يجوز أن يسترجعها حينئذٍ مثله مثل الكلب يرجع في قيئه أعطى ما هو أكثر من ذلك فأولى وأولى أنه لا يجوز أن يرجع في قيئه فالتحريم أخذ من هذا التشبيه الذي شرحناه لكُنّ كالكلب يرجع في قيئه إذا كان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - نهى المصلي أن يبسط ذراعيه في سجوده بسط الكلب كان ذلك دليلًا على تحريم هذا البسط فكيف وهو شبّه الراجع في هبته في عطيته بالكلب يرجع في قيئه فدل الحديث على تحريم الرجوع في الهبة والعطية .