من دروس " الترغيب والترهيب " ، شرح حديث : كلام الشيخ على حديثين : ( رَحِمَ الله مَن سَمِعَ مقالتي حتى يبلِّغَها غيرَه ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
كان درسنا الأخير انتهى بحديث : إن لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتي المال ، والآن نشرع في الحديث الستين ؛ وأعني أن ما بين الحديث السابق : إن لكل أمة وحديث الليلة كلها مما لا يصح من أحاديث " الترغيب والترهيب " ، وهو الحديث السادس والخمسون ، والسابع والخمسون ، والثامن والخمسون ، والتاسع والخمسون ؛ كل هذه أحاديث ضعيفة كما جَرَيْنا في دروسنا هذه نجتنبها ولا نرويها لكم ؛ لأن فيما صح وثبت من الحديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - غنية عمَّا لم يصح .
حديثنا الصحيح قوله : وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : رَحِمَ الله مَن سمع مقالتي حتى يبلِّغَها غيره - ثلاثًا - ؛ أي : كرَّر الرسول - عليه السلام - هذه الجملة : رَحِمَ الله مَن سمع مقالتي حتى يبلِّغَها ثلاث مرَّات .
ثم قال - عليه الصلاة والسلام - ، عفوًا أنا أخطأت ، نصُّ الحديث : رَحِمَ الله مَن سَمِعَ مقالتي حتى يبلِّغَها غيرَه ثم قال : ثلاث أو ثلاثًا لا يَغِلُّ - وفي رواية : لا يُغِلُّ - عليهنَّ قلبُ امرئٍ مسلم . ما هي هذه الثلاث ؟ إخلاصُ العملِ لله = -- بس يا أخي -- = إخلاصُ العَملِ لله ، والنصحُ لأئِمَّةِ المسلمينَ ، واللُّزومُ لِجمَاعَتهِم ؛ فإنَّ دُعاءَهُم يُحِيطُ مَن وراءَهم . إنَّه مَن تكُنِ الدنيا نِيَّتَهُ يَجعلِ اللهُ فَقرَهُ بينَ عينيهِ ، ويشَتِّتْ عليه ضَيعَتَهُ ، ولا يَأتِهِ منها إلا ما كُتِبَ له . ومَن تَكُنِ الآخِرَةُ نِيَّتَه يَجعَلِ اللهُ غِناهُ في قَلبِه ، ويَكفِيه ضَيعَتَهُ ، وتأتيهِ الدُّنيا وَهِيَ راغِمَةٌ .
رواه ابن ماجة ، وتقدَّم لفظه وشرح غريبه في " الفراغ للعبادة " ، والطبراني واللفظ له ، وابن حبان في " صحيحه " .
... و مَن سَمِعَ مقالتي حتى يبلِّغَها غيرَه ، يدعو الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على مَن سَمِعَ حديثه ، ثم بلَّغَه غيره مما لم يسمَعْه من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، في هذه الرواية يقول : رَحِمَ الله ، وفي أخرى يقول : نضَّر الله ؛ والنتيجة واحدة ؛ لأن المرحومين وجوههم نَضِرَة .
رحم الله من سمع مقالتي ، وفي الحديث الآخر : نضَّر الله امرأً سمع مقالتي ، وهذا دعاء من الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - على الذين يُعنَون بنقل الحديث إلى أمَّته - عليه الصلاة والسلام - تنفيذًا منه لحديثٍ آخر ؛ أَلَا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : بلِّغوا عنِّي ولو آية ، ليس المقصود في لفظة الآية في هذا الحديث هو المعنى العُرفي الإسلامي وهي الآية الكريمة من القرآن ، وإنما المقصود بهذه اللفظة الآية في الحديث ما هو أعم ذلك ؛ أي : الجملة . فالرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول : بلِّغوا عنِّي ولو آية ؛ أي : ولو جملة ؛ سواء كانت هذه الجملة من كتاب الله أو من حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، هذا التَّبليغ أمرٌ واجبٌ على الكفاية ؛ إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، فهذا الذي أمر به الرسول - عليه الصلاة والسلام - من تبليغه هو الذي دعا لصاحبه - عليه السلام - بهذا الحديث بأن يرحمه الله ، أو في ذاك الحديث : نضَّر الله امرأً سمع مقالتي ، دعا له بالنَّضارة ؛ ولذلك يقول شرَّاح الحديث حينما يشرحون هذه الجملة خاصَّة : نضَّر الله امرأً قالوا : وقد استجاب الله - تبارك وتعالى - دعاء نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - في رواة الحديث والمبلِّغين له إلى أمَّته ، فتجد على وجوههم النُّضرة التي دعا بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهؤلاء الأفراد من الأمة .
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
كان درسنا الأخير انتهى بحديث : إن لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتي المال ، والآن نشرع في الحديث الستين ؛ وأعني أن ما بين الحديث السابق : إن لكل أمة وحديث الليلة كلها مما لا يصح من أحاديث " الترغيب والترهيب " ، وهو الحديث السادس والخمسون ، والسابع والخمسون ، والثامن والخمسون ، والتاسع والخمسون ؛ كل هذه أحاديث ضعيفة كما جَرَيْنا في دروسنا هذه نجتنبها ولا نرويها لكم ؛ لأن فيما صح وثبت من الحديث عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - غنية عمَّا لم يصح .
حديثنا الصحيح قوله : وعن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : رَحِمَ الله مَن سمع مقالتي حتى يبلِّغَها غيره - ثلاثًا - ؛ أي : كرَّر الرسول - عليه السلام - هذه الجملة : رَحِمَ الله مَن سمع مقالتي حتى يبلِّغَها ثلاث مرَّات .
ثم قال - عليه الصلاة والسلام - ، عفوًا أنا أخطأت ، نصُّ الحديث : رَحِمَ الله مَن سَمِعَ مقالتي حتى يبلِّغَها غيرَه ثم قال : ثلاث أو ثلاثًا لا يَغِلُّ - وفي رواية : لا يُغِلُّ - عليهنَّ قلبُ امرئٍ مسلم . ما هي هذه الثلاث ؟ إخلاصُ العملِ لله = -- بس يا أخي -- = إخلاصُ العَملِ لله ، والنصحُ لأئِمَّةِ المسلمينَ ، واللُّزومُ لِجمَاعَتهِم ؛ فإنَّ دُعاءَهُم يُحِيطُ مَن وراءَهم . إنَّه مَن تكُنِ الدنيا نِيَّتَهُ يَجعلِ اللهُ فَقرَهُ بينَ عينيهِ ، ويشَتِّتْ عليه ضَيعَتَهُ ، ولا يَأتِهِ منها إلا ما كُتِبَ له . ومَن تَكُنِ الآخِرَةُ نِيَّتَه يَجعَلِ اللهُ غِناهُ في قَلبِه ، ويَكفِيه ضَيعَتَهُ ، وتأتيهِ الدُّنيا وَهِيَ راغِمَةٌ .
رواه ابن ماجة ، وتقدَّم لفظه وشرح غريبه في " الفراغ للعبادة " ، والطبراني واللفظ له ، وابن حبان في " صحيحه " .
... و مَن سَمِعَ مقالتي حتى يبلِّغَها غيرَه ، يدعو الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - على مَن سَمِعَ حديثه ، ثم بلَّغَه غيره مما لم يسمَعْه من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، في هذه الرواية يقول : رَحِمَ الله ، وفي أخرى يقول : نضَّر الله ؛ والنتيجة واحدة ؛ لأن المرحومين وجوههم نَضِرَة .
رحم الله من سمع مقالتي ، وفي الحديث الآخر : نضَّر الله امرأً سمع مقالتي ، وهذا دعاء من الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - على الذين يُعنَون بنقل الحديث إلى أمَّته - عليه الصلاة والسلام - تنفيذًا منه لحديثٍ آخر ؛ أَلَا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : بلِّغوا عنِّي ولو آية ، ليس المقصود في لفظة الآية في هذا الحديث هو المعنى العُرفي الإسلامي وهي الآية الكريمة من القرآن ، وإنما المقصود بهذه اللفظة الآية في الحديث ما هو أعم ذلك ؛ أي : الجملة . فالرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول : بلِّغوا عنِّي ولو آية ؛ أي : ولو جملة ؛ سواء كانت هذه الجملة من كتاب الله أو من حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، هذا التَّبليغ أمرٌ واجبٌ على الكفاية ؛ إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، فهذا الذي أمر به الرسول - عليه الصلاة والسلام - من تبليغه هو الذي دعا لصاحبه - عليه السلام - بهذا الحديث بأن يرحمه الله ، أو في ذاك الحديث : نضَّر الله امرأً سمع مقالتي ، دعا له بالنَّضارة ؛ ولذلك يقول شرَّاح الحديث حينما يشرحون هذه الجملة خاصَّة : نضَّر الله امرأً قالوا : وقد استجاب الله - تبارك وتعالى - دعاء نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - في رواة الحديث والمبلِّغين له إلى أمَّته ، فتجد على وجوههم النُّضرة التي دعا بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهؤلاء الأفراد من الأمة .
الفتاوى المشابهة
- درس " الترغيب والترهيب " ، شرح حديث أنسٍ - رضي... - الالباني
- من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، آخر حديث من... - الالباني
- من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، حديث معاذ -... - الالباني
- مواصلة الشيخ لشرح كتاب الترغيب والترهيب بشرح ا... - الالباني
- قراءة الشيخ مقال شيخ الإسلام ابن تيمية وتعليقه... - الالباني
- هل يجب على من حفظ حديثا عن الرسول صلى الله ع... - ابن عثيمين
- الحديث الأخير من باب الترهيب من كراهية الإنسان... - الالباني
- درس " الترغيب والترهيب " ، كتاب الترغيب في عيش... - الالباني
- كلام الشيخ على حديث ( نضر الله امرءا سمع مقالت... - الالباني
- من دروس " الترغيب والترهيب " ، شرح حديث : كلام... - الالباني
- من دروس " الترغيب والترهيب " ، شرح حديث : كلام... - الالباني