تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مواصلة الشيخ لشرح كتاب الترغيب والترهيب بشرح ا... - الالبانيالشيخ : وصل درسنا الأخير من كتاب الترغيب و الترهيب للحافظ المنذري رحمه الله إلى الحديث السادس عشر في نسختي ، قال رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال " أن ...
العالم
طريقة البحث
مواصلة الشيخ لشرح كتاب الترغيب والترهيب بشرح الحديث السادس عشر (عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا خطبة ما سمعنا مثلها قط فقال لو تعلمون ما أعلم لبيكتم كثيرا ولضحكتم قليلا.................) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وصل درسنا الأخير من كتاب الترغيب و الترهيب للحافظ المنذري رحمه الله إلى الحديث السادس عشر في نسختي ، قال رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا خطبة ما سمعنا مثلها قط فقال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وجوههم لهم خنين " رواه البخاري و مسلم و في رواية " بلغ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم عن أصحابه شيء فخطب فقال عرضت علي الجنّة و النار فلم أر كاليوم في الخير و الشّرّ و لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما أشدّ منه فغطوا رؤوسهم و لهم خنين " قال الخنين بفتح الخاء المعجمة بعدها نون هو البكاء مع غنة لانتشار الصوت من الأنف هكذا ذكر المؤلف رحمه الله لتفسير لفظة الخنين و في كتب اللغة و شروح الحديث تفصيل زائد بعض الشيء فذكروا أن الخنين و الحنين بمعنى واحد هذا قول و القول الآخر و لعله أوضح و أظهر هو أن الخنين ما سمعتم تعريفه من المصنّف هو الصوت الذي يخرج في أثناء البكاء فيه شيء من الغنة لأنه يخرج من الأنف أما الحنين فيخرج من الصّدر هذا هو الفرق بين الخنين بالخاء المعجمة و الحنين بالحاء المهملة هذا الحديث هو قطعة من الحديث الطويل الذي قرأناه عليكم في الدرس الأخير فليس فيه شيء نحن بحاجة إلى التعليق عليه إلا كلمات موجزات قول أنس " خطب رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم خطبة ما سمعت مثلها قط " لم يعين هذه الخطبة لكننا إذا رجعنا إلى طرق هذا الحديث و إلى روّاته من الصحابة لوجدنا فيهم السيدة عائشة رضي الله عنها ولوجدنا هذه الجملة من هذا الحديث لو تعلمون ما أعلم ... إلخ هي آخر جملة جاءت في حديثها الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من طريقها تذكر أن الشّمس كسفت في عهد النبي صلى الله عليه و آله و سلّم وقد ذكرنا لكم أيضا شيئا من قصّة هذا الكسوف و تذكر أن الرسول عليه السّلام رأى الجنّة و النار و شرحنا لكم أيضا شيئا من ذلك و أنه خطب فيهم وكان في أوّل ما قال إن الشّمس و القمر آيتان من آيات الله ... إلخ ثم ذكر عليه الصلاة و السلام في خطبته هذه أنه رأى عمرو بن لحي و رأى المرأة التي كانت تعذّب في الهرّة و رأى صاحب المحجن الذي كان يستعمل محجنه ليسرق أمتعة الحاج كل هذا ذكرته السّيّدة عائشة رضي الله عنها في حديثها هذا و قالت أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال في هذه الخطبة لو كنتم تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا إذن نستطيع أن نحدد الخطبة التي أطلقها أنس في حديثه هذا بأنها خطبة الرسول صلى الله عليه وآله و سلّم في صلاة الكسوف ومما يؤكّد هذا الرواية الأخرى التي ذكرها المصنف حين قال ، الرواية الأولى رواها البخاري و مسلم و في رواية بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أصحابه شيء فخطب فقال عرضت علي الجنّة و النار هذه الرواية الأخرى التي ذكرها المصنّف تؤكّد أن هذه الخطبة هي خطبته عليع السلام في صلاة الكسوف لأنه هناك رأى الجنّة و النار فإذن هذه الخطبة التي يشير إليها أنس بن مالك هي خطبته عليه الصلاة و السّلام في صلاة الكسوف ثم إن قوله في رواية بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أصحابه شيء أيضا هذا الشيء نكرة كالخطبة في الحديث السابق فيمكن أن يكون هذا الشّيء هو شيء مما يقع بين بعض الصحابة أحيانا من خصام من نزاع مما لا يخلو منه البشر عادة مهما سموا و علوا و يمكن و هذا الذي تميل نفسي إليه أنه يعني ما جاء في مناسبة صلاة الرسول عليه الصلاة و السلام لصلاة الكسوف أيضا فقد ذكرنا لكم في الدرس السابق أن الشمس لما كسفت في عهد النبي صلى الله عليه وآله و سلم اتّفق أن هذا الكسوف كان يوم وفاة ابنه إبراهيم عليهما الصلاة و السلام فقالوا " إنما كسفت الشّمس لموت عظيم " يعني إبراهيم ابن النبي فخطب عليه الصّلاة و السّلام فيهم بهذه الخطبة التي أوّلها إن الشمس و القمر آياتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلّوا و تصدّقوا و ادعوا فإذن كان من عادة الجاهلية أنهم إذا رأوا الشمس قد كسفت تنبّؤوا بذلك عن أن هناك موت شخص عظيم له منزلته في المجتمع فكانت هذه عادة جاهلية فبلغ شيء من ذلك إلى الرسول عليه السلام عن أصحابه و بطبيعة الحال أن هذا أمر جاهلي ما يكون منه عليه الصلاة و السّلام إلا أن يقضي عليه و يبطله لذلك قال إن الشمس و القمر آياتان ... إلى آخر الحديث إذن الشيء المنكّر هنا هو قول بعض الصحابة بناء على عادتهم في الجاهلية و قبل أن يأتيهم الهدى من الله عزّ و جلّ على لسان نبيّه عليه السّلام قولهم أن الشّمس كسفت لموت إبراهيم عليه الصلاة و السلام .
فأنس هنا يروي بعض تلك الخطبة العظيمة التي وصفها بأنه ما سمع مثلها من النبي صلى الله عليه و سلّم فضلا عن أن يسمع مثلها عن غيره قط فهو روى بعضها و غيره فصّلها كالسيدة عائشة رضي الله تعالى عنها و قد كنت جمعت فوائد أحاديث الصحابة في قصة صلاة الكسوف هذه في رسالة وهي في الواقع فيها فوائد كثيرة لأنه تتبع الطرق يعطينا فوائد غامضة كانت في بعض الروايات كمثل هذا المثال الذي نذكره بالنسبة لإطلاق أنس الخطبة و إطلاقه أيضا لفظة الشيء هذا ما يمكن التعليق عليه من حديث أنس .

Webiste