الرجوع إلى الشبهة الأولى ؛ والتي هي جواز القتل غدرًا والانتحار الذي يذهب ضحيته الأبرياء بحديث عائشة المُشار إليه في المسخ والبعث على حسب النِّيَّات ، وردُّ الشيخ على هذه الشبهة ، وبيان الفهم الصحيح لهذا الحديث .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يقول : حديث عائشة : إن ناسًا من أمَّتي يؤمُّون بالبيت برجلٍ من قريش قد لجأ بالبيت ؛ حتى إذا كانوا بالبيداء خُسِفَ بهم . فقلنا : يا رسول الله ، إن الطريق قد يجمع الناس . قال : نعم ، فيهم المستبصر ، والمجبور ، وابن السبيل يهلكون مهلكًا واحدًا ، ويصدرون مصادر شتَّى يبعثهم الله على نيَّاتهم .
الشيخ : طيب ؛ كيف يفهمون هذا الحديث ؟ وما علاقة الحديث بأصل السؤال الذي استدلوا له بهذا الحديث ؟ أصل السؤال المُستدل له بهذا الحديث ما هو ؟ وهو القتل غدرًا ؛ أليس كذلك ؟ وأنه يذهب بهذا القتل ناس أبرياء لا يستحقُّون هذا القتل .
نحن نقول - مع كل أسف - : أن هذا الاستدلال وحده يكفي ليكون رادعًا لهؤلاء أن ينفردوا عن علماء المسلمين بتفسير نصوص الرسول - عليه السلام - وتأويلها تأويلًا باطلًا .
هذا الحديث يدل مجموع الروايات التي جاءت في " صحيح مسلم " وفي غيره أن جيشًا يُوجَّه إلى هدم الكعبة ، وفيهم كما جاء في هذا الحديث المستبصر ، شو معنى المستبصر ؟ يعني فهمان الغاية من ذهابه مع هذا الجيش ، وفيهم عابر السبيل ؛ مش عارف شو الغاية ، لكن كما يُقال في بعض البلاد : " هات إيدك وامشي " ، وين رايحين ؟ رايحين يجاهدوا في سبيل الله ، لكن مو فهمانين أنُّو رايحين لهدم بيت الله - تبارك وتعالى - ؛ فهؤلاء يخسف الله - عز وجل - بهم الأرض ويهلكهم جميعًا ، فالسيدة عائشة استشكلت الأمر وقالت : كيف هذا وفيهم كذا وكذا وكذا ؟ فأجاب - عليه السلام - بأنهم يُبعثون على نيَّاتهم .
كلمة : يُبعثون على نيَّاتهم ليس لها علاقة بالغدر والقتل لمن لا يستحقُّ ، وإنما لها علاقة بالذي ينضمُّ إلى جيش لا يعرف الغاية أنُّو هذا الجيش قد يمَّمَ شطر ارتكاب محرَّم كبير ؛ فهو يُبعث على نيَّته ، فالحديث في وادٍ ، والمُستَدَلُّ عليه في وادٍ آخر ، إنما يُبعثون على نيَّاتهم فما علاقة القيام بالغدر بالنسبة هذا الحديث ؟ هذا أوَّلًا .
وثانيًا : هل هو سبيل إقامة الدولة المسلمة بمثل هذه الوسائل التي ابتُلِيَ بها كثير ممَّن يدَّعون العمل للإسلام والجهاد في سبيل الله - تبارك وتعالى - ؟ هل هكذا فَعَلَ الرسول - عليه السلام - حينما بدأ بإقامة الدولة المسلمة ؟ كلُّ مسلم يعرف أن مثل هذه التصرُّفات لم تقع إلا في العهد المدني ؛ أي : بعد أن أوجَدَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعلًا الطائفة المنصورة ، أوجدهم وعلَّمَهم ممَّا علمه الله وربَّاهم على عينه ، وبدأ يجهِّز هؤلاء لِمُلاقاة الكفار ، ونحن نعلم أنَّ أول معركة قامت بين المسلمين وبين الكافرين لم تقُم ابتداءً من الرسول - عليه السلام - وأصحابه ، وإنما دفاعًا عن بلد المسلمين الذي غُزِيَ من الكافرين كما هو معروف في السيرة وفي قصة غزوة بدر المعروفة ؛ فلذلك الجهاد يحتاج إلى مقدمات ومقدمات كثيرة وكثيرة جدًّا .
الشيخ : طيب ؛ كيف يفهمون هذا الحديث ؟ وما علاقة الحديث بأصل السؤال الذي استدلوا له بهذا الحديث ؟ أصل السؤال المُستدل له بهذا الحديث ما هو ؟ وهو القتل غدرًا ؛ أليس كذلك ؟ وأنه يذهب بهذا القتل ناس أبرياء لا يستحقُّون هذا القتل .
نحن نقول - مع كل أسف - : أن هذا الاستدلال وحده يكفي ليكون رادعًا لهؤلاء أن ينفردوا عن علماء المسلمين بتفسير نصوص الرسول - عليه السلام - وتأويلها تأويلًا باطلًا .
هذا الحديث يدل مجموع الروايات التي جاءت في " صحيح مسلم " وفي غيره أن جيشًا يُوجَّه إلى هدم الكعبة ، وفيهم كما جاء في هذا الحديث المستبصر ، شو معنى المستبصر ؟ يعني فهمان الغاية من ذهابه مع هذا الجيش ، وفيهم عابر السبيل ؛ مش عارف شو الغاية ، لكن كما يُقال في بعض البلاد : " هات إيدك وامشي " ، وين رايحين ؟ رايحين يجاهدوا في سبيل الله ، لكن مو فهمانين أنُّو رايحين لهدم بيت الله - تبارك وتعالى - ؛ فهؤلاء يخسف الله - عز وجل - بهم الأرض ويهلكهم جميعًا ، فالسيدة عائشة استشكلت الأمر وقالت : كيف هذا وفيهم كذا وكذا وكذا ؟ فأجاب - عليه السلام - بأنهم يُبعثون على نيَّاتهم .
كلمة : يُبعثون على نيَّاتهم ليس لها علاقة بالغدر والقتل لمن لا يستحقُّ ، وإنما لها علاقة بالذي ينضمُّ إلى جيش لا يعرف الغاية أنُّو هذا الجيش قد يمَّمَ شطر ارتكاب محرَّم كبير ؛ فهو يُبعث على نيَّته ، فالحديث في وادٍ ، والمُستَدَلُّ عليه في وادٍ آخر ، إنما يُبعثون على نيَّاتهم فما علاقة القيام بالغدر بالنسبة هذا الحديث ؟ هذا أوَّلًا .
وثانيًا : هل هو سبيل إقامة الدولة المسلمة بمثل هذه الوسائل التي ابتُلِيَ بها كثير ممَّن يدَّعون العمل للإسلام والجهاد في سبيل الله - تبارك وتعالى - ؟ هل هكذا فَعَلَ الرسول - عليه السلام - حينما بدأ بإقامة الدولة المسلمة ؟ كلُّ مسلم يعرف أن مثل هذه التصرُّفات لم تقع إلا في العهد المدني ؛ أي : بعد أن أوجَدَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعلًا الطائفة المنصورة ، أوجدهم وعلَّمَهم ممَّا علمه الله وربَّاهم على عينه ، وبدأ يجهِّز هؤلاء لِمُلاقاة الكفار ، ونحن نعلم أنَّ أول معركة قامت بين المسلمين وبين الكافرين لم تقُم ابتداءً من الرسول - عليه السلام - وأصحابه ، وإنما دفاعًا عن بلد المسلمين الذي غُزِيَ من الكافرين كما هو معروف في السيرة وفي قصة غزوة بدر المعروفة ؛ فلذلك الجهاد يحتاج إلى مقدمات ومقدمات كثيرة وكثيرة جدًّا .
الفتاوى المشابهة
- لماذا حديث عمر بن الخطاب : ( إنما الأعمال بالن... - الالباني
- شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأ... - الالباني
- شرح حديث : ( إنما الأعمال بالنيات ...) . - الالباني
- التنبيه على حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) وضرب... - الالباني
- ما حكم العمليات الانتحارية التي تقوم بها حركة... - الالباني
- تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمين
- الكلام على حديث ( إنما الأعمال بالنيات ... ) . - الالباني
- عرض بعض شبهات من كتاب " العمدة في إعداد العدة... - الالباني
- ما حكم القتل غدراً .؟ وهل يصح الاستدلال على ذل... - الالباني
- الرجوع إلى الشبهة الأولى والتي هي جواز القتل غ... - الالباني
- الرجوع إلى الشبهة الأولى ؛ والتي هي جواز القتل... - الالباني