ما رأيكم في فتوى " ابن باز " بتحريم استقدام الخَدَم الكفار إلى البيوت ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : في فتوى " ابن باز " حتى بخصوص الخَدَم أهل الكتاب قال : ما يجوز نشغِّلهم في بيوتنا يعني قال : حرام هَيْ ، تسكينهم في البيوت ، إيش رأيك شيخ في هالأمر هذا ؟
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : أهلًا مرحبًا ، كيف حالك ؟
السائل : الله يسلمك .
سائل آخر : ... .
الشيخ : الذي يبدو لي - والله أعلم - أنَّ ما لاحَظَه الشَّيخ في ذاك التحريم إنما هو لِعلمِه بأن النساء المسلمات ربَّات البيوت اللَّاتي يستقدِمْنَ هؤلاء الأجانب لا يقُمْن بواجب التستُّر ، أما إن كان المنع منع عام كما كان بلغني أنه لا يجوز - أيضًا - استعمالهم أو استخدامهم حتى من الرجال لهم ، هذا ممَّا لا نرى هناك ما يبرِّر هذا المنع ، والتاريخ الإسلامي ممتلئ بأنه كان يعيش بين ظهرانَي المسلمين اليهود والنصارى ، وبخاصَّة مَن كان منهم رقيقًا مُستعبَدًا ، وحتى جاء في صحيح الحديث قوله - عليه الصلاة والسلام - : إن ربَّك لَيعجَبُ من أقوامٍ يُجَرُّون إلى الجنة في السلاسل .
وفي الحديث إشارة إلى الأسرى من الكفار الذين كانوا يُقادون إلى بلاد الإسلام في السلاسل والأغلال ، ثم يُوزَّعون حسب رأي الحاكم المسلم على الغزاة الذين كانوا هم الآسرين لهؤلاء الأسرى ، فيصبح هؤلاء الأسرى بطبيعة الأمر خَدَمًا في بيوت المسلمين ، فكان هذا الاستخدام نعمةً كبرى لهؤلاء الأسرى ؛ حيث أنهم جُرُّوا رغم أنوفهم إلى هذه البلاد الإسلامية ، فتعرَّفوا على الإسلام من كَثَب ومن قُرب ، فتجلَّى لهم الإسلام على وجهه الناصع البياض على خلاف ما كانوا يُلقَّنونه في بلادهم من فريات كثيرة ؛ سواء على دين الإسلام أو نبيِّ الإسلام ، فكان اطِّلاعهم هذا على حقيقة الإسلام سببًا لهدايتهم هذه الهداية التي يكون مآلها بالنسبة إليهم أن يدخلوا الجنة ؛ لهذا فنحن لا نجد مانعًا يمنَعُ من استخدام المسلم للكافر إذا كان في حدود الشرع ، وأكبر حجَّة في هذا هو استمرار عمل المسلمين على ذلك ، كما أنه ثَبَتَ العكس ؛ وهو أن المسلمين في عهدهم الأول كانوا يؤاجِّرون أنفسهم لمن ليس بمسلم ، فقد ثبت - مثلًا - في " مسند الإمام أحمد " وغيره : " أن عليًّا - رضي الله عنه - آجَرَ نفسه ليهودي على كلِّ دلو تمرة " ، فإذا جاز هذا مع أن فيه شيء أو نوع من سيادة الكافر على المسلم ؛ فَلَأَن يجوز العكس وهو سيادة المسلم على الكافر من باب أولى .
هذا ما عندي جوابًا على هداك السؤال .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : أهلًا مرحبًا ، كيف حالك ؟
السائل : الله يسلمك .
سائل آخر : ... .
الشيخ : الذي يبدو لي - والله أعلم - أنَّ ما لاحَظَه الشَّيخ في ذاك التحريم إنما هو لِعلمِه بأن النساء المسلمات ربَّات البيوت اللَّاتي يستقدِمْنَ هؤلاء الأجانب لا يقُمْن بواجب التستُّر ، أما إن كان المنع منع عام كما كان بلغني أنه لا يجوز - أيضًا - استعمالهم أو استخدامهم حتى من الرجال لهم ، هذا ممَّا لا نرى هناك ما يبرِّر هذا المنع ، والتاريخ الإسلامي ممتلئ بأنه كان يعيش بين ظهرانَي المسلمين اليهود والنصارى ، وبخاصَّة مَن كان منهم رقيقًا مُستعبَدًا ، وحتى جاء في صحيح الحديث قوله - عليه الصلاة والسلام - : إن ربَّك لَيعجَبُ من أقوامٍ يُجَرُّون إلى الجنة في السلاسل .
وفي الحديث إشارة إلى الأسرى من الكفار الذين كانوا يُقادون إلى بلاد الإسلام في السلاسل والأغلال ، ثم يُوزَّعون حسب رأي الحاكم المسلم على الغزاة الذين كانوا هم الآسرين لهؤلاء الأسرى ، فيصبح هؤلاء الأسرى بطبيعة الأمر خَدَمًا في بيوت المسلمين ، فكان هذا الاستخدام نعمةً كبرى لهؤلاء الأسرى ؛ حيث أنهم جُرُّوا رغم أنوفهم إلى هذه البلاد الإسلامية ، فتعرَّفوا على الإسلام من كَثَب ومن قُرب ، فتجلَّى لهم الإسلام على وجهه الناصع البياض على خلاف ما كانوا يُلقَّنونه في بلادهم من فريات كثيرة ؛ سواء على دين الإسلام أو نبيِّ الإسلام ، فكان اطِّلاعهم هذا على حقيقة الإسلام سببًا لهدايتهم هذه الهداية التي يكون مآلها بالنسبة إليهم أن يدخلوا الجنة ؛ لهذا فنحن لا نجد مانعًا يمنَعُ من استخدام المسلم للكافر إذا كان في حدود الشرع ، وأكبر حجَّة في هذا هو استمرار عمل المسلمين على ذلك ، كما أنه ثَبَتَ العكس ؛ وهو أن المسلمين في عهدهم الأول كانوا يؤاجِّرون أنفسهم لمن ليس بمسلم ، فقد ثبت - مثلًا - في " مسند الإمام أحمد " وغيره : " أن عليًّا - رضي الله عنه - آجَرَ نفسه ليهودي على كلِّ دلو تمرة " ، فإذا جاز هذا مع أن فيه شيء أو نوع من سيادة الكافر على المسلم ؛ فَلَأَن يجوز العكس وهو سيادة المسلم على الكافر من باب أولى .
هذا ما عندي جوابًا على هداك السؤال .
السائل : جزاك الله خير .
الفتاوى المشابهة
- حكم استقدام العمال الكفار - ابن باز
- حكم استقدام العمال وأخذ المال على استقدامهم - ابن عثيمين
- سؤال : هل يجوز استقدام الكفار إلى الجزيرة ال... - ابن عثيمين
- نصيحة لأصحاب الأعمال باستقدام العمال المسلمين - ابن باز
- ما حكم وجود الخدم الرجال والنساء - ومنهم الكفا... - الالباني
- خطر استقدام العمال الكفار - ابن باز
- حكم استقدام النصارى بحجة الخبرة ونحوها - ابن باز
- حكم استقدام الخدم الكفار - ابن باز
- ما رأيكم في فتوى الشيخ ابن باز بتحريم استقدام... - الالباني
- الرأي في فتوى الشيخ ابن باز بتحريم استقدام الخ... - الالباني
- ما رأيكم في فتوى " ابن باز " بتحريم استقدام ال... - الالباني