قصة وقعت للألباني مع أحد المشايخ حول مسألة عدم مشروعية تعدُّد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ونحن عندنا أدلة وشواهد كثيرة جدًّا في مناقشاتنا القديمة قبل انتشار الدعوة السلفية ، أنا أذكر جيِّدًا مرَّة نُقِلَ إلى بعض المشايخ تُوفِّي إلى رحمة الله أني أقول بعدم مشروعية تعدُّد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب ومؤذِّن راتب ، هذه المسألة يعرفها إخواننا ، ومَن لم يعلم فليسأل الذي يعلم ، فلقيتُه أمام المسجد ، قال : أنت تقول كذا وكذا ؟ قلت : نعم . قال : كيف هذا ؟ قلت : بهذا قال الأئمة ، وأتيته بكتاب " الأم " للإمام الشافعي ، وهو شافعي المذهب فعلًا ، فلما قرأت عليه العبارة قال : نحن لا نأخذ بكلام الإمام . قلت له : لماذا ؟ قال : لأنُّو جاء بعد الإمام الشافعي أئمة ودرسوا أقواله ، فوجدوا فيها الراجح والمرجوح ، فنحن نأخذ بما رجَّحوه . أنا أحببت أن ألفت نظره إلى ما يتَّهموننا به ، قلت : إذًا في كلام الشافعي راجح ومرجوح ؟ يعني فيه صواب وفيه خطأ ؟ فجاء مَن بعده فبيَّن صوابه من خطئه ؟ فبُهِت الرجل بهذه المفاجئة ، ثم لفَّ الموضوع وقال : نحن باجوريون ، لسنا شافعيون ، نحن باجوريون ، فهذا واقع كل المقلدين ، فلا الحنفيون اليوم يقلد أبا حنيفة ، ولا الشافعي يقلد الشافعي ، وهكذا سائر المقلدين .
إذًا ما دام لا بد من الرجوع إلى متبوع فنحن متبوعنا محمد - صلوات الله وسلامه عليه - ، ولا يعني هذا أن لا نُقدِّر كلمات الأئمة ، لكن يعني هذا أننا لا نتَّبع الأئمة لذواتهم وأشخاصهم ، أما الرسول فنتَّبعه لذاته ؛ فهو إذا قال كلمة لا نراجعه فيها إطلاقًا ، أما إذا قال إمام من أئمة المسلمين فضلًا عن شيخ من المشايخ المتأخرين إذا قال قولًا فنحن لسنا على مذهب مَن يقول من المشايخ : " مَن قال لشيخه : لمَ ؟ ؛ لا يفلح أبدًا " ، نحن نقول له : لمَ ؟ أيُّ عالم قال قولًا نحن نقول له : لمَ ؟ ما الدليل ؟ ما الحجة من الكتاب والسنة ؟ ذلك لأننا مأمورون باتباع الكتاب والسنة .
فهذه فارقة وفاصل هام بيننا نحن السلفيين الذين نقدِّر الأئمة وبين مقلديهم الذين - أيضًا - يشاركوننا في تقدير الأئمة ، ولكن في اعتقادنا يعطون لهم مزيَّة ما أعطاها الله - عز وجل - لأحد من البشر إلا لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .
إذًا ما دام لا بد من الرجوع إلى متبوع فنحن متبوعنا محمد - صلوات الله وسلامه عليه - ، ولا يعني هذا أن لا نُقدِّر كلمات الأئمة ، لكن يعني هذا أننا لا نتَّبع الأئمة لذواتهم وأشخاصهم ، أما الرسول فنتَّبعه لذاته ؛ فهو إذا قال كلمة لا نراجعه فيها إطلاقًا ، أما إذا قال إمام من أئمة المسلمين فضلًا عن شيخ من المشايخ المتأخرين إذا قال قولًا فنحن لسنا على مذهب مَن يقول من المشايخ : " مَن قال لشيخه : لمَ ؟ ؛ لا يفلح أبدًا " ، نحن نقول له : لمَ ؟ أيُّ عالم قال قولًا نحن نقول له : لمَ ؟ ما الدليل ؟ ما الحجة من الكتاب والسنة ؟ ذلك لأننا مأمورون باتباع الكتاب والسنة .
فهذه فارقة وفاصل هام بيننا نحن السلفيين الذين نقدِّر الأئمة وبين مقلديهم الذين - أيضًا - يشاركوننا في تقدير الأئمة ، ولكن في اعتقادنا يعطون لهم مزيَّة ما أعطاها الله - عز وجل - لأحد من البشر إلا لمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم الجماعة الثانية في مسجد له مؤذن راتب وإ... - الالباني
- بيان اتِّفاق الأئمة على عدم مشروعية تكرار الجم... - الالباني
- ذكر اتفاق الأئمة على عدم مشروعية تكرار الجماعة... - الالباني
- عدم جواز تعدد الجماعة في المسجد الواحد هو الذي... - الالباني
- ذكر الشيخ إتفاق الأئمة على عدم مشروعية تكرارال... - الالباني
- ما حكم تعدد الجماعة في مسجد راتب وله إمام.؟ - ابن عثيمين
- تتمَّة الكلام حول سبب عدم مشروعية تعدُّد الجما... - الالباني
- ما حكم تعدُّد الجماعة في المسجد الذي له إمام ر... - الالباني
- ذكر قصة وقعت للشَّيخ حول مسألة تكرار الجماعة ف... - الالباني
- قصة وقعت للألباني مع أحد العلماء حول مسألة عدم... - الالباني
- قصة وقعت للألباني مع أحد المشايخ حول مسألة عدم... - الالباني