تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمَّة الكلام حول سبب عدم مشروعية تعدُّد الجما... - الالبانيالشيخ : لعلي شردت كثيرًا عن الموضوع ، كنت أتكلم في الجماعة الثانية ، وقلنا : إن هذه الجماعة الثانية إذا ما اعتقدها المسلم كانت سببًا صارفًا له عن الاهتم...
العالم
طريقة البحث
تتمَّة الكلام حول سبب عدم مشروعية تعدُّد الجماعة في المسجد الواحد الذي له إمام راتب .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : لعلي شردت كثيرًا عن الموضوع ، كنت أتكلم في الجماعة الثانية ، وقلنا : إن هذه الجماعة الثانية إذا ما اعتقدها المسلم كانت سببًا صارفًا له عن الاهتمام بالجماعة الأولى التي هي التي أُمِرنا بها في القرآن وفي السنة كما شرحنا لكم آنفًا .
إذًا فحكمة التشريع تقتضي سدَّ باب التجميع بعد الجماعة الأولى ؛ لأن تشريع جواز التجميع بالجماعة الثانية والثالثة إلى آخره سبب لصرف الناس عن الجماعة الأولى ، وأكبر دليل على ذلك من حياتنا الواقعية أنَّنا نجد المساجد على رحبها وسعتها يوم الجمعة تغصُّ بالمصلين ؛ حتى القسم الخارج من المسجد المسمَّى بالصحن ، وحتى في كثير من المساجد الطرقات تنقطع ؛ لماذا ؟ لأنه استقَرَّ في نفوس هؤلاء الذين يصلون الجمعة أن لا جمعة ثانية ؛ لأنهم لو اعتقدوا ذلك لَتقاعسوا عن الجماعة الأولى ، وقالوا في أنفسهم : إن فاتَتْنا الجماعة الأولى في الجمعة فسنجد إمامًا وخطيبًا ثانيًا ، وهكذا دواليك ، فلما .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

السائل : ... .

عيد عباسي : تقدم أنت شوي كمان ـ تقدَّم شوي معليش ... .
...

الشيخ : أقول : فاقتضت حكمة التشريع لِمَا ذكرنا آنفًا سد باب التجميع لصلاة الجماعة التجميع الثاني كما فعل الشرع - أيضًا - كذلك بصلاة الجمعة ، ولكن الذي وقع أن وُجِدَت آراء من بعض العلماء يُجوِّزون الجماعة الثانية في صلاة الجماعة دون الجمعة ، ثم تبنَّت هذه الفكرة بعضُ الناس لمَّا وجدوها مناسبة لِانغماسهم بأمور دنياهم ، فأصبحت مع الزمن مذهبًا شائعًا بين عامة المسلمين تجد صلاة العصر - ولا أقول : الظهر - تجد صلاة العصر تُصلى جماعة في المسجد الأموي عندنا - وربما أيضًا عندكم ؛ فالداء والمرض واحد - وأذان المغرب يؤذِّن ، عندنا صلاة الجماعة هي صلاة العصر تُصلى والمؤذِّن يؤذِّن أذان المغرب ؛ لماذا ؟ لأن الناس تكالبوا على دنياهم ، فصَرَفَهم ذلك على أن يتبنَّوا بعض الآراء التي تُساعدهم في هذا الانغماس في دنياهم .
أنا أعرف هذا من نفسي ؛ فقد كنتُ يومًا ما أنا طبعًا ككل الناس ما أحد وُلِد عالمًا ؛ لا سيما على طريقة الكتاب والسنة ، فأنا ككثير من طلاب العلم درس الفقه على المذهب الذي نشأ عليه ، فأنا درست المذهب الحنفي ، فوجدت فيه مشروعية الجماعة الثانية في الآراء التي تبنَّتها اليوم كثير من المتأخِّرين خلافًا للأئمة المتقدمين على ما شرحنا لكم سابقًا ، فكنت وأنا في عملي في دكَّاني في تصليح الساعات أسمع المؤذِّن يقول : " حي على الصلاة ، حي على الفلاح " والساعة أصلِّحها في يدي ، فأقول - في نفسي هذا - أقول : إيه حتى أخلِّصها ، ويمكن ما راح تطوِّل معي ، فعقلي يحاسب نفسي ، فيقول : طيب ، بركي تحمَّلت معك زمن كان هذا سببًا لإضاعة الصلاة ؟ إي نلاقي إمام ثاني بيصلي فينا إمام ، طيب بركي ما لقيت حدا ؟ بأرجع بأقول لنفسي ، هذا يشهد الله كان يقع في نفسي ، ولكن ذهب ذلك عن نفسي - والحمد لله - بعد أن هداني الله تمامًا ، فأقول : إن لم أجِدْ إمامًا في المسجد ، مو عاجبك أنت نفسك حالك ؟ أنت طالب علم ، وأنت ختمت القرآن على والدك إلى آخره ؛ فأنت تصلي بالناس إمامًا ، وكنت أفعل هكذا ، تنتهي الساعة وانتهت الصلاة ولما أجد أنُّو الصلاة انتهت ، إي كمان تأخر شوية في عندي ساعة مستعجلة ، في واحد في كذا ؛ فأصلي صلاة الظهر قُبيل العصر ، وصلاة العصر قُبيل المغرب وهكذا ، وجماعة مو ثانية ولا ثالثة ، الله أعلم برقمها .
فلما استقرَّ في قلبي فكرة أخرى غير تلك الأولى ؛ وهي أنه لا جماعة ثانية ، فأصبحت بفضل الله ورحمته قلَّما تفوتني الجماعة الأولى ، لماذا ؟ لأني أعلم أنه إذا فاتَتْني هذه الجماعة فلا عَوَضَ لي بديلها ، والعكس من ذلك سابقًا ؛ أقول : إن فاتَتْني فهناك جماعة ثانية وثالثة ، فلما تبدَّلت الفكرة القائمة في نفسي تبدَّل منطلقي في حياتي ، ففي السابق كنت لا أهتم بالجماعة الأولى ، وأقل ما أضيِّع بهذه الفكرة السابقة أنُّو الجماعة الأولى باتفاق الجميع أفضل من الثانية والثالثة باتفاق الجميع .
فلما قامت الفكرة الصحيحة في نفسي مكان السابقة ونَسَخَتْها تطوَّر عملي في خصوص هذه المسألة ، فأصبحت حريصًا على صلاة الجماعة ؛ لأني علمت أنها إن فاتَتْني فاتَني الخير ولا عِوَض لي .

Webiste