تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت) - ابن عثيمين[تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت)]قال تعالى: وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق:٢] (وأذنت) بمعنى: استمعت وأطاعت أمر ربها عز وجل أن تنشق؛ فانش...
العالم
طريقة البحث
تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (وأذنت لربها وحقت)]

قال تعالى: وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق:٢] (وأذنت) بمعنى: استمعت وأطاعت أمر ربها عز وجل أن تنشق؛ فانشقت مع أنها كانت كما وصفها الله تعالى سبعاً شداداً قوية، كما قال تعالى: وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ [الذاريات:٤٧] أي: بقوة، وقال: وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً [النبأ:١٢] فهذه السماء القوية العظيمة تنشق يوم القيامة وتنفرج بإذن الله سبحانه وتعالى، وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق:٢] أي: وحق لها أن تأذن -أي: تسمع وتطيع- لأن الذي أمرها ربها وخالقها عز وجل، فتسمع وتطيع؛ كما أنها سمعت وأطاعت في ابتداء خلقها، قال الله تبارك وتعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصلت:١١] .
فتأمل أيها الآدمي البشر الضعيف كيف كانت هذه المخلوقات العظيمة تسمع وتطيع لله عز وجل بهذه الطاعة العظيمة في ابتداء الخلق وفي انتهاء الخلق، ثم قال: وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ [الانشقاق:٢] تأكيداً لاستماعها لربها وطاعتها له.

Webiste