تفسير قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد)]
قال تعالى: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ [الفجر:١٠] فرعون هو: الذي أرسل الله إليه موسى عليه الصلاة والسلام، وكان قد استذل بني إسرائيل في مصر يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، وقد اختلف العلماء في السبب الذي أدى به إلى هذه الفعلة القبيحة، لماذا يُقتل الأبناء ويبقي النساء؟ قال بعض العلماء: إن كهنته قالوا له: إنه سيولد في بني إسرائيل مولود يكون هلاكك على يده، فصار يقتل الأبناء ويستبقي النساء.
ومن العلماء من قال: إنه فعل ذلك من أجل أن يُضْعِفَ بني إسرائيل؛ لأن الأمة إذا قتلت رجالها واستبقيت نساؤها ذلت بلا شك، فالأول تعليل أهل الأثر والثاني تعليل أهل النظر -أهل العقل- ولا يبعد أن يكون الأمران جميعاً قد صارا علةً لهذا الفعل، ولكن بقدرة الله عز وجل أن هذا الرجل الذي كان هلاك فرعون على يده تربى في نفس بيت فرعون، فإن امرأة فرعون التقطته وربته في بيت فرعون، الذي استكبر في الأرض وعلا فيها وقال لقومه: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:٢٤] وقال لهم: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:٣٨] وقال لهم: أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ [الزخرف:٥٢] أي: موسى وَلا يَكَادُ يُبِينُ [الزخرف:٥٢] فأنكر الألوهية وأنكر الرسالة، قال الله تعالى: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ [الزخرف:٥٤] وتعلمون أنه قال لقومه مقرراً لهم عظمته وسلطانه: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ [الزخرف:٥١] افتخر بالأنهار التي تجري من تحته وهي مياه، فأهلكه الله تعالى بجنسها حيث أغرقه وقومه في البحر الأحمر.
فقوله تعالى: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ أي: ذي القوة؛ لأن جنوده كانوا له بمثابة الوتد، والوتد كما نعلم تربط به حبال الخيمة فتستقر وتثبت، فافتخر فرعون بجنوده وملكه.
قال تعالى: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ [الفجر:١٠] فرعون هو: الذي أرسل الله إليه موسى عليه الصلاة والسلام، وكان قد استذل بني إسرائيل في مصر يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم، وقد اختلف العلماء في السبب الذي أدى به إلى هذه الفعلة القبيحة، لماذا يُقتل الأبناء ويبقي النساء؟ قال بعض العلماء: إن كهنته قالوا له: إنه سيولد في بني إسرائيل مولود يكون هلاكك على يده، فصار يقتل الأبناء ويستبقي النساء.
ومن العلماء من قال: إنه فعل ذلك من أجل أن يُضْعِفَ بني إسرائيل؛ لأن الأمة إذا قتلت رجالها واستبقيت نساؤها ذلت بلا شك، فالأول تعليل أهل الأثر والثاني تعليل أهل النظر -أهل العقل- ولا يبعد أن يكون الأمران جميعاً قد صارا علةً لهذا الفعل، ولكن بقدرة الله عز وجل أن هذا الرجل الذي كان هلاك فرعون على يده تربى في نفس بيت فرعون، فإن امرأة فرعون التقطته وربته في بيت فرعون، الذي استكبر في الأرض وعلا فيها وقال لقومه: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:٢٤] وقال لهم: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:٣٨] وقال لهم: أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ [الزخرف:٥٢] أي: موسى وَلا يَكَادُ يُبِينُ [الزخرف:٥٢] فأنكر الألوهية وأنكر الرسالة، قال الله تعالى: فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ [الزخرف:٥٤] وتعلمون أنه قال لقومه مقرراً لهم عظمته وسلطانه: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ [الزخرف:٥١] افتخر بالأنهار التي تجري من تحته وهي مياه، فأهلكه الله تعالى بجنسها حيث أغرقه وقومه في البحر الأحمر.
فقوله تعالى: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ أي: ذي القوة؛ لأن جنوده كانوا له بمثابة الوتد، والوتد كما نعلم تربط به حبال الخيمة فتستقر وتثبت، فافتخر فرعون بجنوده وملكه.
الفتاوى المشابهة
- فوائد قوله تعالى : << إن فرعون علا في الأرض... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وعاد وفرعون وإخوان لوط) - ابن عثيمين
- ذكر قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( وإذ نجيناكم من آل فرعو... - ابن عثيمين
- قصة فرعون مع موسى عليه الصلاة و السلام وبني... - ابن عثيمين
- هل صحيح أن فرعون موسى من العرب .؟ - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (فرعون وثمود) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (ولقد جاء آل فرعون النذر. - ابن عثيمين
- ذكر قصة هلاك فرعون. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى " وفرعون ذي الأوتاد " إلى ق... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وفرعون ذي الأوتاد) - ابن عثيمين