تفسير قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
[تفسير قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود)]
قال تعالى: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ [ق:١٢-١٤] :- ذكر الله هؤلاء المكذبين لفائدتين: الفائدة الأولى: تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ليس أول رسول كُذِّب، بل قد كُذِّبَت الرسل من قبله، كما قال تعالى: مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ [فصلت:٤٣] فقيل: إنه شاعر، وقيل: إنه مجنون، وقيل: إنه كاهن، وقد قال الله تعالى: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات:٥٢] .
هذه فائدة لذكر قصص الأمم السابقة، وهي تسلية النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإنسان إذا رأى غيره قد أصيب بمثل مصيبته، يتسلى بلا شك، وتهون عليه المصيبة.
الفائدة الثانية: تحذير المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال في آخر ما ذكر: كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ [ق:١٤] ، أي: حق عليهم وعيد الله بالعذاب، وقد قال عز وجل: فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [العنكبوت:٤٠] أي: كل واحد من هذه الأمم جُوْزِي بمثل ذنبه فعوقب بمثل ذنبه.
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ، قوم نوح كذبوا نوحاً عليه الصلاة والسلام وقد لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، تسعمائة وخمسون سنة وهو يدعوهم إلى الله عز وجل؛ ولكن لم يستفيدوا من ذلك شيئاً، كلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم -أي: غطوا- واستكبروا استكباراً، وبقي فيهم هذه المدة، وقد قال الله تعالى في النهاية: وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود:٤٠] .
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ أصحاب الرس: قوم جاءهم نبيهم ولكنهم قتلوه بالرس، وهي البئر، أي: حفروا بئراً ودفنوه، هذا قول، والقول الثاني: أصحاب الرس: قوم حول ماء، وليسوا بالكثرة الكاثرة، ومع هذا كذبوا رسولهم.
وَثَمُوْدُ وهم قوم صالح في بلاد الحِجر المعروفة، كذبوا صالحاً وقالوا: ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف:٧٧] وهذا تحدٍّ، فماذا فعل الله بهم؟ أرسل عليهم صيحة ورجفة، فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ [هود:٦٧] .
قال تعالى: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ [ق:١٢-١٤] :- ذكر الله هؤلاء المكذبين لفائدتين: الفائدة الأولى: تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ليس أول رسول كُذِّب، بل قد كُذِّبَت الرسل من قبله، كما قال تعالى: مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ [فصلت:٤٣] فقيل: إنه شاعر، وقيل: إنه مجنون، وقيل: إنه كاهن، وقد قال الله تعالى: كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ [الذاريات:٥٢] .
هذه فائدة لذكر قصص الأمم السابقة، وهي تسلية النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإنسان إذا رأى غيره قد أصيب بمثل مصيبته، يتسلى بلا شك، وتهون عليه المصيبة.
الفائدة الثانية: تحذير المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال في آخر ما ذكر: كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ [ق:١٤] ، أي: حق عليهم وعيد الله بالعذاب، وقد قال عز وجل: فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [العنكبوت:٤٠] أي: كل واحد من هذه الأمم جُوْزِي بمثل ذنبه فعوقب بمثل ذنبه.
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ، قوم نوح كذبوا نوحاً عليه الصلاة والسلام وقد لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، تسعمائة وخمسون سنة وهو يدعوهم إلى الله عز وجل؛ ولكن لم يستفيدوا من ذلك شيئاً، كلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم -أي: غطوا- واستكبروا استكباراً، وبقي فيهم هذه المدة، وقد قال الله تعالى في النهاية: وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود:٤٠] .
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ أصحاب الرس: قوم جاءهم نبيهم ولكنهم قتلوه بالرس، وهي البئر، أي: حفروا بئراً ودفنوه، هذا قول، والقول الثاني: أصحاب الرس: قوم حول ماء، وليسوا بالكثرة الكاثرة، ومع هذا كذبوا رسولهم.
وَثَمُوْدُ وهم قوم صالح في بلاد الحِجر المعروفة، كذبوا صالحاً وقالوا: ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف:٧٧] وهذا تحدٍّ، فماذا فعل الله بهم؟ أرسل عليهم صيحة ورجفة، فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ [هود:٦٧] .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى : (( مثل دأب قوم نوح وعاد و... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( كذبت قبلهم قوم نوح وال... - ابن عثيمين
- معنى قوله " كذبت قبلهم قوم نوح ...... فحق وعيد" - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وثمود فما أبقى) - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وقوم نوح من قبل إنهم كانوا. - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وقوم نوح من قبل. - ابن عثيمين
- كيف الجمع بين قوله تعالى:{كذبت قوم نوح المرس... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى : (( مثل دأب قوم نوح وعاد و... - ابن عثيمين
- تفسير قوله الله تعالى:(( كَذَّبَتْ قَبْلَهُم... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب... - ابن عثيمين