الشيخ : وأنزلنا من السماء ماء طهورا وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد والحديد والأنعام والماء كلها مخلوقة فلا يلزم من نزول الشيء من الله أن يكون غير مخلوق فما هو الجواب على هذه الشبهة التي أوردها الجهمية والمعتزلة على أهل السنة ? الجواب : أن يقال المنزل قسمان قسم قائم بذاته وقسم لا يقوم إلا بغيره فالقائم بذاته يكون مخلوقا فالماء النازل من السماء جرم محسوس نشاهده قائم بذاته والأنعام ثمانية أزواج قائمة بذاتها ولا لا ، ما هي ثمانية الأزواج من الأنعام من يفسرها لي مستدلا بآية من كتاب الله ?

السائل : ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين .

الشيخ : أحسنت ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين وش معنى اثنين ذكر وأنثى طيب بارك الله فيك وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد الحديد عين قائمة بنفسها ولا لا ، عين قائمة بنفسها لكن القرآن هل هو عين قائمة بنفسها أو هو كلام ؟ كلام القرآن كلام، والكلام لا يقوم إلا بمتكلم لا يقوم إلا بمتكلم إذا كان لا يقوم إلا بمتكلم لزم أن يكون الكلام صفة المتكلم وصفات الخالق غير مخلوقة كما أن صفات المخلوق مخلوقة سمع الإنسان وبصره وقدرته وقوته كلها مخلوقة لكن سمع الله وبصره وقوته وكلامه غير مخلوق واضح يا جماعة وبهذا بطلت شبهة هؤلاء الجهمية والمعتزلة وتبين أن القرآن كلام الله وأنه صفة من صفاته وأنه غير مخلوق تنزيل من رب العالمين هذا ما أريد أن أتكلم عليه فيما سمعناه من كتاب الله عز وجل الذي تلاه أئمتنا واستمعنا إليه.