الشيخ : إلا أن هناك ملاحظة لا بد من ذكرها وهي : أن النهي معقول المعنى وليس تعبُّديًّا غير معقول المعنى ، وأظن تعرف هذا الاصطلاح ولا بعيد عنك ؟

السائل : لأول مرة أسمعه .

الشيخ : لأول مرة بارك الله فيك طالب العلم لا يستحي أن يقول لا أعلم في شيء ، بل هو نصف العلم ، نصف العلم لا أدري ، لاشك أن الأحكام الشرعية تنقسم من حيث كونها معقولة المعنى لدى عقول البشر وكونها غير معقولة بمعنى أنها تعبدية محضة يعني ربنا أراد كذا ليه ؟ ما ندري وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا الصلوات مثلًا ثنائية وثلاثية ورباعية سرية وجهرية ليش ؟ ما ندري ، هيك ربنا تعبدنا ، هذا النوع من العبادات يسميه العلماء بأنه غير معقول تعبدي غير معقول المعنى ، في عبادات أخرى معقولة المعنى لا يتوقف العقل البشري خاصة إذا كان مسلما وبصورة أخص إذا كان عالمًا أو طالب علم على الأقل ، رأسا يفهم إنه هذا إنما شرع أو إنما نهي لكذا ، مع أنه كذا غير منصوص عليه صراحة ، أكثر المعاملات من هذا القبيل المعاملات .

السائل : نعم .

الشيخ : مش العبادات ، المعاملات مثلًا : " نهى عن التجسس " مش مفهوم ليش نهى عن التجسس ؟! معقول المعنى . نهى عن الغش : مَن غشَّنا فليس منَّا إلى آخره ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : يا أيها الناس ، كلُّكم يناجي ربه ، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة ؛ إذًا أنت دخلت المسجد والناس يصلون ما يجوز لك أن تنتصب على المنبر أو على الكرسي وتفرض شخصك عليهم بتلاوة خاشعة من القرآن ، أو بدرس تلقيه على الحاضرين دون سابق إعلام حتى يتهيَّؤوا لسماع هذا الكلام ، هذا فيه إضرار بالموجودين في المسجد ؛ لذلك جاء في بعض الروايات الصحيحة تمامًا للحديث السابق : فلا يجهَرْ بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين تؤذوا المؤمنين .