تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما الفرق بين الأمر التعبدي والأمر المعقول المع... - الالبانيوإلا نحن ليس لنا أن نتحكم على الشارع الحكيم الذي هو رب العالمين ، فنقول مثلا لماذا فرض صلاة الفجر ركعتين ، والمغرب ثلاث ركعات وبقية الصلوات أربعًا أربعا...
العالم
طريقة البحث
ما الفرق بين الأمر التعبدي والأمر المعقول المعنى ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
وإلا نحن ليس لنا أن نتحكم على الشارع الحكيم الذي هو رب العالمين ، فنقول مثلا لماذا فرض صلاة الفجر ركعتين ، والمغرب ثلاث ركعات وبقية الصلوات أربعًا أربعا أربعًا ، ولماذا جعل بعضها سرًا وبعضها جهرًا ، وبعضها جمع فيها بين الجهر والسر ، نقول رب العالمين يكلف عباده ما يشاء وليس من المفروض في الإنسان كل الإنسان أنه يستطيع أن يحيط بكل شيئًا علما صح ولا لا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : وأظنك معي فيمن يقول من الأوربيين أنفسهم ، " ما ازددنا يومًا علمًا إلا ازددنا معرفة بجهلنا " صح؟ حقيقة علمية هذه.
فإذن ومن هنا قال الإمام الزمخشري رحمه الله :
" ما للتراب وللعلوم وإنما * يسعى ليعلم أنه لا يعلم "
إذا كان الأمر كذلك فرب العالمين الذي أحاط بكل شيءٍ علماً إذا أخبرنا على لسان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام المعصوم إن هذا طاهر وهذا نجس ليس لنا أن نتطاول على رب العالمين ونقول لماذا هذا طاهر ولماذا هذا نجس بل يجب علينا فوراً أن نسلم تسليماً أن هناك فرقاً بين هذا الذي هو طاهر شرعاً وبين الذي هو نجس شرعاً سواءً عرفنا هذا الفرق أو ما عرفنا هذا الفرق يعني شأن الإنسان المسلم مع ربه شأن أي إنسان مع طبيبه. طبيبه إذا حكم على إنسان ما إن هذه الأصبع يجب بترها ليس له أن يقول له لم ؟ لأنه جاهل بالنسبة إليه ، أنا بسألك هل تستطيع أن تفهم كل انسان عن كل علة بسألك عنها من ناحية طبية؟

السائل : لا ما بقردش أفهمه لكن أعطيه الفكرة اللي يقدر هو يفهما؟
الشيه ايه لكن ما بتقدر بكل شيء.

السائل: طبعا على مستوى استيعابه بفهمه الاشي اللي

الشيخ : فهمت لكن ما تستطيع تفهمه كل شيء ، مثل ما عم نحكي هلأ، الدخان بنقدر نفهمك إنه ليش الدخان حرام لأنه مضر ، لكن قد يكون هناك شيء آخر ما بنعرف ليش ليه. ما عندنا جواب إلا هيك رب العالمين حكم ، فحينئذٍ يجب على المسلم أن يثبت لنفسه أنه مؤمن حقاً لأن الله عز وجل يقول : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما اليوم أي قانون يوضع على وجه الأرض ، بل وأي دستور يوضع لا بد أنه تكون القضية نسبية . الدستور عند زيد من الناس معقول ، وعند بكر من الناس غير معقول ؟ لأن العقول متفاوتة ، صح ولا لا ؟

السائل : صح .

الشيخ : لكن حكم رب العالمين لا يوزن بهذا الميزان أبداً ، ولذلك فبالنسبة لموضوع ليش البول نجس وليش الدمع ليس بنجس ؟ الجواب أولاً : لأن الشرع قال هذا نجس وهذا طاهر . ثانياً أمر واقع ملموس الطعم يختلف اللون يختلف الرائحة تختلف الإنسان لما تدمع عيونه مش مثل أصابه البول أو مثلاً الغائط أصاب ثيابه ، يتطلع الرائحة المنتنة إلى آخره . فهذا الفرق واضح ملموس لمس اليد ، فهنا لا يرد مثلاً أن يقال لماذا حكم بنجاسة هذا وبطهارة هذا. أما المثال السابق اللي ذكرته آنفاً أن الصبح ركعتين ليه ؟ ما نعرف . هيك ربنا حب بنعبدنا . فنحن لازم نخضع ، أما قضية البول نجس والدمع طاهر ، هذه حقيقة كالشمس في رابعة النهار في فرق بينهما ، بجوز أنت كيميائياً تقول مثل بعضهم ، أنا بعقلي بقول لا مومثل بعضهم ، لأن نسب الأجزاء الموجودة مختلفة .

السائل : مختلفة .

الشيخ : مو هيك ؟ من هنا جاء الفرق ، وهذا أمر كيمائي معروف تماماً .
طالب آخر : وبعدين في شغلة ثانية بجوز يكون لها علاقة وهي طريقة الإفراز اللي بتحكوا عنها أنه الدمع غدة صماء ما لهاش قنوات ما لهاش كذا بينما هذاك بمر بمليون شغلة .

الشيخ : معليش بس هذه أشياء خفية دكتور ، الله يكلف عباده بما ايشك بما يعرفون وبما هو مستطاع أن يعقلوه ويفهموه ، لذلك من الآثار المنقولة عن بعض السلف وهو الخليفة الراشد على بن أبي طالب قال : " كلموا الناس على قدر عقولهم ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " ربنا عز وجل جعل الدين يسراً منشان الناس أصحاب الفطر السليمة ، تتقبل هذا الدين بقبول حسن ، لكن أحياناً تصدر من بعض العلماء بعض الأحكام باجتهادات منهم ، هذه الاجتهادات غير مقبولة على الأقل عند بعض الناس ، وقد تكون غير مقبولة أيضاً في حكم الشرع الصحيح ، لكن هذا يحتاج إلى من يعرف أحكام الشريعة المنصوص عليها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

Webiste