تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل تفجير الرجل نفسه ليقتل الكفار يعتبر انتحا... - ابن عثيمينالسائل : يقول : فضيلة الشيخ علمت حفظك الله ما حصل يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهوديا على يدي أحد مجاهدي حماس وجرح فيه قريبا من خمسين وذلك...
العالم
طريقة البحث
هل تفجير الرجل نفسه ليقتل الكفار يعتبر انتحارا أم جهادا في سبيل الله.؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول : فضيلة الشيخ علمت حفظك الله ما حصل يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهوديا على يدي أحد مجاهدي حماس وجرح فيه قريبا من خمسين وذلك أن هذا المجاهد لف على نفسه متفجرات ودخل في إحدى حافلاتهم ففجرها وهو إنما فعل ذلك، أولا : لأنه هو بنفسه إن لم يقتل اليوم قتل غدا لأن أشد شيء على اليهود الشباب الملتزم، ثانيا : أن الحادث الذي مر في الخليل يريد أولئك المجاهدون أن ينتقموا من اليهودي منه، ثالثا : أنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم وغيرهم من النصارى على القضاء على الحماس الموجود في فلسطين فهل هذا الفعل منه يعتبر انتحار أو يعتبر جهادا؟ وما نصيحتك في مثل هذه الحال لأننا إذا علمنا أن هذا أمرا محرما لعلنا نبلغه إلى إخواننا هناك وفقك الله .؟

الشيخ : هذا الذي وضع على نفسه هذا اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفس الرجل، لا شك أنه هو الذي تسبب لقتل نفسه ولا يجوز مثل هذا الحال إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام لا لقتل أفراد من الناس لا يمثلون الرؤساء ولا يمثلون القادة لليهود، أما إن كان هناك نفع عظيم للإسلام لكان ذلك جائزا، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ذلك وضرب بهذا مثلا بقصة الغلام المؤمن الذي كان في أمة يحكمها رجل مشرك كافر فأراد أن يقتل هذا الحاكم المشرك الكافر فحاول عدة مرات، مرة يلقى من أعلى جبل هذا الرجل ومرة يلقى في البحر، ولكنه كلما فعل ما يهلك به هذا الرجل نجا، فتعجب الملك الحاكم فقال له يوما من الأيام : أتريد أن تقتلني؟ قال : نعم، وما فعلت هذا إلا لقتلك قال : اجمع الناس كلهم ثم خذ سهما من كنانتي واجعله في القوس ثم ارمني به ولكن قل : بسم رب هذا الغلام، وكانوا إذا أرادوا أن يسموا بسم الملك، لكن قال : قل بسم رب هذا الغلام، فجمع الناس قال : سهلة ليس علي فيه مشقة إلا جمع الناس، جمع الناس ثم أخذ سهما من كنانته فوضعها في القوس وقال بسم رب هذا الغلام وأطلق القوس، فضربه فهلك فصاح الناس كلهم الرب رب الغلام، الرب رب الغلام ، وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك أنكروا، لماذا لأنهم قالوا هذا الرجل المشرك الحاكم فعل كل ما يمكن أن يهلك به هذا الغلام ولم يهلك ولما جاءت كلمة واحدة بسم رب هذا الغلام هلك، إذا مدبر الكون هو هذا الحاكم ولا الله ؟ الله، فآمن الناس، يقول شيخ الإسلام : " هذا حصل فيه نفع كبير ولا؟ نفع كبير للإسلام " وإلا من المعلوم أن الذي تسبب بقتل نفسه هو هذا الرجل لا شك لكنه حصل به نفع كبير آمنت أمة كاملة فإذا حصل مثل هذا فيقول الإنسان أنا أفدي نفسي بل أنا أفدي ديني بنفسي ولا يهمني، أما مجرد أن يقتل عشرة أو عشرين أو ثلاثين، ثم ربما تأخذ اليهود بالثأر فتقتل مئات، ولولا ما يحاولون اليوم من عقد الصلح والسلام كما يقولون لرأيت فعالهم في الانتقام من الفلسطينيين بهذه الفعلة التي فعلها هذا الرجل . نعم

Webiste