تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أسباب الكسوف. - ابن عثيمينالشيخ : أسباب الكسوف نوعان : نوع شرعي لا يُطلع عليه إلا بالوحي، ونوع طبيعي يطلع عليه علماء الفلك ويعرفونه ويقدرونه بحساب لا يزيد دقيقة ولا ينقص دقيقة. و...
العالم
طريقة البحث
أسباب الكسوف.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أسباب الكسوف نوعان : نوع شرعي لا يُطلع عليه إلا بالوحي، ونوع طبيعي يطلع عليه علماء الفلك ويعرفونه ويقدرونه بحساب لا يزيد دقيقة ولا ينقص دقيقة. وهذا العلم الفلكي، وهذا السبب الفلكي معلوم عند العلماء، تكلم فيه العلماء قديماً كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. وبينوا أن هذه الأسباب معلومة يعرفها أهل الفلك، علماء الهيئة، يعني : علماء الفلك. ويقدرونها ستكون في الساعة الفلانية في اليوم الفلاني أو في الليلة الفلانية. وذلك لأن جريان الشمس والقمر بتقدير العزيز العليم عز وجل لا يختلف. ولا يمكن أن يتقدم أو يتأخر. قال الله تبارك وتعالى : وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ . هذه الأسباب الطبيعية قد لا يتكلم عنها الوحي من الكتاب والسنة بكلام كثير، لأنها موكولة إلى العلم وتقدمه. وليست ذات فائدة كبيرة. أما السبب الثاني : السبب الشرعي الذي لا يُطلع عليه إلا بالوحي فهذا هو المهم، هذا هو المهم. وهذا السبب الشرعي لا يعرفه هؤلاء الفلكيون. بل هم من أجهل الناس به. السبب الشرعي : هو عقوبات انعقدت أسبابها. ولكن الله سبحانه وتعالى برحمته رفعها عن العباد وخوفهم منها بهذا الخسوف سواء في الشمس أو في القمر. أسبابها إيش؟ عقوبات انعقدت أسبابها. فكسفت الشمس أو القمر تخويفاً للعباد وإنذاراً لهم. نحن لا يمكن أن ندرك هذا بحساب ولا بتفكير. لا يدرك هذا إلا عن طريق إيش؟ الوحي. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبرنا قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته . وكانوا في الجاهلية يعتقدون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم أو حياة عظيم. وسبحان الله الحكيم العليم! صادف كسوف الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اليوم الذي توفي فيه إبراهيم رضي الله عنه. إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توفي فكسفت الشمس. فماذا قال الناس؟ قالوا : كسفت الشمس لموت إبراهيم. فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذه العقيدة، أبطلها إبطالاً تاماً، لأن الأفلاك والعالم العلوي لا تتأثر بما يكون في العالم السفلي أبداً. هي أفلاك عليا ما تتأثر بما يكون في العالم السفلي. ولذلك تحدث الحروبات والأوبئة وغيرها من الفضائع العظيمة لكن هل تتأثر الأفلاك بذلك؟ أجيبوا. لا. تكون زلازل وتكون حروب ويكون الفقر والأمراض وغيرها، لكن الشمس هي الشمس، والقمر هو القمر، والنجوم هي النجوم، وسيرها هو سيرها، بل الغمام هو الغمام، والمطر هو المطر. لكنّ الله عز وجل يحدث في العالم العلوي ما يكون سبباً لتخويف العالم السفلي وهو الكسوف. تبين الآن أن للكسوف سببين : الأول، الأخ قم. الكسوف له سببان : الأول : سبب شرعي. والثاني : سبب طبيعي. طيب. أحسنت. استرح. ما هو السبب الشرعي؟ قم يا.
الطالب : عقوبات انعقدت أسبابها ورفعها الله ... .

الشيخ : أحسنت. بارك الله فيك. عقوبات انعقدت أسبابها، يعني أن الناس فعلوا معاصي يستحقون أن يعاقبوا عليها، فيجعل الله هذا الكسوف إنذارا وتخويفا. هذا سبب شرعي. أما السبب الطبيعي فهو معلوم عند علماء الفلك يعرفونه بالساعة والدقيقة، والليل والنهار. لكن هذا لا يعنينا كثيراً. الذي يعنينا كثيراً ويهمنا هو الذي لا يعلم إلا عن طريق الوحي وهو السبب الشرعي.

Webiste