في الآونة الأخيرة ظهرت عندنا عادة ونستطيع أن نسميها بدعة وهي عندما يموت شخص يرفعون صوت قراءة القرآن بالمكبرات في بيت العزاء وعندما يحملونه بسيارة الموتى للمقبرة فإنهم أيضا يرفعون صوت القراءة غالبا بالمكبرات حتى صار الواحد لمجرد سماعه القرآن يتبادر لذهنه أن هناك ميتا فيتشاءم من سماعه القرآن وبالأحرى أصبح لا يفتح على قراءة القرآن إلا عند موت إنسان ما حكم هذه الظاهرة الغريبة فضيلة الشيخ وهل لكم من كلمة خير توجهونها للناس حتى لا يبتعدوا أكثر وأكثر عن القرآن الكريم ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : في الآونة الأخيرة ظهرت عندنا عادة ونستطيع أن نسميها بدعة وهي عندما يموت ميت يرفعون صوت قراءة القرآن بالمكبرات في بيت العزاء ، وعندما يحملونه بسيارة الموتى للمقبرة فإنهم أيضا يرفعون صوت القراءة غالبا بالمكبرات حتى صار الواحد لمجرد سماعه القرآن أن يتبادر لذهنه أن هناك ميتا فيتشاءم من سماعه القرآن ، وبالأحرى أصبح لا يفتح على قراءة القرآن إلا عند موت إنسان ، ما حكم في هذه الظاهرة الغريبة فضيلة الشيخ ، وهل لكم من كلمة خير توجهونها عبر برنامجكم للناس بهذا الخصوص حتى لا يبتعد الناس أكثر وأكثر عن القرآن الكريم ؟
الشيخ : الجواب أن نقول إن هذا العمل بدعة لا شك فإنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه ، والقرآن إنما تخفف به الأحزان إذا قرأه الإنسان بنفسه بينه وبين نفسه لا إذا أعلن به على مكبرات الصوت التي يسمعها كل إنسان حتى اللاهون في لهوهم حتى الذين يستمعون المعازف وآلات اللهو تجدهم يسمع القرآن وتسمع هذه الآلات وكأنما يلغون في هذا القرآن ويستهزؤون به .
ثم إن اجتماع أهل الميت لاستقبال المعزين هو أيضاً من الأمور التي لم تكن معروفة حتى إن بعض العلماء قال إنه بدعة ، ولهذا لا نرى أن أهل الميت يجتمعون لتلقي العزاء بل يغلقون أبوابهم ، وإذا قابلهم أحد في السوق أو جاء أحد من معارفهم بدون أن يعدوا لهذا اللقاء عدته ودون أن يفتحوا الباب فإن هذا لا بأس به ، وأما اجتماعهم وفتح الأبواب لاستقبال الناس فإن هذا شيء لم يكن معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
حتى كان الصحابة يعدون اجتماع أهل الميت وصنع الطعام من النياحة ، والنياحة كما هو معروف من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم : لعن النائحة والمستمعة وقال : النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب نسأل الله العافية .
فنصيحتي لإخواني المسلمين أن يتركوا هذه الأمور المحدثة فإن ذلك أولى بهم عند الله ، وهو أولى بالنسبة للميت أيضاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وبنياح أهله عليه ، يعذب يعني يتألم من هذا البكاء وهذه النياحة وإن كان لا يعاقب عقوبة الفاعل لأن الله تعالى يقول : ولا تزر وازرة وزر أخرى .
والعذاب ليس عقوبة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن السفر قطعة من العذاب بل إن الألم والهم وما أشبه ذلك يعد عذاباً ومن كلمات العابرة يقول : عذبني ضميري ، إذا اعترضه الغم والهم الشديد ، والحاصل : أنني أنصح إخواني عن مثل هذه العادات التي لا تزيدهم من الله إلا بعداً ولا تزيد موتاهم إلا عذاباً .
الشيخ : الجواب أن نقول إن هذا العمل بدعة لا شك فإنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه ، والقرآن إنما تخفف به الأحزان إذا قرأه الإنسان بنفسه بينه وبين نفسه لا إذا أعلن به على مكبرات الصوت التي يسمعها كل إنسان حتى اللاهون في لهوهم حتى الذين يستمعون المعازف وآلات اللهو تجدهم يسمع القرآن وتسمع هذه الآلات وكأنما يلغون في هذا القرآن ويستهزؤون به .
ثم إن اجتماع أهل الميت لاستقبال المعزين هو أيضاً من الأمور التي لم تكن معروفة حتى إن بعض العلماء قال إنه بدعة ، ولهذا لا نرى أن أهل الميت يجتمعون لتلقي العزاء بل يغلقون أبوابهم ، وإذا قابلهم أحد في السوق أو جاء أحد من معارفهم بدون أن يعدوا لهذا اللقاء عدته ودون أن يفتحوا الباب فإن هذا لا بأس به ، وأما اجتماعهم وفتح الأبواب لاستقبال الناس فإن هذا شيء لم يكن معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .
حتى كان الصحابة يعدون اجتماع أهل الميت وصنع الطعام من النياحة ، والنياحة كما هو معروف من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم : لعن النائحة والمستمعة وقال : النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب نسأل الله العافية .
فنصيحتي لإخواني المسلمين أن يتركوا هذه الأمور المحدثة فإن ذلك أولى بهم عند الله ، وهو أولى بالنسبة للميت أيضاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وبنياح أهله عليه ، يعذب يعني يتألم من هذا البكاء وهذه النياحة وإن كان لا يعاقب عقوبة الفاعل لأن الله تعالى يقول : ولا تزر وازرة وزر أخرى .
والعذاب ليس عقوبة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن السفر قطعة من العذاب بل إن الألم والهم وما أشبه ذلك يعد عذاباً ومن كلمات العابرة يقول : عذبني ضميري ، إذا اعترضه الغم والهم الشديد ، والحاصل : أنني أنصح إخواني عن مثل هذه العادات التي لا تزيدهم من الله إلا بعداً ولا تزيد موتاهم إلا عذاباً .
الفتاوى المشابهة
- حكم فتح القرآن في المسجد بمكبرات الصوت في يوم ا... - ابن باز
- سائلة تقول : تذهب بعض الملتزمات إلى من عندهم... - ابن عثيمين
- قراءة القرآن بمكبر الصوت قبل أذان الجمعة - الفوزان
- حكم قراءة القرآن بمكبرات الصوت قبيل الفجر - ابن باز
- حكم الاجتماع للتعزية ورفع الصوت بالدعاء وقراءة... - ابن باز
- حكم الاجتماع في بيت الميت وقراءة القرآن - ابن باز
- قراءة القرآن في مكبرات الصوت قبل الجمعة - ابن باز
- حكم حمل الجنازة على السيارة وفتح مكبرات الصوت ب... - ابن باز
- قراءة القرآن بمكبر الصوت يوم الجمعة - اللجنة الدائمة
- حكم الإخبار بموت الميت عبر مكبرات الصوت - ابن عثيمين
- في الآونة الأخيرة ظهرت عندنا عادة ونستطيع أن... - ابن عثيمين