تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أنا شاب أبلغ (25سنة) والدي ووالدتي في خصام م... - ابن عثيمينالسائل : يقول فيها بأنه شاب يبلغ الخامسة والعشرين من العمر، والدي ووالدتي في خصام مستمر طول أيامهما إن بررت بالأول غضب ونفر الثاني وإن بررت بالثاني غضب ...
العالم
طريقة البحث
أنا شاب أبلغ (25سنة) والدي ووالدتي في خصام مستمر طول أيامهما ، إن بررت الأول غضب ونفر الثاني ، وإن بررت الثاني غضب الأول واتهمني بالعقوق ، ماذا أفعل فضيلة الشيخ لكي أبرهما ، وهل أعتبر عاقا لأمي مجرد أنني بررت بأبي أو العكس نرجو الإجابة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول فيها بأنه شاب يبلغ الخامسة والعشرين من العمر، والدي ووالدتي في خصام مستمر طول أيامهما إن بررت بالأول غضب ونفر الثاني وإن بررت بالثاني غضب الأول واتهمني بالعقوق ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ لكي أبرّهما؟ وهل أعتبر عاقاً بالنسبة لأمي لمجرّد أنني بررت بأبي أو العكس؟ نرجو من فضيلة الشيخ إجابة مأجورين.

الشيخ : الإجابة على هذا أن نقول إن بر الوالدين من أوجب الواجبات التي تجب للبشر على البشر لقول الله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وقوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وقوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ والأحاديث في هذا كثيرة جدا، الواجب على المرء أن يبر والديه كليهما الأم والأب يبرّهما بالمال والبدن والجاه وبكل ما يستطيع من البر حتى إن الله تعالى قال في سورة لقمان: وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا فأمر بمصاحبة هذين الوالدين المشركين اللذين يبذلان الجهد في أمر ابنهما أو في أمر ولدهما بالشرك ومع ذلك أمر الله أن يُصاحبهما في الدنيا معروفا.
وإذا كان كذلك فالواجب عليك نحو والديك اللذين ذكرت أنهما في خصام دائم وأن كل واحد منهما يغضب عليك إذا بررت الأخر، الواجب عليك أمران الأمر الأول بالنسبة للخصام الواقع بينهما أن تحاول الإصلاح بينهما ما استطعت حتى يزول ما بينهما من الخصام والعداوة والبغضاء لأن كل واحد من الزوجين يجب عليه للأخر حقوق لا بد أن يقوم بها ومن بر والديك أن تُحاول إزالة هذه الخصومات حتى يبقى الجو صافيا وتكون الحياة سعيدة.
وأما الأمر الثاني فالواجب عليك نحوهما أن تقوم ببر كل واحد منهما وبإمكانك أن تتلافى غضب الأخر إذا بررت صاحبه بإخفاء البر عنه فتبر أمك بأمر لا يطلع عليه والدك وتبر والدك بأمر لا تطلع عليه أمك وبهذا يحصل المطلوب ويزول المرهوب.
ولا ينبغي أن ترضى ببقاء والديك على هذا النزاع وهذه الخصومة ولا على هذا الغضب إذا بررت الأخر والواجب عليك أن تبيّن لكل واحد منهما أن بر صاحبه لا يعني قطيعته أي قطيعة الأخر بل كل واحد منهما له من البر ما أمر الله به ورسوله. نعم.

السائل : بارك الله فيكم.

Webiste