سائل يقول يوجد في قريتنا بعض العادات القديمة التي تحمل الكثير من البدع المدخلة في الشرك مثل إذا ذكر شخص ميتا عزيز علبه يقوم على الفور بإقاد النار ووضع البخور عند قبره وتعطيره و إضاءته بالسرج وكذلك البعض يقوم بذبح الذبائح للقبور وعندما يمرض المريض يحضرله تراب من عند أحد الأولياء فنصحتهم فلم يستجيبوا لنصحي فما توجيهكم .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يوجد في قريتنا بعض العادات القديمة التي تحمل الكثير من البدع المدخلة في الشرك والعياذ بالله مثل عندما يُذكر شخص أو عندما يَذكر شخص ميتاً عزيزاً عليه يقوم على الفور بإيقاد النار ووضع البخور عند قبره وتعطيره وإضاءته بالسرج وكذلك البعض يقوم بذبح الذبائح للقبور وعندما يمرض مريض يحضر له تراب من عند قبور أحد الأولياء وقد وجهت لهم البعض من النصائح وبيّنت لهم بأن هذا لا يجوز وبأن هذه أباطيل لا يُقرها الدين فلم يستجيبوا لنصحي نرجو النصح يا فضيلة الشيخ والتوجيه جزاكم الله خيراً.
الشيخ : نعم. إن فتنة القبور فتنة عظيمة كانت من قديم الزمان وهذه الأفعال التي ذكرها السائل عن قومه منها ما يصل إلى حد الشرك الأكبر المخرج من الملة كالذبح لأصحاب القبور لأن الذبح عبادة من أجل العبادات قرنها الله تعالى بالصلاة في قوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وقوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فصرفها لغير الله شرك أكبر لأن كل من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك ولا يخفى على أكثر المسلمين أن المشرك مخلد في النار حابط عمله، قال الله تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ .
وأما التبرّك بترابهم واعتقاد أن الدعاء أي دعاء الله عز وجل عند قبورهم أفضل فهذا لا يصل إلى حد الشرك اللهم إلا أن يصحبه عقيدة تؤدي إلى الشرك فهذا يكون شركا وكذلك إيقاد النار وصب الطيب على قبورهم كل هذا من الأمور المنكرة التي يجب على كل مسلم أن يتجنبها.
ثم يجب على هؤلاء أن يعلموا أن الميت هو الذي كان حيا يعرفونه ويعرفون أنه مثلهم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وهو إلى عدم النفع بعد الموت أقرب لأنه مات وصار جثة لا يملك ولا الدفاع عن نفسه لو أن أحدا ذهب إلى القبر ونبشه وأحرقه ما استطاع أن بدافع عن نفسه فكيف يستطيع أن ينفع غيره! وهو في قبره لا يستطيع أن يدعو لأحد أيضا ولا أن يشفع لأحد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ودعاؤه عمل ومقتضى هذا الحديث أنه انقطع بموته ولا يُمكن أن يشفع أيضا لأن الله يقول: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ فتعلق الناس بأصحاب القبور لا شك أنه ضلال.
وعلى المرء إذا أصابته المصائب أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ فلا يلجؤ المسلم عند المصائب إلا إلى الله عز وجل فنصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل وأن يتوبوا مما وقع منهم وأن يُحذروا إخوانهم من الوقوع فيه وأن يلجؤوا إلى ربهم سبحانه وتعالى في جميع أحوالهم فإن مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ . نعم.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم.
الشيخ : نعم. إن فتنة القبور فتنة عظيمة كانت من قديم الزمان وهذه الأفعال التي ذكرها السائل عن قومه منها ما يصل إلى حد الشرك الأكبر المخرج من الملة كالذبح لأصحاب القبور لأن الذبح عبادة من أجل العبادات قرنها الله تعالى بالصلاة في قوله تعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وقوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فصرفها لغير الله شرك أكبر لأن كل من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك ولا يخفى على أكثر المسلمين أن المشرك مخلد في النار حابط عمله، قال الله تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ .
وأما التبرّك بترابهم واعتقاد أن الدعاء أي دعاء الله عز وجل عند قبورهم أفضل فهذا لا يصل إلى حد الشرك اللهم إلا أن يصحبه عقيدة تؤدي إلى الشرك فهذا يكون شركا وكذلك إيقاد النار وصب الطيب على قبورهم كل هذا من الأمور المنكرة التي يجب على كل مسلم أن يتجنبها.
ثم يجب على هؤلاء أن يعلموا أن الميت هو الذي كان حيا يعرفونه ويعرفون أنه مثلهم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وهو إلى عدم النفع بعد الموت أقرب لأنه مات وصار جثة لا يملك ولا الدفاع عن نفسه لو أن أحدا ذهب إلى القبر ونبشه وأحرقه ما استطاع أن بدافع عن نفسه فكيف يستطيع أن ينفع غيره! وهو في قبره لا يستطيع أن يدعو لأحد أيضا ولا أن يشفع لأحد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ودعاؤه عمل ومقتضى هذا الحديث أنه انقطع بموته ولا يُمكن أن يشفع أيضا لأن الله يقول: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ فتعلق الناس بأصحاب القبور لا شك أنه ضلال.
وعلى المرء إذا أصابته المصائب أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ فلا يلجؤ المسلم عند المصائب إلا إلى الله عز وجل فنصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل وأن يتوبوا مما وقع منهم وأن يُحذروا إخوانهم من الوقوع فيه وأن يلجؤوا إلى ربهم سبحانه وتعالى في جميع أحوالهم فإن مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ . نعم.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم.
الفتاوى المشابهة
- نحن نعلم بأن زيارة القبور بهدف الاستعانة و ا... - ابن عثيمين
- يقول إننا يوجد عندنا أغلب الناس يصومون ويصلو... - ابن عثيمين
- حكم زيارة المرأة للمشاهد والقبور ودعائها الأولياء - ابن باز
- ما حكم من يدعو عند القبور ويستغيثون بالأموات... - ابن عثيمين
- حكم الطواف بقبور الأولياء والصلاة عندها - ابن باز
- توجيه لمن يصلون إلى القبور ويتبركون بها - ابن باز
- ماهو الحكم الشرعي في زيارة القبور عامة و الت... - ابن عثيمين
- بناء المساجد على القبور من وسائل الشرك - ابن باز
- حكم من يصرف بعض العبادات لأهل القبور - ابن باز
- يوجد في قريتنا بعض العادات القديمة التي تحمل... - ابن عثيمين
- سائل يقول يوجد في قريتنا بعض العادات القديمة... - ابن عثيمين