الشيخ : إذًا استحضروا هذه القسمة فإنها قسمة عادلة ، وتزيل من أذهانكم مشاكل علمية كبيرة ، الكفر كفران : كفر اعتقادي وهو الذي يخرج عن الملة ، وكفر عملي لا يخرج عن الملة ، النفاق نفاقان : نفاق قلبي يخرج عن الملة ، نفاق عملي لا يخرج عن الملة ، الآن خذوا بقى مثال نعايش فيه واقع بعض الشباب الذين لا يعلمون من الإسلام إلا قليلًا : قال - عليه الصلاة والسلام - : بين الرجل والكفر ترك الصلاة ، فمن ترك الصلاة فقد كفر ، قال - عليه الصلاة والسلام - : مَن حلف بغير الله فقد كفر ، أيُّما عبدٍ أبق من سيِّده فقد كفر ، لو فتحتوا القواميس المرتبة على ألفاظ الأحاديث لوجدتم مئات الأحاديث : من فعل كذا فقد كفر ، فقد كفر ، فقد كفر ، هل المقصود : فقد كفر كفرا يخرجه عن الملة ، ويخلد في النار مع الكفار ، أم هو غير ذلك ؟! أي هو : كفر عملي ، المسألة تختلف لما وقر في القلب ، فأيما مسلم ، أيما مسلم كفر بالصلاة قلبا ، هذا هو الكافر المخلد في النار ، لأنه كفر قلبا ، وأيما مسلم آمن بفرضية الصلاة ، ولكنه تهاون بأداءها ، فقد فعل فعل الكافر ، كالمنافق هاللي آيته ثلاث فعل فعل من ؟ الكفار ، لكن هو لا يؤمن بإيمان الكفار ، لا يعتقد اعتقاد الكفار ، فهو لا يحشر مع الكفار خالدا في النار ، لأنه يخالفهم في العقيدة لكنه يوافقهم في العمل ، كذلك تارك الصلاة إن تركها عن عقيدة ، كما يقول بعض الشباب يا أخي هَيْ الصلاة كانت لأنه هدول بدو وعرب ، وكانوا قذرين وكانوا متأخيرن ، أما الآن ما شاء الله في حمامين ومنشآت ما أدري أيش ، ووو إلى آخره ، فما في حاجة لطهارة ووضوء وصلاة وإلى آخره ، في أنواع من الرياضة تغنينا عن الصلاة ، لا شك أنه هذا هو الكفر بعينه ، أم إنسان تارك الصلاة بتقوله : يا أخي ما تصلي !! بيقولك : أنه الله يتوب علينا ، أي هو معترف بالصلاة ، لكن الشيطان راكبه وبقول له : مثل ما بقولوا عنا بالشام : " حااا يا حماري حااا " ، يعني بسوقه كما يسوق الإنسان الدابة ، إذا فرقنا بين الكفر الاعتقادي ، والكفر العملي ، والنفاق الاعتقادي والنفاق العملي ، خلصنا من مشاكل مثيرة وكثيرة جدًّا : مَن حلف بغير الله فقد أشرك هذا موضع يسترعي انتباه بعض الناس من أمثالنا ، لماذا دائمًا يدندن بعض المشايخ حول : مَن ترك الصلاة فقد كفر ؟! طيب هاللي قال : مَن ترك الصلاة فقد كفر ، كمان قال : مَن حلف بغير الله فقد كفر ، هل كل من حلف بغير الله فقد كفر ؟! الجواب : لا ، هل كل من ترك الصلاة فقد كفر ؟! الجواب : لا ، أما إذا قلنا هنا : بلى كل من ترك الصلاة فقد كفر ، حتى لو كان مؤمنًا بها ، وهناك من حلف بغير الله فقد أشرك لا فقد كفر ؟ لا مو دائمًا ، ما هو التفصيل ؟ التفصيل هو هذا : الكفر إما أن يكون اعتقادا فهو المخلد لصاحبه في النار ، وإما أن يكون عملًا فهو يعمل عمل الكفار ، لكنه لا يؤمن إيمان الكفار : لا يجحد الصلاة كما يجحدها الكفار ، كذلك من حلف بغير الله فقد كفر له حالتان : إما أن يستحلَّ بقلبه الحلف بعبد من عبيد ربه ، فمعنى هذا أنه رفع من منزلة هذا العبد المحلوف به وقرنه مع الله .