كان في هذه القصة كان سامعًا لها =
-- ... ... ... - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلًا مرحبًا ، وعليكم السلام ، أهلًا --
= كان في المجلس الذي قصَّ الشيخ الصوفي تلك القصة شابَّان ، أحدهما من إخواننا أهل السنة ، والآخر من تلامذة الشيخ ، كان من عادتنا في رمضان أننا نصلي التروايح في مسجد على السنة إحدى عشرة ركعة ، ثم نجتمع في محل لي كان لي هناك في دمشق لتصليح الساعات ، كانت هناك مركز للدعوة ، فجاءَني صاحبي فحدَّثني بما حدَّث الشيخ من تلك الخرافة الباطلة ، فبينما نحن معه في هذا الحديث إذ مرَّ الشاب الآخر الذي هو من تلامذة الشيخ وهو من أقاربه ، فناداه =
-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته --
= فدخل ، وأخذ صاحبي يناقشه ، قال له : كيف رأيك في الدرس الليلة ؟ قال له : ما شاء الله ! هكذا يعجبون بالقصص الخرافية ، قال له : إيش رأيك في القصة التي حكاها عن الشيخ الذي أمرَ مُريده بأن يقتلَ أباه ؟ قال : إيش في هذه ؟ كرامات الشيوخ لا تُنكر ، فأخذا يتناقشان ، وهما تقريبًا في سوية واحدة من حيث العلم ما في علم كما ينبغي ، فرأيت أن أتكلَّم مع الرجل هذا مريد الشيخ ، واسمه يومئذٍ أبو يوسف ، حاولت أن أبيِّن له بأن هذه القصة مركَّبة تركيبًا ، وبطلانها ومخالفتها للشرع واضحة جدًّا ، ذكرت له مثلًا الشيخ أول القصة للمريد الذي جاءه برأس أبيه في الظاهر قال : هذا مش أبوك ، هذا صاحب أمك ؛ فهو زاني ؛ فهو يستحقُّ القتل ، أنا آمرك بأن تقتل والدك ؟!
أعوذ بالله ! طيب ؛ فالكشف لبطلان التركيب كيف أمرَ بقتل الزاني وترك الزانية ؟ علمًا أن كلًّا منهما يستحقُّ الحكم الواحد ؛ مع أن الزاني قد لا يكون محصنًا ؛ فلا يستحقُّ القتل ، أما أمُّ الولد فهي بلا شك يعني مُحصنة ؛ فيجب قتلها ؛ فلماذا قتل أو أمر الولد بأن يقتل الزاني وترك الأمَّ الزانية ؟ كالشمس مركبة تركيب ، وليس القصد هنا كله مع أنها خرافة واضحة ، تكلمت كثيرًا مع الرجل لِأُقنعه بأن مثل هذه القصص تبطل العقيدة ، وتجعل خصوع الإنسان للشيخ وليس لله - عز وجل - ، فما كان ليستجيب ولا ليقتنع ، أخيرًا قلت له - وهنا الشاهد - : يا أبا يوسف ، لو أنك الآن خلِّينا نكون صريحين مع بعضنا ؛ لو الشيخ أنت أمرك بأن تذبح أباك هل تفعل ؟ فانتفض هكذا غاضبًا وقال : أنا ما وصلت الآن إلى هذه المنزلة ! تأمَّلوا ، هو يرجو أن يصل يومًا ما إلى منزلة إذا قال الشيخ له : اذهب واذبح أباك أن يفعل ذلك ، لكن يعترف بعجزه ، وأنه لم يصل إلى هذه المرتبة ، أنا قلت له بالتعبير السوري : " عمرك إن شاء الله ما تصل !! " ، هذا كله من تلبيس هذه القصص الخرافية التي منها القصة التي ذكرناها آنفًا نقلًا عن كتاب " إحياء علوم الدين " للغزالي .
الناحية الثالثة - والأخيرة - : أنا ذكرت أن - يرحمك الله - ذكرت أن " إحياء علوم الدين " فيه ذلك التوجيه السلوكي الطَّيِّب ، لكن فيه آفات ، فيه مؤاخذات ، ذكرت أولًا أنه من حيث العقيدة هو أشعري ، ثم ذكرت أنُّو من ناحية فهو صوفي ، وذكرت لكم قصة الرجل الذي رأى في المنام شيخَه يقول له : لِمَ ؟ فهجره شيخه شهرًا .
الناحية الثالثة - والأخيرة - - وهذا هو بيت القصيد من هذا الكلام كما يُقال - : أن فيه أحاديث ضعيفة وموضوعة كثيرة جدًّا ، فلذلك فمن كان راغبًا في أن يقرأَ هذا الكتاب فيجب قبلَ كلِّ شيء أن تكون عقيدته سليمة على منهج السلف الصالح ، وثانيًا أن يكون بعيدًا عن التخلق بأخلاق الصوفية ، وثالثًا وأخيرًا عليه أن يشتري كتاب " الإحياء " الذي عليه التخريج المذكور آنفًا ؛ وهو " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار لتخريج ما فيه الإحياء من الإخبار " ؛ لأنه تولَّى تخريج كل حديث في موجود في " الإحياء " وبيان مرتبته من الصحة أو من الضعف .
هذا ما جاءت المناسبة لذكره .