كيف تكون نظرة الخاطب للفتاة التي يريد خطبتها ؟ وما المباح أن يراه منها ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هنا أسئلة يقول السائل وقد وجَّه سؤالين اثنين :
بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أوَّلًا : كيف تكون نظرة الخاطب إلى الفتاة التي يودُّ الاقتران بها ولمَّا يتأكد بعد من أنها سوف تكون زوجة له ؟ وما الذي يُباح أن يراه منها ؟
الشيخ : الجواب على هذا السؤال : يرى - باختصار - يرى منها ما يرى المحرم ... أما بالنسبة لنظر الخاطب إلى خطيبته : يجوز له أن ينظر إليها كما ينظر المَحرم إليها ؛ أي : ينظر إليها كما تكون عادةً في بيتها مع أهلها ، ونعني بهذا شيئًا ليس فقط الإجابة على هذا السؤال :
إن الحياة المنزلية اليوم بين أهل البيت الواحد ليس على الإسلام مطلقًا ؛ ذلك لأنَّ التعرِّي الذي فشا في الطرقات بين الفاسقات اللاتي لا يُبالين بما حرَّم الله ؛ مثل هذا التبرُّج لا يكاد ينجو منه بيت مسلم بين أهله وأقاربه ، البنت تجلس بجانب أخيها بدون أدنى تحرُّج وقد بدا شيء من فخذها ، وقد بدا شيء من صدرها وربما من ظهرها ، وربما لبست ما يُشبه قميص الشَّيَّال فيظهر ذراعها كله ، وهذا كله حرام لا يجوز كما بيَّنَّا ذلك في جواب مضى ، فالمرأة يجب أن تظلَّ في بيتها مستورة فلا تكشف إلا عن شيء من ذراعها وشيء من ساقها ورأسها ، وشيء من عنقها ليس إلا ، فإذا نظر إليها الخاطب وهي هكذا جاز ، لكن طبعًا إذا رآها ينبغي أن يكون هناك لديها أحد محارمها فلا يخلو بها ، وإنما الغرض هو النظر إليها ؛ لقوله - عليه السلام - في أحاديث كثيرة : إذا أُلقِيَ في قلب أحدكم أن يتزوَّج امرأة فَلْينظُرْ إلى ما قد يدعوه منها إلى نكاحها ، فهذا المقدار هو الذي يجوز للخاطب أن ينظر من خطيبته .
أما الناس فهما على طرفي نقيض ، جمهور العلماء اليوم يقولون : لا ينظر منها إلا إلى وجهها وكفَّيها ، فجعلوا الخاطب كأيِّ رجل غريب ، فالمرأة كما قال - عليه السلام - : إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفَّيها ، بينما الحديث السابق : فلينظُرْ إلى ما قد يدعوه منها إلى نكاحها يعطي النظر إلى شيء أكثر من النظرة المعتادة وهو الراجح ، يُضاف إلى ذلك تطبيق الصحابة حيث أنَّ أحدهم - ولعله جابر بن عبد الله الأنصاري - رُئِيَ أو شُوهد وهو يراقب امرأةً تنشر غسيلَها على سطح دارها على أُجَّار لها ، وكان معه بعض أصحابه ، قال : تفعل هذا وأنت صحابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فذكر له هذا الحديث ، وبالطبع المرأة حين تنشر الغسيل لا بد ما يبدو شيء منها لا يظهر عادةً إذا ما خرجت إلى الطريق ، وأكثر من ذلك ؛ فقد جاء رجل إلى أهل بيت في خيامٍ لهم وقال : جئتكم خاطبًا ، فأريد أن أنظُرَ ابنتكم ، فكَبُرَ ذلك على أبيها ، فقالت البنت من وراء الحجاب لأبيها : إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَه بذلك فلينظر ، ولا شك كما قلنا إنه سينظر إليها وهي ليست في الطريق متجلببة ، وإنما هي في بيت أبيها . هؤلاء في طرف الذين يحجِّرون ويضيِّقون فيقولون : لا يجوز إلا أن ينظر إلا إلى وجهها وكفَّيها ، وناسٌ اشتطُّوا فأباحوا أن ينظُرَ الخاطب إليها ولو كما ولدتها أمها !! فهؤلاء في طرف ، وأولئك في طرف ، والحق وسط بين ذلك وهو ما ذكرناه إن شاء الله - تعالى - .
بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أوَّلًا : كيف تكون نظرة الخاطب إلى الفتاة التي يودُّ الاقتران بها ولمَّا يتأكد بعد من أنها سوف تكون زوجة له ؟ وما الذي يُباح أن يراه منها ؟
الشيخ : الجواب على هذا السؤال : يرى - باختصار - يرى منها ما يرى المحرم ... أما بالنسبة لنظر الخاطب إلى خطيبته : يجوز له أن ينظر إليها كما ينظر المَحرم إليها ؛ أي : ينظر إليها كما تكون عادةً في بيتها مع أهلها ، ونعني بهذا شيئًا ليس فقط الإجابة على هذا السؤال :
إن الحياة المنزلية اليوم بين أهل البيت الواحد ليس على الإسلام مطلقًا ؛ ذلك لأنَّ التعرِّي الذي فشا في الطرقات بين الفاسقات اللاتي لا يُبالين بما حرَّم الله ؛ مثل هذا التبرُّج لا يكاد ينجو منه بيت مسلم بين أهله وأقاربه ، البنت تجلس بجانب أخيها بدون أدنى تحرُّج وقد بدا شيء من فخذها ، وقد بدا شيء من صدرها وربما من ظهرها ، وربما لبست ما يُشبه قميص الشَّيَّال فيظهر ذراعها كله ، وهذا كله حرام لا يجوز كما بيَّنَّا ذلك في جواب مضى ، فالمرأة يجب أن تظلَّ في بيتها مستورة فلا تكشف إلا عن شيء من ذراعها وشيء من ساقها ورأسها ، وشيء من عنقها ليس إلا ، فإذا نظر إليها الخاطب وهي هكذا جاز ، لكن طبعًا إذا رآها ينبغي أن يكون هناك لديها أحد محارمها فلا يخلو بها ، وإنما الغرض هو النظر إليها ؛ لقوله - عليه السلام - في أحاديث كثيرة : إذا أُلقِيَ في قلب أحدكم أن يتزوَّج امرأة فَلْينظُرْ إلى ما قد يدعوه منها إلى نكاحها ، فهذا المقدار هو الذي يجوز للخاطب أن ينظر من خطيبته .
أما الناس فهما على طرفي نقيض ، جمهور العلماء اليوم يقولون : لا ينظر منها إلا إلى وجهها وكفَّيها ، فجعلوا الخاطب كأيِّ رجل غريب ، فالمرأة كما قال - عليه السلام - : إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفَّيها ، بينما الحديث السابق : فلينظُرْ إلى ما قد يدعوه منها إلى نكاحها يعطي النظر إلى شيء أكثر من النظرة المعتادة وهو الراجح ، يُضاف إلى ذلك تطبيق الصحابة حيث أنَّ أحدهم - ولعله جابر بن عبد الله الأنصاري - رُئِيَ أو شُوهد وهو يراقب امرأةً تنشر غسيلَها على سطح دارها على أُجَّار لها ، وكان معه بعض أصحابه ، قال : تفعل هذا وأنت صحابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فذكر له هذا الحديث ، وبالطبع المرأة حين تنشر الغسيل لا بد ما يبدو شيء منها لا يظهر عادةً إذا ما خرجت إلى الطريق ، وأكثر من ذلك ؛ فقد جاء رجل إلى أهل بيت في خيامٍ لهم وقال : جئتكم خاطبًا ، فأريد أن أنظُرَ ابنتكم ، فكَبُرَ ذلك على أبيها ، فقالت البنت من وراء الحجاب لأبيها : إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَرَه بذلك فلينظر ، ولا شك كما قلنا إنه سينظر إليها وهي ليست في الطريق متجلببة ، وإنما هي في بيت أبيها . هؤلاء في طرف الذين يحجِّرون ويضيِّقون فيقولون : لا يجوز إلا أن ينظر إلا إلى وجهها وكفَّيها ، وناسٌ اشتطُّوا فأباحوا أن ينظُرَ الخاطب إليها ولو كما ولدتها أمها !! فهؤلاء في طرف ، وأولئك في طرف ، والحق وسط بين ذلك وهو ما ذكرناه إن شاء الله - تعالى - .
الفتاوى المشابهة
- حكم نظر الرجل إلى المرأة التي يريد خطبتها - ابن باز
- ما الذي يجوز أن يراه الخاطب من المرأة ؟ - الالباني
- هل نظر الخاطب لمخطوبته جائز؟ - ابن باز
- حكم رؤية الخاطب للمخطوبة وكشف شعرها للخاطب - ابن باز
- ما مقدار ما يراه الخاطب ممن يريد خطبتها؟ - ابن باز
- ما هو القدر المشروع الذي يرى من الفتاة التي ي... - الالباني
- ما يجوز للخاطب أن يراه من مخطوبته.؟ - الالباني
- ما يرى الخاطب من مخطوبته - اللجنة الدائمة
- شاب خطب امرأة ونظر إليها نظر الخطبة فهل يجوز ل... - الالباني
- حكم نظر الفتاة إلى خاطبها - ابن باز
- كيف تكون نظرة الخاطب للفتاة التي يريد خطبتها ؟... - الالباني