شرح حديث ابن عباس أن النبي سمع رجلا يقول لبيك عن شبرمة قال: من شبرمة قال أخ لي أو قريب لي قال حججت عن نفسك قال لا قال حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وعلى هذا يحمل حديث ابن عباس قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يلبي وهو يقول لبيك اللهم عن شبرمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شبرمة قال أخ لي أو قريب لي ، فأقرّه عليه الصلاة والسلام على حجته عن هذا شبرمة ، لكن لحكمة يريدها الله لقد فات الراوي لهذا الحديث ابن عباس أو من دونه أن يضبط نص جواب الحاج عن " شبرمة " لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي نقطة فيها دقة بالغة وما وجدت أحدا من الشرّاح أو ممن لقيتهم ممّن تباحثنا معهم تنبّه إلى هذه النقطة بل إلى هذه النكتة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يسأل الرجل من شبرمة ، فرواية تقول أنه قال أخ لي أو قريب لي ، لا يصح أن يجيب المسؤول من رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب المتردد ، أنا إذا سألت حاج سمعته يلبّي عن فلان ، من هذا فلان فأجابني بهذا الجواب أخ لي أو قريب لي سأنتقده وأقول له يا أخي هل نحن نعمل في السياسة حتى تكتم هوية هذا عني قل لي من هو يا أخي حدد لي الجواب لأني أريد أن أعرف هل يجوز أن تحج عنه أم لا ، لذلك لا بد أن يكون جواب المسؤول من الرسول صلى الله عليه وسلم كان محدودا جدا ، أن يقول هذا أبي أو أخي أو أمي أو أختي أو أي إنسان آخر ، أما أن يقال هو أخ لي أو قريب لي فهذا ليس من المسؤول من الرسول مباشرة وإنما هذا جاء من أحد الرواة،فاته أن يضبط الجواب الصادر مِن المسؤول عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلذلك فنحن لا نزال ولن نزال لحكمة أرادها الله عزوجل نجهل هوية هذا الإنسان الذي هو شبرمة ولكن قواعد الشريعة تمنع هنا من أن يتساءل سائل أو يقول قائل إذن هنا شيء ضاع على المسلمين نقول لا لأن المسائل الفرعية ليس من الممكن لإنسان أن يحيط بها علما لا سيما هذه الفرعيات التي توسع فيها المتأخرون من مختلفي المذاهب فهي بالألوف إن لم نقل بالملايين لا يمكن للإنسان أن يحيط بها وإنما يحيط بها تلك القواعد الشرعية الأصولية التي بعضها نص عليها ربنا عز وجل في كتابه ونبينا صلى الله عليه وسلم في سنته ، والبعض الآخر استنبطها العلماء ، الآن هنا لم نعرف هوية هذا الشخص فنحن نفترض أن يكون مثل والد تلك المرأة الخثعمية لم يستطع الحج فحج عنه ، نفترض بأنه أوصى بأن يحج عنه إذا افترضناه انشغل بالتجارة وبماله وهذا صعب تصوره في زمن النبوة والرسالة ، كما أنه من الصعب على الإنسان أن يتصور أنه كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم من يترك الصلاة لأن الزمن هناك هو أنقى زمن وجد على وجه الأرض مطلقا ، فهل نتصور إنسان تارك صلاة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كما نتصور هناك أنه لا بد من إجراء عملية إسقاط صلاة كما يفعل المتأخرون أو تارك الحج عامدا متعمدا فنحج عنه حجة بدل كما يفعلون أيضا اليوم ، هذا صعب جدا أن نتصوره .
الفتاوى المشابهة
- ما هي شروط الحج عن الغير ؟ - الالباني
- النيابة في الحج - اللجنة الدائمة
- كيفية الحج عن الغير - اللجنة الدائمة
- رجل حج عن نفسه ويريد الحج عن والدته مع أنها... - ابن عثيمين
- الذي مات ولم يجب عليه الحج هل يحج عنه - اللجنة الدائمة
- حكم من حج عن غيره قبل أن يحج عن نفسه - ابن باز
- توضيح متى يشرع حج البدل عن الغير لمن لم يكن مت... - الالباني
- هل يصح الاستدلال بحديث شبرمة - رضي الله عنه -... - الالباني
- حديث شبرمة في الحج كيف يصح أن يقلب النية لنف... - ابن عثيمين
- حديث ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى... - الالباني
- شرح حديث ابن عباس أن النبي سمع رجلا يقول لبيك... - الالباني