السائل : يقول : فضيلة الشيخ أنا مدرس في إحدى المدارس، فهل لي أن أخص طالبا بدرجة لحسن خلقه، فأخصه في غير درجة ورقة الاختبار، إما في أعمال السنة أو غيرها، أو أتجاوز عن التدقيق عن زلاته في ورقة الاختبار، بخلاف الطالب السيئ، سواء سيء الخلق أو غيره فأدقق عليه أكثر، فهل عملي صحيح؟

الشيخ : العمل غير صحيح، الواجب إعطاء كل إنسان ما يستحقه من الإجابة، إلا إذا شككت في أن هذا الطالب غاش، لأنه أحيانا تجد جوابين متفقين تماما على غير لفظ الكتاب، فيقع في نفسك أن أحدهما غاش من الثاني، في هذه الحال لا بد من التحقيق والتدقيق، أما مجرد أن أعرف أن هذا الطالب سيئ الخلق فأنقص من درجته، أو أن هذا الطالب حسن الخلق فأزيد من درجته فهذا لا يجوز، لأن الدرجات ليست على الأخلاق، ولكنها على الإجابة، أعمال السنة إذا كان المرجع فيها إلى الأستاذ، وكان لحسن الخلق والأدب نصيب من هذه الدرجات، فحينئذ أنقص من أعمال السنة في جواب من كان سيء الخلق، وأزيد فيها في جواب من كان حسن الخلق، إذا كان من النظام أن حسن الخلق له أثر في درجات أعمال السنة فلي الحق أن أقلل درجات من أعرف منه سوء الخلق، وأن أزيد في درجات من أعلم منه حسن الخلق، لأنه موكول إلي، والإنسان، أعني المدرس في ذمته، نعم .