هل يجوز انقياد المسلمين لما وضعه الكفار من النظم كتحديد الأسلحة للدول العربية أم لا يجوز.؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : الآن يا سيدي يدور أحاديث في الحقيقة هي تخطيطات و يبدو أنّها ستنفّذ بعد الحرب العراقيّة الكافرة , كنّا نقول الحرب العراقيّة الإيرانيّة و الآن نقول الحرب العراقيّة الكافرة هي ضدّ الكفّار هناك تخطيطات لعمل ترتيبات معيّنة لمنطة لما يسمّى بالشّرق الأوسط الّتي هي المنطقة العربيّة الإسلاميّة و من ضمن الأطروحات الّتي صار الاتّفاق عليها أن توضع رقابة على الأسلحة الّتي يمكن أن تتملّكها الدّول العربيّة المسلمة فهل يجوز شرعا قبول مبدأ أن تضع دول و مهما كانت هذه الدّول سواء كانت كافرة أو باتّفاق مع دول عربيّة أخرى أو دول مسلمة على الدّول المسلمة الأخرى أن تحدّ من قابليّتها و إمكانيّاتها للتّسلّح الّذي يمكن أن تصدّ به عن نفسها و إذا كان لا يجوز و الأمر أمر اضطراري بمعنى أنّك لا تستطيع أن تتملّك هذه الأسلحة في المقام الأوّل أو تتملّك مكوّناتها . اثنين في المقام الثّاني أنّ هذه الدّول الّتي تريد أن تضع عليك هذا الحضر بلاشتراك مع الدّول العربيّة الأخرى حتّى بدون اشتراك معها قادرة في أيّ لحظة أن تفعل معك كما فعلت مع العراق بمعنى أنّ العراق جلّ القضيّة لأنّه تملّك جيشا قويّا و تملّك أسلحة فاعلة فالآن يراد لهذه المنطقة أن لا تقوم قائمة لأيّ قوّة عربيّة أو إسلاميّة حتى لا تستحوذ على هذه التّقنيّة العالية فما حكم الشّرع في هذا الأمر ؟ هل يقاوم هل يشقّ عصا الطّاعة أم ماذا ؟
الشيخ : أنا أعتقد أنّ مثل هذا السّؤال ما يخفى جوابه على كلّ مسلم لا فرق بين عالم و متعلّم و أعتقد أنّ هذا السّؤال له نماذج كثيرة و كثيرة جدّا و مثل هذا الحكم هو نابع من عدم تطبيق الشّريعة الإسلاميّة من كلّ الدّول العربيّة تطبيقا شرعيّا كاملا الأمر الّذي أوجد في المجتمعات الإسلاميّة طوائف متعدّدة الاتّجاهات و الأفكار و منها الطّائفة الّتي كانت تسمّى في بعض السّنوات الماضية بجماعة التّكفير و الهجرة و تسمّي الآن نفسها بجماعة الجهاد هؤلاء يعلنون أنّ هذه الدّول الّتي تحكم بغير ما أنزل الله هي دول كافرة و يجب الخروج عليها و يجب مقاتلتها و حينما نناقش هذا النّوع من النّاس نناقشهم من ناحيتين اثنتين . النّاحية الأولى أنّ إطلاق الكلام بتكفير هؤلاء الحكّام و إخراجهم من دائرة الإسلام هذا غلوّ من القول لايجوز . لأنّ المسلم لا يجوز إخراجه من دائرة الإسلام إلاّ بما إذا أنكر شيئا من أحكام الإسلام و ظهر ذلك الإنكار منه و ليس لمجرّد مخالفته للإسلام عمليّا و ليس البحث هنا الآن و لا الشّاهد هنا و إنّما الشّاهد أنّنا نقول لهم و ثانيا هبوا أنّ هذه الدّول أو هؤلاء الحكّام هم فعلا كفّار مرتدّين عن الإسلام فماذا يمكنكم أن تفعلوا معهم ؟ تريدون جهادهم و قتالهم و أنتم ما استطعتم أن تقاتلوا اليهود الّذين حلّوا في دياركم و احتلّوها رغم أنوفكم و رغم الدّول العربيّة كلّها يجب أن نعود يا أبا يحيى إلى السّؤال الّذي طرحته آنفا . لعلّكم تذكرون أنّ أجوبتي في الفتنة الّتي قامت و لا نزال نعيش في آثارها السيّئة بعض النّاس لقلّة إدراكهم و عدم فقههم قد يتصوّرون أنّني تناقضت عن أجوبتي في أوّل الفتنة و عن أجوبتي في أواخرها . أقول بعض النّاس يعني , فنحن من قبل كنّا ننصح المتحمّسين من الفريقين المتعرّقين منهم و المتسعّدين إذا صحّ التّعبير . الزموا كونوا ألحاس بيوتكم لكّننا فيما بعد قلنا يجب على الدّول الإسلاميّة أن تقاتل مع العراق الدّول الكافرة و من معها من الحلفاء لماذا هذا الاختلاف في الجواب ؟ ما أدري وصلكم الشّريط الّذي فيه أنّ العالم الفقيه لا ينبغي أن يكون جامدا و إنّما يتطوّر مع الحوادث فيعطي كلّ حالة لبوسها و حكمها و ضربت على ذلك مثلين فقهيّين المثل الأوّل خمر حرام لإسكاره تخلّل هذا الشّراب ذاته بعد أن صار خلاّ خرج عن الحرمة إلى الإباحة جاءكم هذا الشّريط ؟
السائل : نعم . جاءنا الحقيقة يسأل بالنيابة عن...
الشيخ : بالنيابة عنك
السائل: لا بالنيابة عن .. هذا هو الشريط الذي تشير إليه؟
الشيخ: لا ماأظن
سائل آخر: هو
الشيخ: هو ؟ آه كان حاضر.
السائل: أنا ما كنت حاضر
الشيخ: لا أقول أبو مالك كان حاضر. الشاهد. والمثال الثّاني جاء ذكره أيضا في ذاك الشّريط الماء طهور مطهّر و طاهر فتجري عليه الأحكام الثّلاثة قد يخرج عن طهوريّته إلى طهارته فهو طاهر إذا أصاب الثّياب لم تنجّسها لكن لا يطهّر البدن و لا يصحّ الوضوء به ثمّ قد يقع فيه نجاسة فيخرجه عن طاهريّته هكذا أصاب العراق بعد أن كان معتديا على الكويت و كنّا نقول: كونوا أحلاس بيوتكم و لا تقاتلوا مع كلا الفريقين. و البحث هذا معروف لديكم تفصيل القول فيه أمّا بعد أن تهجّمت عليه تلك الدّول الكافرة و من معها من الحلفاء بدأ يظهر أنّه ليس المقصود كما قيل في الإعلام السّعودي أنّهم استعانوا بالكفّار الأصداق من أجل دفع خطر اعتداء العراق على السّعوديّة تبيّن تماما أنّ المقصود هو تحطيم الجيش العراقي و الشّعب العراقي و على ذلك قلنا لا بدّ من دفع المعتدين و الباغين و بخاصّة إذا كانوا من الكافرين و بصورة أخصّ إذا كانوا من أكبر الدّول الكافرة لكن مع الأسف ما كان مع العراق دولة إسلاميّة و لو اسما بل كانت هناك دول كثيرة إسلاميّة مع المعتدين الباغين ألا و هم الكفّار من الأمريكيّين و البريطانيّين و غيرهم. فكنّا نرى أنّ المقصود من هذا تحطيم الجيش العراقي لسلامة اليهود المحافظة على سلامة اليهود ثمّ بدؤوا يعلنون أنّهم سيضعون نظاما لهذا الشّرق الأوسط ثمّ بدؤوا يعلنون منع استيراد الأسلحة و وإلى آخره فكان ذلك من دواعي قولي لا بدّ من مساعدة الجيش العراقي بالجيوش الإسلاميّة الأخرى و لكن ما وقع شيء من ذلك و ما انتصر للجيش العراقي أحد إلاّ بالكلام كما هي عادتنا بالانتصار لأهلنا في فلسطين .
السائل: ...
الشيخ: إي نعم لكن الّذي أريد أن أصل إليه في الحقيقة شيء أعتقد أنّه مهمّ أن نخرج بنتيجة من هذه المصيبة الّتي ألمّت بالعالم الإسلامي و ليس بالعراق فقط , النتّيجة و العبرة الّتي ينبغي أن نخرج منها هي أنّ كلّ الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب الإسلاميّة في ممناهجها إلاّ الجماعة المسلمة الّتي تنهج منهج السّلف الصّالح كلّهم إلاّ هذه الطّائفة هم في انحراف عن ما يؤدّي بهم إلى إقامة الدّولة المسلمة أنا تأكّدت من هذه المصيبة لأنّ المنهج الّذي ندعو النّاس إليه هو الّذي ينبغي على المسلمين أن ينطلقوا فيه و أن يستمرّوا عليه وذلك لأنّ الأحزاب و الجماعات الإسلاميّة كلّها لا تدندن حول ما نحن ندندن دائما و أبدا ممّا نكني عنه بكلمتين خفيفتين التّصفية و التّربية لا تدندن حول هذا إطلاقا و إنّما حول التّكتّل و التّجمّع و الإستعداد المادّي فأنا أقول مهما استعدّ هؤلاء و مهما طال بهم الزّمن فإنّهم بالكاد يصلوا إلى مثل القوّة المادّيّة العراقيّة الّتي كانت عليها حينما تكالبت عليها هذه الأمم الكافرة و من معها من الحلفاء فماذا أفاد العراق مثل هذا الاستعداد المادّي ما أفاده شيء إطلاقا ذلك لأنّ الكفّار هم أقوى منهم فإذا المسلمون لم يتسلّحوا بسلاح لا يمكن الكفّار أن يتسلّحوا بمثله فسوف لا ينتصرون على الكفّار و التّاريخ يعيد نفسه فالنّبيّ صلّى عليه و سلّم من النّاحية الماديّة كانوا أضعف بكثير بالنّسبة للدّولتين العظيمتين المعروفتين عند الجميع و هي فارس و الرّوم و مع ذلك فربّنا عزّ و جلّ نصرهم ليس بالسّلاح المادّي فقط لأنّهم استعملوا السلاح و لا نستطيع نحن أن ننكر و بخاصّة و الله يقول كما تعلمون: و أعدّوا لهم لذلك قلت ليس بالسّلاح المادّي فقط و لكن مقرونا بالسّلاح المعنوي أو لنقل إيماني فإذا لم تهتمّ الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب الإسلاميّة بهذا السّلاح المعنوي الاهتمام الّذي اهتمّه الرّسول عليه السّلام نفسه و ربّى عليه أصحابه فسوف لا يستطيعون أن يصيروا في القوّة الماديّة مثل العراق إلاّ بعد عشرات السّنين ثمّ لا ينصرهم الله لأنّهم لم ينصروا الله و نعتقد أن انهزام العراق بعد الأخبار الّتي كنّا نسمعها و نكاد نطير بها فرحا و إذا بها كسراب بقيعة يحسبه الظّمئان ماء ما الّذي أصاب العراق بعد تلك الأخبار أحد شيئين إمّا تلك الأخبار مبالغ فيها و لا حقيقة لها أو لها حقيقة و لعلّ هذا الأقرب و لكن ما نصروا الله عزّ و جلّ إلاّ بالكلام و بعد خراب البصرة كما يقولون إلاّ بعد فوات الأوان بدأنا نذكر الله و نكبّر و ندعو إلى الجهاد و الله عزّ و جلّ يقول: و لو أرادوا الخروج لأعدّو له عدّة إذا لا فائدة من كلّ الإجتهادات و من كلّ التّكتّلات سواء كانت دوليّة أو كانت فرديّة أو حزبيّة إلاّ بالعودة إلى الدّعوة الإسلاميّة و هنا يأتي بحثنا الطّويل و الطّويل جدّا أنّ تصفية الإسلام ممّا دخل فيه كم يحتاج من الزّمان ؟ و كم يحتاج من الجهود ؟ و تربية المسلمين حتّى يكونوا كتلة واحدة على هذا الإسلام المصفّى كم يحتاج و كم يحتاج؟ إذا يجب أن نستمرّ نحن على طريقنا و أن نمضي قدما إلى الأمام و ليس علينا أن تقوم الدّولة الإسلاميّة الّتي ينشدها كلّ المسلمين على اختلاف مناهجهم و لكن علينا أن نمشي في الطّريق المستقيم كما قال ربّ العالمين: و أنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و لا تتّبّعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله إذا كان الأمر كذلك و هو كذلك لذلك بارك الله فيك لا فائدة من التّساؤل أنّه ماذا يكون موقفنا تجاه هذا التّنظيم الجديد الّذي سيفرض على الدّول الإسلاميّة منها تحديد الأسلحة ماذا نستطيع أن نعمل ؟ ما الّذي استطعنا نحن كأفراد أن ننصر العراق سوى بالدّعاء و الدّعاء إذا لم يكن مقرونا بالعمل المشروع لا يفيده خاصّة فيما إذا كان العمل واجبا و كيف و قد جاء في الحديث الصّحيح عن النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّ رجلا من أصحابه كان يخدمه و كانت خدمته ليلا على الباب لا شيء إلاّ لعلّ الرّسول يستيقظ ليلا و يريد حاجة و ليس حوله من يخدمه و من يقوم بها فهو نصب نفسه هناك و الرّسول عليه السّلام كما وصفه ربّ العالمين بحقّ و إنّك لعلى خلق عظيم يقدّر خدمة مثل هذا الصّحابيّ الجليل فقال له يوما: يا فلان اطلب , تمنّى , و الرّجل عاقل قال: أمهلني يا رسول الله حتّى أفكّر يريد أن يحسن الطّلب يطلب من كريم ثمّ جاءه فقال يا رسول الله: لقد فكّرت في الدّنيا و في الآخرة فوجدت النّاس فريقين فريق في الجنّة و فريق في السّعير فوجدك في أعلى درجات الجنان فأنا أطلب أن أكون معك في الجنّة فماذا قال له الرّسول عليه السّلام و هنا الشّاهد قال: لك ذلك و لكن أعنّي على ذلك بكثرة السّجود فنحن ماذا أعنّا العراق فقط بالكلام الفارغ بالدّعاء و القنوت إلى آخره هل رأيتم أثرا لهذا القنوت ؟ لا . و هذا له بحث سببه أنّ أكثر القانتين و أكثر الدّاعين لا يرفع دعاؤهم من الأرض إلى السّماء لماذا ؟ مأكله حرام و مشربه حرام و غذّي حرام فأنّى يستجاب لذلك كما جاء في الحديث في صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم ذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر مأكله حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذّي بالحرام فأنّى يستجاب لذاك فأنا أقول أنّ الدّعاء ينفع و لكن إذا كان مقرونا بالإجابة لأمر الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم و نحن نسمع قول ربّ العالمين: إن تنصروا الله ينصركم لا توجد دولة اليوم تنصر الله بل أنا قد أقول كلمة خطيرة الآن: لا يوجد حزب إسلامي ينصر الله لأنّ نصر الله إنّما يكون بمعرفة شرع الله ثمّ هذه المعرفة أن تكون مقرونة بالعمل بشريعة الله و لا أجد على وجه الأرض حزبا يقوم بمعرفة الله كما جاء في الكتاب و السّنة الصّحيحة ثمّ يقرن القول مع العمل . كيف و في أحسن الأحزاب و أوسعها دائرة و عددا نسمع منهم كلمات لو أسأنا الظّنّ بهم قلنا هذا كلام الكفّار . يا أخي هلأ دعونا من الخلافيّات , هذا نو أوانه مو وقته , يجب أن نكتّل و أن نتجمّع و إلى آخره . و على أيّ أساس يكون هذا التّكتّل و هذا التّجمّع ؟ لا أساس كما تجمّع العراقيّون حزب البعث و المسلمين السّنّيّين و الشّيعة فماذا كان عاقبة أمرهم ؟ الهزيمة الشّنيعة و لذلك فاجتهادات هذه الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب إذا لم تعد إلى التّصفية و التّربية فسيكون عملها هباء منثورا و أراك كدت أن ترفع إصبعك فعندك شيء يبدو ؟ تفضّل .
الشيخ : أنا أعتقد أنّ مثل هذا السّؤال ما يخفى جوابه على كلّ مسلم لا فرق بين عالم و متعلّم و أعتقد أنّ هذا السّؤال له نماذج كثيرة و كثيرة جدّا و مثل هذا الحكم هو نابع من عدم تطبيق الشّريعة الإسلاميّة من كلّ الدّول العربيّة تطبيقا شرعيّا كاملا الأمر الّذي أوجد في المجتمعات الإسلاميّة طوائف متعدّدة الاتّجاهات و الأفكار و منها الطّائفة الّتي كانت تسمّى في بعض السّنوات الماضية بجماعة التّكفير و الهجرة و تسمّي الآن نفسها بجماعة الجهاد هؤلاء يعلنون أنّ هذه الدّول الّتي تحكم بغير ما أنزل الله هي دول كافرة و يجب الخروج عليها و يجب مقاتلتها و حينما نناقش هذا النّوع من النّاس نناقشهم من ناحيتين اثنتين . النّاحية الأولى أنّ إطلاق الكلام بتكفير هؤلاء الحكّام و إخراجهم من دائرة الإسلام هذا غلوّ من القول لايجوز . لأنّ المسلم لا يجوز إخراجه من دائرة الإسلام إلاّ بما إذا أنكر شيئا من أحكام الإسلام و ظهر ذلك الإنكار منه و ليس لمجرّد مخالفته للإسلام عمليّا و ليس البحث هنا الآن و لا الشّاهد هنا و إنّما الشّاهد أنّنا نقول لهم و ثانيا هبوا أنّ هذه الدّول أو هؤلاء الحكّام هم فعلا كفّار مرتدّين عن الإسلام فماذا يمكنكم أن تفعلوا معهم ؟ تريدون جهادهم و قتالهم و أنتم ما استطعتم أن تقاتلوا اليهود الّذين حلّوا في دياركم و احتلّوها رغم أنوفكم و رغم الدّول العربيّة كلّها يجب أن نعود يا أبا يحيى إلى السّؤال الّذي طرحته آنفا . لعلّكم تذكرون أنّ أجوبتي في الفتنة الّتي قامت و لا نزال نعيش في آثارها السيّئة بعض النّاس لقلّة إدراكهم و عدم فقههم قد يتصوّرون أنّني تناقضت عن أجوبتي في أوّل الفتنة و عن أجوبتي في أواخرها . أقول بعض النّاس يعني , فنحن من قبل كنّا ننصح المتحمّسين من الفريقين المتعرّقين منهم و المتسعّدين إذا صحّ التّعبير . الزموا كونوا ألحاس بيوتكم لكّننا فيما بعد قلنا يجب على الدّول الإسلاميّة أن تقاتل مع العراق الدّول الكافرة و من معها من الحلفاء لماذا هذا الاختلاف في الجواب ؟ ما أدري وصلكم الشّريط الّذي فيه أنّ العالم الفقيه لا ينبغي أن يكون جامدا و إنّما يتطوّر مع الحوادث فيعطي كلّ حالة لبوسها و حكمها و ضربت على ذلك مثلين فقهيّين المثل الأوّل خمر حرام لإسكاره تخلّل هذا الشّراب ذاته بعد أن صار خلاّ خرج عن الحرمة إلى الإباحة جاءكم هذا الشّريط ؟
السائل : نعم . جاءنا الحقيقة يسأل بالنيابة عن...
الشيخ : بالنيابة عنك
السائل: لا بالنيابة عن .. هذا هو الشريط الذي تشير إليه؟
الشيخ: لا ماأظن
سائل آخر: هو
الشيخ: هو ؟ آه كان حاضر.
السائل: أنا ما كنت حاضر
الشيخ: لا أقول أبو مالك كان حاضر. الشاهد. والمثال الثّاني جاء ذكره أيضا في ذاك الشّريط الماء طهور مطهّر و طاهر فتجري عليه الأحكام الثّلاثة قد يخرج عن طهوريّته إلى طهارته فهو طاهر إذا أصاب الثّياب لم تنجّسها لكن لا يطهّر البدن و لا يصحّ الوضوء به ثمّ قد يقع فيه نجاسة فيخرجه عن طاهريّته هكذا أصاب العراق بعد أن كان معتديا على الكويت و كنّا نقول: كونوا أحلاس بيوتكم و لا تقاتلوا مع كلا الفريقين. و البحث هذا معروف لديكم تفصيل القول فيه أمّا بعد أن تهجّمت عليه تلك الدّول الكافرة و من معها من الحلفاء بدأ يظهر أنّه ليس المقصود كما قيل في الإعلام السّعودي أنّهم استعانوا بالكفّار الأصداق من أجل دفع خطر اعتداء العراق على السّعوديّة تبيّن تماما أنّ المقصود هو تحطيم الجيش العراقي و الشّعب العراقي و على ذلك قلنا لا بدّ من دفع المعتدين و الباغين و بخاصّة إذا كانوا من الكافرين و بصورة أخصّ إذا كانوا من أكبر الدّول الكافرة لكن مع الأسف ما كان مع العراق دولة إسلاميّة و لو اسما بل كانت هناك دول كثيرة إسلاميّة مع المعتدين الباغين ألا و هم الكفّار من الأمريكيّين و البريطانيّين و غيرهم. فكنّا نرى أنّ المقصود من هذا تحطيم الجيش العراقي لسلامة اليهود المحافظة على سلامة اليهود ثمّ بدؤوا يعلنون أنّهم سيضعون نظاما لهذا الشّرق الأوسط ثمّ بدؤوا يعلنون منع استيراد الأسلحة و وإلى آخره فكان ذلك من دواعي قولي لا بدّ من مساعدة الجيش العراقي بالجيوش الإسلاميّة الأخرى و لكن ما وقع شيء من ذلك و ما انتصر للجيش العراقي أحد إلاّ بالكلام كما هي عادتنا بالانتصار لأهلنا في فلسطين .
السائل: ...
الشيخ: إي نعم لكن الّذي أريد أن أصل إليه في الحقيقة شيء أعتقد أنّه مهمّ أن نخرج بنتيجة من هذه المصيبة الّتي ألمّت بالعالم الإسلامي و ليس بالعراق فقط , النتّيجة و العبرة الّتي ينبغي أن نخرج منها هي أنّ كلّ الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب الإسلاميّة في ممناهجها إلاّ الجماعة المسلمة الّتي تنهج منهج السّلف الصّالح كلّهم إلاّ هذه الطّائفة هم في انحراف عن ما يؤدّي بهم إلى إقامة الدّولة المسلمة أنا تأكّدت من هذه المصيبة لأنّ المنهج الّذي ندعو النّاس إليه هو الّذي ينبغي على المسلمين أن ينطلقوا فيه و أن يستمرّوا عليه وذلك لأنّ الأحزاب و الجماعات الإسلاميّة كلّها لا تدندن حول ما نحن ندندن دائما و أبدا ممّا نكني عنه بكلمتين خفيفتين التّصفية و التّربية لا تدندن حول هذا إطلاقا و إنّما حول التّكتّل و التّجمّع و الإستعداد المادّي فأنا أقول مهما استعدّ هؤلاء و مهما طال بهم الزّمن فإنّهم بالكاد يصلوا إلى مثل القوّة المادّيّة العراقيّة الّتي كانت عليها حينما تكالبت عليها هذه الأمم الكافرة و من معها من الحلفاء فماذا أفاد العراق مثل هذا الاستعداد المادّي ما أفاده شيء إطلاقا ذلك لأنّ الكفّار هم أقوى منهم فإذا المسلمون لم يتسلّحوا بسلاح لا يمكن الكفّار أن يتسلّحوا بمثله فسوف لا ينتصرون على الكفّار و التّاريخ يعيد نفسه فالنّبيّ صلّى عليه و سلّم من النّاحية الماديّة كانوا أضعف بكثير بالنّسبة للدّولتين العظيمتين المعروفتين عند الجميع و هي فارس و الرّوم و مع ذلك فربّنا عزّ و جلّ نصرهم ليس بالسّلاح المادّي فقط لأنّهم استعملوا السلاح و لا نستطيع نحن أن ننكر و بخاصّة و الله يقول كما تعلمون: و أعدّوا لهم لذلك قلت ليس بالسّلاح المادّي فقط و لكن مقرونا بالسّلاح المعنوي أو لنقل إيماني فإذا لم تهتمّ الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب الإسلاميّة بهذا السّلاح المعنوي الاهتمام الّذي اهتمّه الرّسول عليه السّلام نفسه و ربّى عليه أصحابه فسوف لا يستطيعون أن يصيروا في القوّة الماديّة مثل العراق إلاّ بعد عشرات السّنين ثمّ لا ينصرهم الله لأنّهم لم ينصروا الله و نعتقد أن انهزام العراق بعد الأخبار الّتي كنّا نسمعها و نكاد نطير بها فرحا و إذا بها كسراب بقيعة يحسبه الظّمئان ماء ما الّذي أصاب العراق بعد تلك الأخبار أحد شيئين إمّا تلك الأخبار مبالغ فيها و لا حقيقة لها أو لها حقيقة و لعلّ هذا الأقرب و لكن ما نصروا الله عزّ و جلّ إلاّ بالكلام و بعد خراب البصرة كما يقولون إلاّ بعد فوات الأوان بدأنا نذكر الله و نكبّر و ندعو إلى الجهاد و الله عزّ و جلّ يقول: و لو أرادوا الخروج لأعدّو له عدّة إذا لا فائدة من كلّ الإجتهادات و من كلّ التّكتّلات سواء كانت دوليّة أو كانت فرديّة أو حزبيّة إلاّ بالعودة إلى الدّعوة الإسلاميّة و هنا يأتي بحثنا الطّويل و الطّويل جدّا أنّ تصفية الإسلام ممّا دخل فيه كم يحتاج من الزّمان ؟ و كم يحتاج من الجهود ؟ و تربية المسلمين حتّى يكونوا كتلة واحدة على هذا الإسلام المصفّى كم يحتاج و كم يحتاج؟ إذا يجب أن نستمرّ نحن على طريقنا و أن نمضي قدما إلى الأمام و ليس علينا أن تقوم الدّولة الإسلاميّة الّتي ينشدها كلّ المسلمين على اختلاف مناهجهم و لكن علينا أن نمشي في الطّريق المستقيم كما قال ربّ العالمين: و أنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه و لا تتّبّعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله إذا كان الأمر كذلك و هو كذلك لذلك بارك الله فيك لا فائدة من التّساؤل أنّه ماذا يكون موقفنا تجاه هذا التّنظيم الجديد الّذي سيفرض على الدّول الإسلاميّة منها تحديد الأسلحة ماذا نستطيع أن نعمل ؟ ما الّذي استطعنا نحن كأفراد أن ننصر العراق سوى بالدّعاء و الدّعاء إذا لم يكن مقرونا بالعمل المشروع لا يفيده خاصّة فيما إذا كان العمل واجبا و كيف و قد جاء في الحديث الصّحيح عن النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أنّ رجلا من أصحابه كان يخدمه و كانت خدمته ليلا على الباب لا شيء إلاّ لعلّ الرّسول يستيقظ ليلا و يريد حاجة و ليس حوله من يخدمه و من يقوم بها فهو نصب نفسه هناك و الرّسول عليه السّلام كما وصفه ربّ العالمين بحقّ و إنّك لعلى خلق عظيم يقدّر خدمة مثل هذا الصّحابيّ الجليل فقال له يوما: يا فلان اطلب , تمنّى , و الرّجل عاقل قال: أمهلني يا رسول الله حتّى أفكّر يريد أن يحسن الطّلب يطلب من كريم ثمّ جاءه فقال يا رسول الله: لقد فكّرت في الدّنيا و في الآخرة فوجدت النّاس فريقين فريق في الجنّة و فريق في السّعير فوجدك في أعلى درجات الجنان فأنا أطلب أن أكون معك في الجنّة فماذا قال له الرّسول عليه السّلام و هنا الشّاهد قال: لك ذلك و لكن أعنّي على ذلك بكثرة السّجود فنحن ماذا أعنّا العراق فقط بالكلام الفارغ بالدّعاء و القنوت إلى آخره هل رأيتم أثرا لهذا القنوت ؟ لا . و هذا له بحث سببه أنّ أكثر القانتين و أكثر الدّاعين لا يرفع دعاؤهم من الأرض إلى السّماء لماذا ؟ مأكله حرام و مشربه حرام و غذّي حرام فأنّى يستجاب لذلك كما جاء في الحديث في صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم ذكر الرّجل يطيل السّفر أشعث أغبر مأكله حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذّي بالحرام فأنّى يستجاب لذاك فأنا أقول أنّ الدّعاء ينفع و لكن إذا كان مقرونا بالإجابة لأمر الله و رسوله صلّى الله عليه و سلّم و نحن نسمع قول ربّ العالمين: إن تنصروا الله ينصركم لا توجد دولة اليوم تنصر الله بل أنا قد أقول كلمة خطيرة الآن: لا يوجد حزب إسلامي ينصر الله لأنّ نصر الله إنّما يكون بمعرفة شرع الله ثمّ هذه المعرفة أن تكون مقرونة بالعمل بشريعة الله و لا أجد على وجه الأرض حزبا يقوم بمعرفة الله كما جاء في الكتاب و السّنة الصّحيحة ثمّ يقرن القول مع العمل . كيف و في أحسن الأحزاب و أوسعها دائرة و عددا نسمع منهم كلمات لو أسأنا الظّنّ بهم قلنا هذا كلام الكفّار . يا أخي هلأ دعونا من الخلافيّات , هذا نو أوانه مو وقته , يجب أن نكتّل و أن نتجمّع و إلى آخره . و على أيّ أساس يكون هذا التّكتّل و هذا التّجمّع ؟ لا أساس كما تجمّع العراقيّون حزب البعث و المسلمين السّنّيّين و الشّيعة فماذا كان عاقبة أمرهم ؟ الهزيمة الشّنيعة و لذلك فاجتهادات هذه الجماعات الإسلاميّة و الأحزاب إذا لم تعد إلى التّصفية و التّربية فسيكون عملها هباء منثورا و أراك كدت أن ترفع إصبعك فعندك شيء يبدو ؟ تفضّل .
الفتاوى المشابهة
- حديث الشيخ عن مصيبة الاستعانة بالكفار ضد العرا... - الالباني
- من صور التحايل على أنظمة الدولة - ابن عثيمين
- الكلام على هزيمة العراق في حرب الخليج . - الالباني
- إذا قامت على يد جماعة ما أو حزب ما دولةٌ بإسلا... - الالباني
- مكر الكفار بالعراق , ووجوب مناصرة الدول الإسلا... - الالباني
- لما حصلت الحرب في الكويت وزعت الأسلحة داخل الك... - الالباني
- ما شروط الراية التي ترفع ويكون من واجب المسلمي... - الالباني
- تكلم على الفتنة النازلة بالمسلمين اليوم في الع... - الالباني
- قولك : " هناك دولة باغية و دولة آمنة و كلتاهما... - الالباني
- ما رأيكم في موقف الدولة السعودية من العدوان ال... - الالباني
- هل يجوز انقياد المسلمين لما وضعه الكفار من الن... - الالباني