تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على تقسيم بعض الناس الإسلام إلى قشور ول... - الالبانيالشيخ :  ...  الّتي يترتّب من ورائها مفاسد كثيرة إذا ما أهملت أو لم يهتمّ بها و هي كما ذكرنا مرارا و تكرارا من قوله عليه السّلام في آخر الحديث:  و من تش...
العالم
طريقة البحث
الكلام على تقسيم بعض الناس الإسلام إلى قشور ولب، والاشتغال باللب دون القشور، وبيان خطأ هذه المقولة وخطرها
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... الّتي يترتّب من ورائها مفاسد كثيرة إذا ما أهملت أو لم يهتمّ بها و هي كما ذكرنا مرارا و تكرارا من قوله عليه السّلام في آخر الحديث: و من تشبّه بقوم فهو منهم و الّذي يزيد في النّفس أسا و حزنا أنّ بعض الجماعات الإسلاميّة اليوم ليس فقط لا يقيمون وزنا لمثل هذه القواعد الشّرعيّة الهامّة بل يزيدون على ذلك قولا و هو أنّهم يقولون هذه قشور و يجب أن نشتغل باللّباب , هذه في الحقيقة من أكبر المصائب الّتي حلّت في كثير من الشّباب في العصر الحاضر لأنّه لو كان هذا التّمييز أو هذا التّفريق بين القشر و اللّبّ لو كان شرعا لتطلّب علماء في الشّرع ليميّزوا بين الأمرين و يصنّفوهما كما فعل الفقهاء حينما ميّزوا الفرض عن السّنّة , هذا عند عموم الفقهاء و الحنفيّة بخاصّة ميّزوا بين الفرض و الواجب . فهذا التّمييز بين الفرض و السّنّة بلا شكّ يحتاج إلى علم بالشّريعة بكتابها و بسنّة نبيّها صلّى الله عليه و آله و سلّم فكان يمكن بالنّسبة للعلماء لو كان حقّا أنّ في الإسلام قشورا إضافة على اللّبّ , فمن الّذي يستطيع أن يميّز بين القشر و اللّبّ ؟ هم العلماء فمن الّذي يقول يجب أن لا نشتغل اليوم بالقشور و علينا باللّبّ هم الجّهّال .

السائل : هم القشور .

الشيخ : هههه هم القشور , لذلك يترتّب من وراء هذا هدم للإسلام لأنّنا سنقول أنت تقول الشّيء الفلاني قشر فما أدراك ؟ لعلّه لبّ , ثمّ ما تسمّيه لبّا ما يدريك؟ لعلّه قشر و كلّ من الصّنفين المعارضين للبّ و القشر كلاهما اليوم واقع فكثير من المسائل الاعتقاديّة حينما تثار يثورون و يقولون دعونا الآن من المسائل الخلافيّة و أيّ مسألة ليست من المسائل الخلافيّة ؟ إذا إيش فائدة التّفصيل هذا ؟ إذا تحدّثنا عن اللّبّ قيل دعونا من هذا , هذا يفرّق الصّفّ و يفرّق الجمع و إذا تحدّثنا فيما يسمّونه بالقشر قالوا هذه قشور لا نريدها لهذا الزّمان , مع أنّ الله عزّ و جلّ كما كان حكيما في خلقه لكلّ ما خلق كذلك كان حكيما في كلّ ما شرع فحينما خلق البشر خلق الذّكر و الأنثى , وحينما خلق كثيرا إن لم نقل كلّ لأنّي لست متخصّصا في الزّراعة لمّا خلق الفواكه و خلق الحبوب خلق لها قشرا و لبّا , هل كان هذا الخلق من الله تبارك و تعالى عبثا ؟ حاشاه . فإذا كان قد جعل في الشّرع على حدّ تعبير أولئك النّاس لبّا و قشرا ما كان هذا الخلق أيضا عبثا و إنّما لحكمة و كما أنّ الحكمة في الخلق الأوّل أي في الفواكه و الحبوب و نحو ذلك واضحة جدّا فلولا القشر لفسد اللّبّ فكذلك تماما في الشّرع و لذلك مشيرا إلى هذه الحقيقة جاءت أحاديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله و سلّم منها في الحديث القدسي و لا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه فإذا أحببته كنت سمعه الّذي يسمع به و بصره الّذي يبصر به ... و هكذا , و في الحديث الآخر قال عليه الصّلاة و السّلام: أوّل ما يحاسب العبد يوم القيامة الصّلاة , فإن تمّت فقد أفلح و أنجح و إن نقص فقد خاب و خسر في حديث آخر قال عليه السّلام: و إن نقصت قال الله عزّ و جلّ لملائكته انظروا هل لعبدي من تطوّع فتتمّوا له به فريضته إذا التّطوّع لا يجوز للمسلم أن يستغني عنه هذا التّطوّع الّذي يسمّيه أولئك النّاس بالقشر لأنّ في ذلك خسارة للبّ و إضاعة له .

Webiste