تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قال المصنف :" قال: لبيك اللهم لبيك لبيك لا ش... - ابن عثيمينالشيخ : نبدأ بالتلبية " لبيك اللهم لبيك " هذه التلبية عظيمة جداً أطلق عليها جابر ابن عبد الله التوحيد قال رضي الله عنه " حتى إذا استوت به ناقته على البي...
العالم
طريقة البحث
قال المصنف :" قال: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نبدأ بالتلبية " لبيك اللهم لبيك " هذه التلبية عظيمة جداً أطلق عليها جابر ابن عبد الله التوحيد قال رضي الله عنه " حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل بالتوحيد " والتوحيد هو الذي دعت إليه جميع الرسل وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون فلننظر " لبيك اللهم لبيك " لبيك كلمة إجابة والدّليل على هذا ما ثبت في الصحيح أن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا آدم فيقول لبيك، فهي كلمة إجابة وتحمل معنى الإقامة من قولهم ألبّ بالمكان أي أقام فيه، فهي إذاً متضمنة للإجابة والإقامة، الإجابة لله والإقامة على طاعته ولهذا فسرها بعضهم بقوله " لبيك أنا مجيب لك مقيم على طاعتك " وهذا تفسير بالمعنى لا شك وهذا هو معناه، فإذا قال قائل أين النداء من الله حتى يجيبه المحرم؟ قلنا هو قوله تعالى وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً أذّن بهم أعلن بهم يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق يأتوك رجالاً يا سامي يعني لا إناثاً؟ إيش المعنى؟

السائل : للتغليب.

الشيخ : للتغليب، لا رجالاً يعني على أرجلهم ليس المعنى ضد الإناث، والدليل أنها على أرجلهم ما بعدها وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق وهذه قاعدة مفيدة لكم في التفسير قد يعرف معنى الكلمة بما يقابلها ومنه قوله تعالى وهو أخفى من الآية التي معنا فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً معنى ثبات متفرقين مع أن ثبات يبعد جداً أن يفهمها الإنسان بهذا المعنى، لكن لما ذكر بعدها أو انفروا جميعاً علم أن المراد بالثبات المتفرقين، طيب إذن نقول لبيك أي أنا مجيب لدعوتك مقيم عليها، والتثنية هنا هل المقصود بها حقيقة التثنية أي أجبتك مرّتين أو المقصود بها مطلق التكثير، الأول أو الثاني؟
الحضور : الثاني.

الشيخ : الثاني، لأن المعنى إجابة بعد إجابة وإقامة بعد إقامة، فالمراد بها مطلق التكثير أي مطلق العدد وليس المراد مرتين فقط ولهذا قال النحويون إنها ملحقة بالمثنى وليست مثنّى حقيقة لأن المراد بها إيش؟ الجمع والعدد الكثير، طيب ولماذا جاءت بالياء الدالة على أنها منصوبة ؟ قالوا لأنها مصدر لفعل محذوف وجوباً لا يجمع بينه وبينها، والتقدير ألببت إلبابين لك، ألببت يعني أقمت بمكاني إلبابين لكن حصل فيها حذف، حذف حذف الهمزة وصارت لبابين بعدها حذف الهمزة ثم قيل نحذف أيضاً الباء الثانية ونقول لبيك، فالياء هنا علامة الإعراب منصوبة بإيش؟ بفعل محذوف وجوباً فهي مفعول مطلق لفعل محذوف وجوباً، طيب اللهم لبيك اللهم ما معنى اللهم؟ أي يا الله، لكن حذفت ياء النداء وعوّض عنها الميم وجعلت الميم أخيراً ولم تكن في مكان الياء فيرد علينا سؤالان، السؤال الأول لماذا عوّض عن الياء بالميم ولماذا نقل العوض إلى الآخر ولم يكن في مكان المعوض؟ يقال عن الأول الميم أدلّ على الجمع ولهذا هي من علامات الجمع، إليهم للجمع فكأن الداعي جمع قلبه على ربّه عزّ وجلّ لأنّه يقول يا الله وثانياً أما كونها حولت فتيمّناً بالبداءة بذكر اسم الله عز وجل اللهم، وقوله لبيك هذا من باب التوكيد اللفظي أو اللفظي المعنوي؟ الثاني، هو لفظي لم يتغير لفظ الأول لكن له معنى جديد، يكرّر ويؤكّد أنّه مجيب لربه مقيم على طاعته، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك ... ثالث لأنك تجيب من؟ تجيب الله عز وجل وكلما أجبته ازددت إيماناً به وشوقاً إليه فكان التأكيد في مقتضى الحكمة، ولهذا ينبغي لك أن تشعر وأنت تقول لبيك أن تشعر نداء الله عز وجل لك وإجابتك إياه لا مجرّد كلمات تقال، لبيك لا شريك لك لا شريك لك في التلبية أو لا شريك لك في كل شيء؟

السائل : الثاني.

الشيخ : الثاني، لأنه أعمّ يعني لا شريك لك في ملكك ولا شريك لك في ألوهيتك ولا شريك لك في أسمائك وصفاتك ولا شريك لك في كل ما يختصّ بك ومنها ومنها إجابتي هذه الإجابة، فأنا مخلص لك فيها ما حجت رياء ولا سمعة ولا للمال ولا لغير ذلك، إنما حججت لك ولبيت لك فقط، وقوله لا شريك لك إعرابها أنّ " لا " نافية للجنس وشريك اسمها، ولك خبرها، والنافية للجنس أعم من النافية مطلق نفي لأن نافية الجنس تنفي أي شيء من هذا، بخلاف ما إذا قلت لا رجل في البيت، بالرفع هذه ليست نافية للجنس هذه مطلق نفي، ولهذا يجوز أن تقول لا رجلٌ في البيت بل رجلان، لكن أن تقول لا رجلَ في البيت بل رجلان صاح عليك الناس العالمون بالنحو وقالوا هذا غلط، لا يصح أن تقول لا رجلَ في البيت بل رجلان تنفي الجنس أولاً ثم تعود وتثبت لا يمكن، طيب على كل حال لا شريك له لا نافية للجنس وأعم ما يكون في النفي.

Webiste