تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم التصوير بالنحت والرسم باليد والكاميرا و... - الالبانيالسائل :  بالنسبة للصور السؤال الأول صور النحت التي ينحت الإنسان بالإزميل والشاكوش ، ثم صور الرسم التي يرسمها الإنسان بالقلم والفرشاة ، ثم الصور بالكامي...
العالم
طريقة البحث
ما حكم التصوير بالنحت والرسم باليد والكاميرا والفيديو . وهل بينهما فرق ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بالنسبة للصور السؤال الأول صور النحت التي ينحت الإنسان بالإزميل والشاكوش ، ثم صور الرسم التي يرسمها الإنسان بالقلم والفرشاة ، ثم الصور بالكاميرا التي يصورها الإنسان لمرة واحدة ، والسؤال الأخير بالنسبة لصور الفيديو التي قد يكون فيها الإنسان في معزلٍ تمامًا عنها ، تكون أوتوماتيك ، كل هذه الصور لا شك أن هناك فرق عندي في تصوري بين أن يكون المصور له من وجدانه سعة الفن والمضاهاة ، والفرق الآخر : أنه ليس له في تكوين الصورة أي سبب ؛ لأن تكوين الصورة يتم من خلال العدسات ومن خلال الأضواء المختلفة ، فهناك لا شك فرق بين المصور الذي يرسم بيده أو ينحت بإزميله ، والمصور الذي يصور سواء بالكاميرا الفوتوغرافية أو الكاميرا الفيديو ، نرجو التوضيح ؟

الشيخ : أنت لما تقول الفرق تتكلم عن الفرق الشرعي أو الفرق الصنعي ؟

السائل : الصنعي .

الشيخ : وما يهمنا؟ الآن أنت تعرف أن الفنانين زعموا أو النحاتين كان أحدهم يمكث ليالي أو أيامًا طوالا حتى يخرج الصنم في الهيئة التي تعجبه ، بالشاكوش والإزميل ، ولعلك أنت تذكرني بذاك الطلياني الذي استمر ينحت صنمًا له ، ثم لما يعجبه حطمه ، شو اسمه ؟ هل تدري ؟

السائل : ما أدري

سائل آخر: مايكل آنجلو

الشيخ : نعم المهم . اليوم مثل الكاميرا كبسة زر مع توجيهها إلى الهدف تطلع الصورة بلحظة ، صح ؟

السائل : صح .

الشيخ : إي هذا غير جهد ، أنا أذكر معلم الرسم في المدرسة الابتدائية اللي أنا كنت فيها كانوا الطلاب يخرجوا إلى الفسحة إلى الفرصة ويركضوا يلعبوا إلى آخره ، يقعد هو في جانب ، ينادي طالب من الطلاب هو جالس بجانب اللوح ، يا فلان ، تعالى ، يمسك الطبشورة هذه ويعمل صورة الولد كما هو تماما بسرعة ، لكن الكاميرا أسرع بكثير ، فالوسائل إذًا اختلفت تمامًا عن ذي قبل .
الآن تعرف أنت يمكن في أوروبا تأتي أصنام من رخام ، أو من نحاس ، وقد يكون من فضة وقد يكون من ذهب على حسب البطر ، هذا ما نُحت بالإزميل ، ولا استمر الذي أخرجها بهذه الصورة التي تُعجب الفنانين حقيقةً ، إلا بكبسة زر ، عرفت هذا ؟ كويس. لكن هذا الجهاز الضخم الذي ركب على عدة آلات ومسننات ووإلى آخره ، ووصل بالكهرباء بكبسة زر يكرر لك عشرات الأصنام ، سواء من الحديد أو النحاس أو الفضة إلى آخره ، شو يهمنا نحن من حيث أن هذه الصورة تختلف عن الصورة من حيث الصنع ، أليست النتيجة واحدة ؟ أليس هذا صنمًا ؟

السائل : صح ، لكن النية في القلب نية المضاهاة ... .

الشيخ : اسمح لي شوي ، نحن الآن نحكي من حيث الصنع ، سواءً إنسان صور بقلم رصاص ، أو بقلم الحبر ، أو بالريش الصفراء أو الخضراء أو شكل أو أو ، إلى آخره ، أخيرًا بالكاميرا ، النتيجة واحدة هذه صورة وهذه صورة ، ونذكر بهذه المناسبة ولعل هذا يفيد بإبطال الجمود الظاهري العصري ، كنت معتاد شهريًا أذهب من دمشق إلى الشمال إلى حلب في سبيل الدعوة ولقاء الإخوان هناك ، فرجعت بسيارتي العجوز ، وركب معي شاب ، فيه شبه بينك وبينه من حيث أن لحيته كثة وسوداء ، فبدنا نقطع هذا الطريق طبعًا بحديث وليس كما يقطعه سائر الناس ، وإنما بحديث مفيد ، فُتح هذا الموضوع بالذات موضوع الصور ، فهو سمع كما تسمعون أنه فيه فرق بين الصور اليدوية فهي محرمة ، و الصور الفوتوغرافية أو الشمسية فيها مباحة ، الله عزّ وجلّ في هذيك اللحظة ألهمني أنه أتحدث بالحديث الآتي ، فقلت لصاحبي زعموا أن شيخًا فاضلاً زار تلميذًا له في بيته ، فلما جلس وقع بصره على صورته صورة الشيخ في صدر المكان ، فقال لتلميذه أنا يا ابني ألم أدرس عليكم أن الصور اقتناءها حرام ، وأنها تمنع دخول الملائكة وأنت أعرفك من تلاميذي الأذكياء الصالحين إلى آخره ، قال يا سيدي الشيخ ، أنا علقتها لأتذكر أخلاقك وكمالك إلى آخره ، قال : لا ، ما يجوز ، فسارع التلميذ وأنزل الصورة ، راحت أيام وجاءت أيام ، فعاد الشيخ إلى زيارة تلميذه مرة أخرى ، وإذا هو يرى الصورة في مكانها ، قال له : ما هذا يا بني ؟ أليس أنكرت عليك في الزيارة السابقة ؟ قال : نعم يا سيدي ، ولكن أنا فهمت منك التفريق بين الصورة اليدوية والصورة الشمسية ، فتلك كانت صورة يدوية ، أما هذه فهي صورة شمسية ، فقال له : بارك الله فيك ، أنت قد صرت فقيهًا .
هذه ظاهرية مقيتة ، لا ينبغي للمسلم أن يقف عند مثلها ، لأنها تشبه ظاهرية قديمة ، يقول فيها بعض العلماء الأفاضل ، لكن غلب عليهم مع الأسف الجمود الفقهي ، وفي ذلك عديد من الأمثلة مثلاً : المحرم ما يجوز يحلق شعر رأسه ، يطلع عليه فدية ، ففدية من صيام أو صدقة أو نسك قال : لكنه لو أزال الشعر بعلاج أو دواء ، وعمل هيك بيده فهذا ما حلق ، فإذًا هذا يجوز .
وأخرى نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد حديث صحيح قال : فلو أنه بال في إناءٍ ثم أراق ما في الإناء في الماء جاز ، لماذا ؟ لأنه ما صدق عليه لفظه لفظ الحديث نهى عن البول في الماء الراكد هذا ما بال في الماء راكدًا ، هذا بال في الإناء الفارغ وملأه ، وبعدين فرغه في الماء الراكد ، هذا جاز ، لماذا ؟ لأنه لا يصدق عليه أنه بال في الماء الراكد ، لكن بقليل من الفقه والتفكر يفهم الإنسان أن المقصود من نهي الرسول عن البول في الماء الراكد هو المحافظة على الماء ، فقد لا يتنجس لأنه يكون ماء كثير مثلاً ، والبول بالنسبة للماء الكثير قليل ، لكن على الأقل سيتلوث ، فهو أراد المحافظة على نقاوة الماء ، وعادةً الناس كل الناس لما بدو يبول يبول في الماء هذا ، ما يجي ويتقصد هذه الصورة الخيالية التي تحدث عنها هذا الظاهري ، فقال : فلو أنه بال في إناءٍ فارغ ثم أراق هذا البول من الإناء هذا في الماء الراكد جاز ، ما تعرض الرسول عليه السلام لهذه الصورة لأنها غير عملية ، وإنما هي خيالية محضة ، لكن الغاية من نهيه الصريح في الحديث هو المحافظة على الماء ، نقاوةً أو طهارةً ، فهل حصلت هذه الغاية بالطريقة الأخرى ؟ الجواب : لا .

السائل : سؤال آخر .

الشيخ : تفضل .

Webiste